خالد الربيعان
قانون اللعب المالي النظيف أجبر الأندية الآن على البحث عن حلول غير ضخ استثماراتها وأموالها في سوق اللاعبين ، وعن البحث عن لاعبين نجوم ، صغار السن بطرق أخرى !
ريال مدريد على سبيل المثال والذي ينتهج منهج الإتيان بالنجوم مهما كلف الأمر بأقصر طريق أصبح في ورطة بعض الشيء، فأصبح يعتمد على إستراتيجية جديدة هي الإتيان بنجوم صغار السن ليستقروا في النادي أكبر مدة ممكنة ، كي يتفادى شراء اللاعبين بمبالغ كبيرة بين الحين والآخر !
فهذا الموسم وصل بمعدل أعمار لاعبيه إلى 24 عاماً ، فباع دي ماريا صاحب الـ 26 عاماً واشترى رودريجز 23 عاماً ، وباع ألونسو ودييجو لوبيز 33 عاماً لكل منهما ، واشترى كروس 25 عاماً و صعّد خيسي 22 عاماً ، واثنت وسائل الإعلام على ذلك السلوك ، رغم أنه سلوك يسمونه أسلوب معالجة الخسائر والتعامل مع الأزمات ! ، ورغم أنه تكلف أكثر من 100 مليون يورو في تنفيذ هذه الخطة !!
الآن أكثر الأندية فرحاً بهذا القانون هي الأندية التي تعتمد بشكل أساسي على ناشئيها ، وعلى شئ اخر في التسويق الرياضي تنتهجه بعض الأندية التي تعتبر عملاقة في مجال الاستثمار الرياضي ، والذي أوصلها في نفس الوقت إلى قمة ترتيب الأندية مالياً ، وكروياً ، هذا الشيء اسمه « الأكاديميات» !
بالنظر إلى برشلونة فهو النادي الذي تربع على قمة كل شيء في إسبانيا وفي أوروبا وفي العالم ، وبأقل قدر من الأموال ، وبأكثر طريقة فنية وكروية مبهرة أدهشت العالم ، وأفلت من مآزق القوانين الأخيرة وأتبع الأسلوب الصحيح والكامل في عالم التسويق الرياضي ، وبلاعبيه الناشئين ، من أكاديميته الشهيرة « لاماسيا» !
تلك الفكرة التي أتى بها « كرويف» العبقري ابن النادي ، وطبقوها في السبعينات ، تلك الأكاديمية أخرجت عمالقة في كرة القدم أنظر للأسماء ميسي أغلى اللاعبين قيمة الآن !! 500 مليون يورو ! ، تشافي ، إنييستا ، بيكيه ، جوردي ألبا، الحارسين فالديز و رينا ، بوسكيتش ، بارترا ، تياجو ألكانتارا ،فابريجاس، بيدرو !!
بالإضافة لذلك حقق برشلونة مكاسب عملاقة ، خلال السنوات الـ 11 الأخيرة وصلت إلى 112.7 مليون يورو من بيع لاعبين من نفس الأكاديمية ! ، في آخر موسمين فقط كانت الأرباح 65.9 مليون يورو من بيع ناشئين من إنتاج « لاماسيا» منهم « الكانتارا إلى بايرن!
إذا كنا نريد أن نصبح أفضل في كل شيء فلا بديل عن تطبيق منهج إنشاء الأكاديميات وتصعيد الناشئين ، إنشاء»لاماسيا» الخاصة بنا ! ، فهي الحل الرائع والكامل والمثالي على المدى البعيد ، ويكفى أن من يطبقونه أصبحوا يحتلون قمة الكرة العالمية ، وقمة التسويق الرياضي كذلك!
إسبانيا
منتخب إسبانيا حقق كأس العالم و أمم أروبا مرتين بفريق كان منه 9 أفراد من « لاماسيا» ! ، أي أنهم لم يحققوا كل شيء لبرشلونة فقط ، بل حققوا « كأس العالم « وأصبحوا حديث الناس جميعاً ، وحققوا مليارات من الأموال أيضاً !
- تشكيلة الفريق الحالي لبرشلونة منها 13 من ناشئي لاماسيا ، ويتوزع 30 نجماً آخرين من العيار الثقيل في الدوريات الخمس الأكبر حول العالم : الإنجليزي والإيطالي والألماني والفرنسي والإسباني !