د. عبدالواحد الحميد

شعرت بالخجل وأنا أشاهد مقطع فيديو سجلته سيدة مصرية كانت تزور المملكة وبثته على يوتيوب. هذه السيدة كانت تُعبر عن حبها للسعودية والسعوديين وتشيد بالتوسعات والإنشاءات التي تقيمها الحكومة السعودية في الحرم، لكنها أبدت صدمتها ودهشتها من أوضاع دورات المياه على الطريق. تعلق الأخت المصرية بقولها إن أوضاع دورات المياه التي تقع على الطريق تتناقض مع الصورة التي تنطبع في ذهن من يزور الحرم، وتناشد المسؤولين في السعودية بمعاقبة أصحاب محطات البترول الذين لا يهتمون بنظافة دورات المياه الملحقة بمحطاتهم.

لقد صدقت هذه الأخت المصرية التي تبدو محبة للمملكة وغيورة على سمعتها، فأوضاع دورات المياه مخجلة، ويجب معاقبة أصحاب محطات الوقود الذين يتقاعسون عن توفير الحد الأدنى من النظافة في دورات المياه. فما نلاحظه هو أن أصحاب المحطات لا يهتمون بهذا الجانب لأنه يمثل بالنسبة لهم «تكاليف» بينما همهم الأول والأخير هو تحقيق أقصى قدر من الأرباح. وكما نعرف، فإن من يحتاج إلى تعبئة سيارته بالوقود قد يضطر إلى التوقف أمام أي محطة حسب حاجته وبخاصة في غياب التخطيط، وبالتالي فإن «المنافسة» بين المحطات قد لا تلعب إلا دوراً محدوداً في اجتذاب الزبائن، أو كما يقول الاقتصاديون إن الطلب على السلعة لا يتمتع بمرونة كبيرة.

نعرف أن هناك تنظيمات جديدة تتعلق بمحطات الوقود على الطرق الطويلة سوف يتم العمل بها خلال الفترات القادمة، والمأمول أن تؤدي هذه التنظيمات إلى القضاء على هذه المشكلات أو تحجيمها. ولكن إلى أن يتم ذلك، ما الذي يمنع من إجراء جولات تفتيشية على تلك المحطات وفرض غرامات على أصحابها عندما لا تتوافر الحدود الدنيا من النظافة في دورات المياه وفي المرافق الأخرى للمحطات.

يرى البعض أن الحالة السيئة لمحطات الوقود هي في الغالب بسبب العمالة الوافدة التي تسيء استخدام مرافق المحطات بما في ذلك مساجد المحطات، حيث نراهم يفترشون المساجد وينامون داخلها، بالإضافة إلى الاستخدام السيئ لدورات المياه، وبخاصة العمالة البسيطة التي تستخدم وسائل النقل العام أو تعمل في مجال النقل أو غير ذلك. وربما يكون هذا صحيحاً بدرجة أو بأخرى، لكنه لا يعفي أصحاب المحطات من المسؤولية.

أتمنى أن نرى قريباً حلولاً عاجلة ولو بصفة مؤقتة إلى أن يتم تطبيق التنظيمات الجديدة، فأوضاع مرافق محطات الوقود على الطرق الطويلة مخجلة ولا يمكن الانتظار حتى تنفيذ التنظيمات الجديدة بما تحمله من حلول دائمة للمشكلة إن شاء الله.