غسان محمد علوان
آه يا لندن .. لأنك أعدتِنا لنقطة الصفر.
آه لكِ.. لأنك أثبتِ لنا أننا لازلنا نتخبط في وحل الهواية والمزاجية والنزوات العابرة.
آه لكِ .. لأنك أكدتِ لنا أن اتحادنا أصبح يبحث عن بهرجة إعلامية ليغطي بها جميع هفواته، و يلمع بها قليل إنجازاته.
ليست العبرة في إقامة اللقاء في لندن أو باريس أو حتى في أديس أبابا، العبرة وكل العبرة في سبب اختيار تلك الوجهة دون غيرها. لقاء افتتاحي لموسم قوي كعادة كرتنا، ننتزعه انتزاعاً من أرضنا ومن بين جماهيرنا لبلدٍ لا يستطيع عشاق كرة القدم ذكر اسم أي فريق يلعب في دورينا.
الأسئلة التي يجب أن تُطرح في مثل هذه الحالة هي تسويقية بحتة، ولا يكفي على الإطلاق أن تصدر جملة (سيتم لعب اللقاء في لندن لأسباب تسويقية) من أفواه أحد أعضاء اتحادنا الموقر بلهجة فيها من التعالي والغرور ما يثير التعجب لعدم مطابقتها للنتائج المرتجاة من مثل هذا القرار، لكي نسلّم بسلامته.
نعود للأسئلة التي يجب طرحها:
س: هل إقامة اللقاء في لندن هدفه تعريف الانجليز بكرتنا ليتعلقوا بها فنبدأ بتسويق منافساتنا لديهم، أو بيع منتجات أنديتنا لهم؟
س: هل إقامة اللقاء في لندن يضمن للهلال والنصر مبالغ مالية كبيرة لا يمكن تحصيلها لو أقيم اللقاء بداخل المملكة؟
س: هل تمتلك الكرة السعودية قاعدة جماهيرية ضخمة في جميع أنحاء أوروبا لكي يعتبر اللقاء تحقيق حلم لعشاق أجانب يحلمون برؤية أنديتهم التي يعشقونها عبر البحار تلعب أمام أعينهم، وفي مدينتهم؟
س: هل طلبت كبرى الشركات البريطانية إقامة اللقاء على أرضها بدوافع تسويقية تخدم منتجاتها واسمها التجاري ودفعت الأموال الطائلة للاتحاد السعودي وللناديين لمجرد ارتباطه بحدثٍ استثنائي (لديهم بالطبع) كلقاء السوبر السعودي؟
سلسلة من الأسئلة التسويقية التي لا تنتهي والتي قد لا تسعها هذه الصفحة وجميع إجاباتها ستكون (لا).
الـ (لا) الوحيدة والتي يجب أن تأتي بصفة المنع لا النفي، يجب أن تكون موجهة لاتحادنا الموقر من جميع محبي تطور الكرة الحقيقي الملموس، البعيد كل البعد عن البهرجة والمكتسبات الشخصية، والإجازات المدفوعة، والانتدابات الطويلة؛ يجب أن تكون موجزة وحازمة وصريحة تماماً: (لا تجعلوا من عشقنا لعبةً بأيديكم).
أعيدوا للجماهير السعودية مباراتها المرتقبة، فهي تنتظر هذا اللقاء على أحر من الجمر، على عكس من ذهب للندن بغرض السياحة. ضعوا اللقاء بين يدي من يعلم قيمته، بدلاً من أن تبخسوه حقه.
خاتمة...
إذا لم يكن صفو الودادِ طبيعة… فلا خير في ودٍ يجيء تكلفا
- (الشافعي)