بقلم - جاك زينغر وجوزيف فولكمان:
صعب علينا مؤخراً تحديد موعد اجتماع صيفيّ مع شركة في أمستردام، بسبب عدد المسؤولين التنفيذيّين الذين ذهبوا في إجازة. ووسط إحباطنا، تساءلنا عمّا تفعله الشركة المذكورة لإنجاز أعمالها. لكنّ نائب رئيس الموارد البشريّة فيها طمأننا قائلاً، «أنا واثق أنّ الاستراحة والإجازة ستسمحان لمسؤولينا الأوروبيين بالعمل بجهوزيّة أكبر في أيّام العمل العاديّة، بالمقارنة مع نظرائهم الأميركيّين الذين يستنفدون جميع قدراتهم».
ارتأينا أنّ هذا الموضوع يستحقّ بعض البحث. وبما أنّ المسؤولين التنفيذيّين الأوروبيين يحصلون على إجازات أطول بكثير من نظرائهم الأميركيين، اعتبرنا أنّ دراسة المجموعتين ستوفّر لنا مجموعة مراقبة ومجموعة اختبار.
بالتالي، اعتمدنا مجموعة بيانات عن 2310 مشاركاً، وقارنّا بيانات من 20 دولة بين تلك التي تعطي أكثر عدد من أيام الإجازة (247 مشاركاً)، وأخرى مأخوذة من مشاركين في الولايات المتحدة (1151)، علماً بأنّ الدول التي تعطي الإجازات الأطول تراوحت بين أستراليا، مع 28 يوماً، والسويد والبرازيل، مع 41 يوماً. وفي نقيض ذلك، لم تسنّ الولايات المتّحدة أيّ قانون يسمح بالإجازات المدفوعة، ليحصل الموظّف بدوام كامل، الذي يعمل منذ سنة في إحدى الشركات على 10 أيام إجازة مدفوعة بالمعدّل.
وكي نتمكّن من دراسة انعكاس مدّة الإجازة على السلوك حيال الإنتاجيّة، طلبنا من المشاركين ملء استمارة تقييم، لقياس ما إذا كانوا يفضّلون العمل بوتيرة بطيئة أو سريعة. لكن عند دراسة الفوارق في السرعة، ومستويات التركيز، وفقدان الصبر لدى المجموعتين، اكتشفنا أنّ رؤساء الشركات في الدول التي تعطي عدداً أكبر من أيام الإجازة المدفوعة يُظهِرون استعداداً أكبر بقليل للعمل بوتيرة أسرع، والتركيز أكثر وفقدان صبرهم أكثر.
وسألنا الموظّفين إن كانوا يشعرون عموماً بأنّهم «منهارون أمام كمّ العمل الكبير أمامهم» أم أنّهم «يحكمون السيطرة على الأمور». وقد أعرب 26 في المئة من ذوي الإجازات الأطول عن شعورهم بالانهيار، بالمقارنة مع 23 في المئة من الأميركيين، وهو أمر يشير إلى أنّ العمل قد يتراكم وحسب عند غيابهم، فيُطلَب منهم مجهود إضافيّ للتعويض عند عودتهم.
وبالتالي، هل تعتبر فترة «الراحة والإجازة من العمل» المسؤولة عن زيادة مستويات تركيز الموظّفين الذي أخذوا إجازات أطول، وعن إنجازهم أعمالاً أكثر – وبسرعة أكبر؟
مع أنّ التحقيق الذي أجريناه ليس حاسماً، تشير الأدلّة إلى أنّ الجواب هو «لا».
يبدو أنّ الموظّفين الذين يتمتّعون بإجازات أطول لديهم رغبة قويّة في إنجاز الكثير والتحرّك بسرعة أكبر. وبالتالي، ومع أنّنا لم نستنتج أنّ زيادة أيّام الإجازة تحدّ من التوتّر، نرى أدلّة تشير أنّ هذه الإجازة تؤدّي إلى زيادة لمستويات الإنتاجيّة في العمل. وبكلام آخر، لن تعمل الإجازة على تجديد أفكارك وتحثّك على إنجاز المزيد، بل أنّ تمضية وقت أقل خلف مكتبك ستحثّك على هدر وقت أقل.
** ** **
(جاك زينغر وجوزيف فولكمان هما على التوالي المدير التنفيذي لشركة «زينغر/فولكمان» ورئيسها)