منذ نهايات ق 19 عايشتنا أحزاب وجماعات وتيارات إرهابية، طالت رؤساء دول وشخصيات كُبرى، كما طالت مؤسسات سيادية أولاها في أمريكا، وما أن ينقضي شر إحداها حتى تخرج علينا من رحمها جماعات أكثر سوءاً وأشد مجانبة للمنهج السليم، والطريق القويم، فما أن خبت نار جماعة التكفير والهجرة والقاعدة، حتى نشأت جبهة النصرة وداعش، فأوغلوا في قتل أهل الإيمان وترك أهل الأوثان، يعبثون بأقدارنا، سُماً في أبداننا فاعترفت كلينتون بذلك في كتابها «Hard Choices»: «نحن أسسنا داعش لتقسيم الشرق الأوسط، واتفاقنا على إعلان الدولة الإسلامية يوم 5-7-2013، وكنا ننتظر لكي نعترف نحن وأوروبا بها فوراً، حتى تغير كل شيء.
فلتبكي أمريكا.. فـ 70% من المنتمين للجماعات المتشددة بها أمريكي النشأة، إذن فالإرهاب لا يأتي دوماً من المهاجرين، لأن 21% ممن غادروا أمريكا للالتحاق بالجماعات الجهادية اعتنقوا الإسلام، منهم 50% بسوريا. وإن ما يقارب 30 ألف أجنبي قد انضووا تحت لواء داعش، منهم180 أمريكيا، عاد منهم 40 مُتحولا، وهنا ندبت الدولة الأميركية ندباً، لأنها قد لا تستطيع مراقبتهم، فهم يتبنون استراتيجية صنعوها للتنظيم.. أن لكل إرهابي مجرم أينما كان وإلى أيّة دولة انتمى.. شعاراً: «اخرج ونفِّذ أيّ عملية سواء كانت صغيرةً أم كبيرة، ونحن سنتبنّى ذلك وكأنّك واحدٌ منّا».
هي حرب دائرة بل، مسرحية هزلية بإخراج مخابراتي لدول داعمة بشكلٍ علني وواضح لتدمير وتمزيق بنيان الجسد العربي والإسلامي!! حرب تُدارُ بتحريكٍ طائفي ومذهبي من غرفةٍ مُظلمة مُحرِّكة للنعرات بدعم مالي ولوجستي غير محدود من حلفاء الأمريكان وإيران، بدا مُنذ نشأة داعش الذي تطوّر بسرعة من تنظيم إرهابي مُتطرِّف إلى ما يُشبه الدولة في بلاد الشام؛ صورة أشبه ما تكون بحالنا في نكبة 1948م... دولاً ومنظّمات، تبارك جرائم لاإنسانية بدأ بمشروع «بايدن» لتقسيم العراق الى دولٍ ثلاث، كردية، سنية وشيعية. وما الضربات الإرهابية الأخيرة في عدة دول في آنٍ واحد، السعودية والكويت وتونس ومصر وفرنسا وغيرهم، إلّا دليلاً على الاستفادة القصوى من سيف الإرهاب المُسلّط على رأس الجميع والذي ينقلب الآن على مؤسّسيه وداعميه، ولن يُستثني أحداً، وليبكون، مرتدين أطرحة النساء، كما ارتداها قيادي الإخوان في مصر.. فالقادم ألعن!.
حماد الثقفي