د. عبدالعزيز الجار الله
حسب بعض المؤشرات والإحصاءات الأخيرة من وزارة التعليم ومن اليونسكو حول الابتعاث، يتأكد للجميع أن الابتعاث خيار إستراتيجي لا تراجع عنه:
وزارة التعليم تعلن أن المتقدمين لبرنامج وظيفتك وبعثتك تجاوز عددهم (111) ألف متقدم.
إحصاءات منظمة اليونسكو ترتب السعودية بالمرتبة الخامسة بين دول العالم في ابتعاث طلابها.
إذن المؤشرات تؤكد أن الدولة اختارت الابتعاث الخارجي لتعليم شريحة من أبنائها ووفرت الأموال لهذا المشروع العملاق والطموح، والذي بدأ منذ تأسيس الدولة في العصر الحديث، لكن أكبر أرقام الابتعاث تمت مع برنامج خادم الحرمين للابتعاث الخارجي خلال الفترة من 1426 هـ - 2005م حتى 1435هـ - 2014م، والإحصاءات والمؤشرات الأخيرة هي قراءة لمرحلة العشر سنوات الماضية التي أعطت متوسط الابتعاث (62.5) ألف طالب.
جاءت هذه النتائج الإيجابية في حجم الابتعاث نتيجة عدة برامج نفذتها الدولة في فترة العشر سنوات الماضية: برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي، ضم الدارسين على حسابهم، ابتعاث وزارة الخدمة المدنية (الوزارات)، ابتعاث وزارة الصحة، ابتعاث الجامعات، ابتعاث القطاعات الأمنية والعسكرية. وهو ما ننتظره من المرحلة الثالثة للابتعاث الخارجي التي تشرف عليها وزارة التعليم والشراكات التي أبرمتها الوزارة - اتفاقات ومذكرة تفاهم - مع المؤسسات والشركات الحكومية حوالي (50) ألف وظيفة وبعثة، بأن تزيد الجهات من أعداد الوظائف، وهذا يحمل الوزارة كجهة وباقي القطاعات مسؤولية الاستمرار في ابتعاث (الطلاب) إلى الجامعات العالمية باعتباره خياراً إستراتيجياً وبنفس الأعداد السابقة التي مكنتنا من الحصول على المرتبة الخامسة بين الدول في ابتعاث الطلاب.
متوقع أن يرشح حوالي (9) آلاف طالب هذا العام وهو رقم منخفض جداً عن طموح وتوقعات المجتمع.
فالابتعاث وبأعداد كبيرة أصبح مطلباً من قطاعات الدولة لأنه يساهم في تنويع الخريجين والتخصصات والمدارس المهنية، وبلادنا في المرحلة القادمة تحتاج إلى تنويع الخبرات والتخصصات والتواصل الدولي عبر الخريجين ونقل الخبرات التي تحتاجها دولتنا لتنافس المجتمعات الأخرى في مجال اقتصاد المعرفة.
يحتاج الابتعاث إلى توسيع مجالاته وفتح الخيارات أمام المبتعثين، فتقدم أكثر من (111) ألف طالب مؤشر على الرغبة الاجتماعية والدافعية الأسرية والتنافسية الطلابية على الابتعاث, وهؤلاء الطلاب جميعهم تنطبق عليهم شروط الابتعاث وهذا تحدٍّ طلابي جديد يزيد من الضغط على جهة الابتعاث.