خالد بن عبدالله الغليقة ">
يقول خادم الحرمين الشريفين سلمان «إن الدولة السعودية الأولى والثانية والثالثة قامت على أساس الكتاب والسنة، وهو ما يقال لكل زائر وكل إنسان نستقبله في المملكة، وإن الله سبحانه وتعالى شرّف هذه البلاد بأن أنزل القرآن الكريم على نبي عربي في أرض عربية بلغة عربية».
هذا مما يجب أن يفتخر به أهل الإسلام، خاصة من يسكنون جزيرة العرب، فقد شرفهم الله وميّزهم بأن أرضهم مهبط الوحي وبلاد الحرمين، وخصّهم بجزيرة العرب موطن لغة العرب الأصيل، والاعتزاز بالإسلام، الدين الكامل، والاعتزاز بتطبيق القرآن والسنة، اللذين لا يأتيهما الباطل من بين يديهما ولا من خلفهما، هو من كمال العقل، الذي دلّ وأرشد إلى أن الإسلام هو دين الحق، وأن القرآن حق وأن السنة حق. فكلما كمل العقل اعتز صاحبه وافتخر بانتمائه إلى الإسلام والقرآن والسنة. والعكس صحيح تماماً، إذ كلما نقص العقل قلّ اعتزاز صاحبه بها. بل لا يمكن أن يقل اعتزاز أي أحد بها إلا بسبب ذلك النقص في العقل، ولهذا قال سبحانه وتعالى: {وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ} (10 سورة الملك)، فدلت الآية على أن الشخص لا يكون من أصحاب السعير إلا بسبب نقص في عقله!
والاعتزاز ليست كلمة تقال وشعاراً يرفع، بل هي دعوة لتطبيق هذا الاعتزاز وتفعيله بأن يحكم القرآن والسنة في كل شيء وعلى كل مستوى، فهذا هو الاعتزاز الحقيقي والتميز الحقيقي، وهذا هو ما جعل السعودية والسعوديين محل إشادة واحترام، بقدر ما لديهم من اعتزاز وتميّز بتطبيق دينهم وتعاليم نبيهم، وهذا ما يطلبه الآخرون من السعودية والسعوديين بأن يبقوا على تميزهم كما ميزهم الله، وأن يبقوا على اعتزازهم بالوحي كما أعزهم الله به، وأن يبقوا على خصوصيتهم كما خصّهم ربهم، وألا يكونوا إمّعات يذوبون في حضارة غيرهم، أو في ثقافات ومذاهب بشرية ناقصة لا تمت إلى الوحي الكامل بصلة.