فاطمة العتيبي
استغراقنا في أحاديث الموت هو أكبر انتصار لهم. هم يريدون أن نتوقف، أن نعود إلى الوراء، أن ننشغل بهم ونترك السعي إلى المستقبل، لأنهم ماضيون يعيشون في أزمنة ليست من زماننا، إنهم يحتضرون في صفحات التاريخ الصفراء، في هوامش كتب المؤرخين الأكذاب، حيث الغواني والسبايا والجواري والقيان، هناك حيث الدماء والأشلاء.
تاريخ لا نعرفه ولانريد أن نعرفه، لا يهمنا من ماضينا إلا ثلاثة: القرآن الكريم والسنة الثابتة ومنهج السلف الصالح من الصحابة وأنعم وأكرم بها، وسنظل متمسكين بها، أما الاجتهاد والقياس فهذه لنا، لظروف الزمان والمكان، ومتغيرات العصر ومستحدثاته.
بعض هؤلاء لايشبهوننا، لانعرفهم، حتى لو خرجوا من بعض بيوتنا، وتحدثوا بلسان مثلنا إلا أنهم لايحملون طيبتنا، ولايعرفون شيمتنا ونخوتنا، لايملكون نقاء قلوبنا وحسن ظننا وحبنا للمعروف وأهله ، لايعرفون تسامحنا ومدى إيماننا بإسلامنا.
لن نتوقف من أجلهم، لن نستجيب لنداءات الموت في أفعالهم، سينتهون، سيذهبون إلى الجحيم لأنهم قتلة ومعتدين، وسنمضي نحن إلى الغد، إلى فلاح الدين والدنيا لأننا مع الله سبحانه، مع الفطرة السوية والعقيدة الصالحة التي تقدر الحياة وتعمل للدنيا كأنها لن تموت أبدا وتعمل للآخرة كأنها تموت غدا. نحن الحياة ياداعش وأنتم إلى جهنم وبئس المصير.