سليمان الجعيلان
في 26 يونيو 2014 أي قبل عام من الآن، صدر أمر ملكي بتعيين سمو الأمير عبد الله بن مساعد رئيساً عاماً لرعاية الشباب بمرتبة وزير، واستبشر غالبية الرياضيين بتولي الأمير عبد الله هموم وشجون قطاع الرياضة والشباب وتفاءلوا بإحداث نقلة نوعية للرياضة السعودية، وانتظروا من الرئيس العام الجديد تغيير الصورة غير الجيدة عن الرئاسة العامة لرعاية الشباب التي التصقت بها منذ عدة سنوات بسبب التقليدية والنمطية في عملها والرتابة والروتين الممل والمسيطر على أدائها الذي كان له الأثر السلبي على المنظومة الرياضية السعودية التي ظلت على وضعها السابق ولم تبرح مكانها المعتاد، حتى بعد ان استلم الأمير عبد الله بن مساعد آلامها العميقة وآمالها الكبيرة التي كشفت ان هناك فارقا شاسعا بين التنظير والواقع، قبل عام من الآن وبعده من تولي سموه مهامه في الرئاسة!!.. فالمنشآت الرياضية ومقار الأندية المستحدثة (القديمة) والمشروعات المتعثرة وعقود الصيانة جمعيها ملفات مازالت عالقة لدى رعاية الشباب، ولم نرَ على أرض الواقع في عام كامل أمضاه الأمير عبد الله بن مساعد في مهمته أفكارا جديدة وحلولا ناجعة وخطة شاملة لمعالجة تلك المشروعات المتعثرة، وإنهاء هذه الملفات المؤرقة التي أكدت ان العلة والمشكلة متغلغلة ومتجذرة في عمل وأداء الرئاسة العامة لرعاية الشباب، بدليل تباطؤ رعاية الشباب في عدم إنهاء (ترميم) مدرجات ملعب الأمير عبد الله الفيصل في جدة منذ (ثلاث) سنوات، وكذلك تلكؤ رعاية الشباب في تحسين (أرضية) التحفة المعمارية والمفخرة الرياضية ألا وهو استاد الملك عبد الله في جدة الذي قام الرئيس العام لرعاية الشباب بزيارة روتينية للاستاد ومعاينة الأرضية قبل عدة أشهر، ولكن الأمور ظلت كما هي ولم تتغير الأرضية المشوهة لجمالية الاستاد!!
أما على مستوى كرة القدم السعودية وتطويرها ونهضتها من خلال المنتخبات والأندية التي ازعم أنها تعني الجميع في الوسط الرياضي بالدرجة الأولى، فإنَّ الرئاسة العامة وبعد عام من تولي الأمير عبد الله بن مساعد مسؤوليته فيها لم يكن لها دور مشاهد وملموس في عودة كرة القدم السعودية إلى سابق عهدها سوى تعدد تشكيل اللجان وكثرة ترشيح الأعضاء فيها، على الرغم من ان الأمير عبد الله بن مساعد يعد أحد خبرائها المطلعين على أدق تفاصيلها والعارفين بكل مشاكلها وإشكالياتها، ويفترض ان لديه تصورا كاملا لكل الحلول لها قبل استلام مهمته رسمياً فيها، ولكن حقيقة لا اعلم ما هي الغاية وما هو الهدف من البداية من الصفر بهذه اللجان العديدة وهؤلاء الأعضاء الكثيرين؟!
عموماً وبكل صراحة وكل تجرد ما قدمه الأمير عبد الله بن مساعد في عام مضى هو أقل من المتوقع وأقل من المأمول، بل على العكس شهدت الرئاسة العامة لرعاية الشباب في عهد الأمير عبد الله بن مساعد تراجعاً مخيفاً في هيبة وقوة رعاية الشباب من خلال توسع وانتشار الانفلات والتفلت الإعلامي لبعض المسؤولين والعاملين في المنظومة الرياضية السعودية الذين تمادوا في توجيه الاتهامات للآخرين بالتدخل في القرارات، وأفرطوا في الهمز واللمز في التصريحات من خلال إقحام مصطلح (المتنفذين) الذي بدأ به الدكتور عبد الرزاق أبو داود وأعاده عدة مرات المحامي إبراهيم الربيش، وكذلك حضرت المجاملات والاستثناءات في رعاية الشباب، وما تعيين مدير إذاعة UFM محمد الخميس مسؤولاً للجنة الإعلامية في الدورة الثانية للألعاب الرياضية لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية القادمة على حساب الإعلامي القدير رجاء الله السلمي الذي يشغل منصب مدير الشؤون الإعلامية في الرئاسة العامة لرعاية الشباب إلا دليل على وجود المجاملات والاستثناءات، لذا سمو الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير عبد الله بن مساعد أمام مهمة صعبة وتحد كبير في عامه الثاني في رعاية الشباب الذي أتمنى صادقا كل التوفيق والسداد له فيه، لأن في النهاية المستفيد الأول والأخير من نجاحه وتوفيقه رياضة بلدي وسمعة وطني!!.