لاحاجة لإعادة عمل البنوك بنظام الفترتين في ظل تطور خدماتها الالكترونية ">
الدمام - عبير الزهراني:
استبعد مصرفيون الزام مؤسسة النقد العربي السعودي «ساما» للبنوك بإعادة العمل في فروعها بنظام الفترتين «الصباحية والمسائية»، مبررين ذلك بأنه تم تعديل مواعيد عمل فروع البنوك في عام 2006م لتصبح فترة واحدة، تماشياً مع الأنظمة المصرفية الدولية ومواكبة لفترة التداول في سوق الأسهم السعودي.
وجاء حديث المصرفيين لـ»الجزيرة» وسط مقترحات بتغيير مواعيد عمل فروع البنوك، بحجة تعارضها مع فترة عمل موظفي القطاعين الحكومي والخاص، ولاسيما وأن بعض العمليات البنكية لا يمكن اجراؤها عبر الوسائل الالكترونية، في حين تشهد أفرع المطارات ازدحاماً خلال الفترة المسائية وذلك لكونها الوحيدة التي تعمل خلال الفترة المسائية.
وأكد المصرفي تركي الدهمش، أنه من الصعوبة بمكان تنفيذ منتجات تمويلية في فترة إقفال سوق الأسهم، كما أن عمل فروع البنوك في الفترة المسائية يحتاج إلى تدابير أمنية عالية، مع الأخذ في الاعتبار أن جميع البنوك تُقدم خدمات بديلة إلكترونية، بالإضافة إلى إن مؤسسة النقد العربي السعودي «ساما» سمحت للبنوك بفتح بعض فروعها في الفترة المسائية وفق اشتراطات معينة وخاصة.
ومن جهته قال مدير أحد البنوك عبدالواحد العمري: ليس هناك حاجة لعمل الفروع في الفترة المسائية في ظل توافر البدائل الالكترونية (الصراف الآلي - الهاتف المجاني - الانترنت) وتوفير ارقى الخدمات على مدار 24 ساعة وفي جميع الايام، وان ما يحتاجه العملاء في الفترة المسائية هي الفروع الخاصة بالمبيعات، كما يجب على العملاء الاستفادة من الخدمات الالكترونية المقدمة من البنوك، علما بان الخدمات الالكترونية المتوفرة في البنوك العاملة بالمملكة غير متوفرة في بعض الدول، كما ان العاملين في البنوك لديهم ارتباطات اسرية كحال باقي المواطنين ويمكن إيجاد فروع تعمل خلال الفترة المسائية في المناطق التي توجد بها كثافة سكنية، اما تعميم العمل في الفترة المسائية على مستوى المملكة ولجميع الفروع فهو غير مفيد.
وقال الكاتب الاقتصادي عبدالواحد المطر: تطورت الخدمات المصرفية حول العالم وتقدمت طرق تقديمها للعملاء بما يتناسب مع التطور التقني المتواصل، فالمملكة كسوق مفتوح على العالم وعضو في مجموعة العشرين كانت سباقة في مواكبة التقدم في الخدمات البنكية، كما أن فروع المصارف في المملكة كانت ومنذ سنوات قليلة تعمل خلال فترتين صباحية ومسائية، وذلك لتغطية اكبر قدر ممكن من شرائح المجتمع، وكان ذلك قبل تطور خدمات الاتصال عبر الانترنت وتوسع قائمة الخدمات التي يستطيع العميل الحصول عليها والتي مازالت في ازدياد مستمر.
وأضاف: أما بالنسبة للخدمات الأكثر استخداما فهي السحب النقدي وتوفرها اجهزة الصرف الالي سحبا وإيداعا، أما بالنسبة للمبالغ الكبيرة والتحويلات النقدية فيمكن تنفيذها الكترونياً عن طريق الانترنت والهاتف المصرفي والصراف الالي، بالاضافة الى انه يمكن سداد الفواتير وطلب بطاقات الصرف الآلي ودفاتر الشيكات والاكتتابات عن طريق القنوات الالكترونية، كما أن العميل يمكنه الاستفسار عن طريق الهاتف المصرفي وموقع البنك الالكتروني، أما عن مدى الحاجة الفعلية لزيارة العميل للفرع فهي تكاد تنحصر في فتح الحسابات وتحديث المستندات وبعض الخدمات الاخرى.
وتابع المطر: التوجه العالمي والمحلي هو تسهيل تقديم الخدمات للعملاء توفيرا للجهد والمال وسعيا للمنافسة في السوق، فلو نظرنا حولنا، لنحاول ان نسأل أنفسنا ماهي آخر مرة احتجت فيها لزيارة الفرع؟ وكم هي عدد المرات التي زرت فيها فرعا للبنك خلال الثلاث أشهر الماضية؟ مبيناً أن المجتمع السعودي شاب في الغالب (اكثر من 60% تحت سن الثلاثين عام)، وهو ملم ومهتم باستخدام القنوات الالكترونية للحصول على الخدمات في اي وقت عن طريق الأجهزة الحديثة.