عبدالمجيد محمد المطيري ">
رؤية
لكل منا رسالة.. يحب أن يكتبها بدمه النبيل وتقرأ لناس أجمعين.. ليكن مثلا يحتذى به بين سائر العالمين.
فمن لا يعرف الحياة.. لا يدم العيش فيها ،فمهما طال عمره أو قصر هي مجرد سجن ارتمى بها فلا يعرف إلا جدرانها يتلمسها بين وهنة وأخرى.
وقد يظل في دهاليزها أو يجن من وحشة ظلمتها فهي بالنسبة له مجرد سجن يقضي بها أمد حياته.
وسيعيش ما تبقى من عمره بين الرمال والحجر..
«وَمَنْ يتهيب صُعُودَ الجِبَـالِ
يَعِشْ أَبَدَ الدَّهْرِ بَيْنَ الحُفَـر»
من لا يجعل للحياة رسالة ومعنى فهي بالنسبة له.. لاشيء!
لذا ندرك تماماً أن الحياة رسالة.. و تلك الرسالة مضمونها النجاح والابتكار والتحدي والإصرار والسعي وراء المعرفة والتطور فلا يأس مع الحياة.
فكن فيها مقاتل لمجدك ومناظل لطموحك.. لتسطر أسمى المعاني والكلمات في رسالتك.
«وَمَنْ لَمْ يُعَانِقْهُ شَوْقُ الْحَيَـاةِ
تَبَخَّـرَ في جَوِّهَـا وَانْدَثَـر»
يقال.. هناك سفينة قد غرقت ونجا منها أربعة فقط، قادتهم الأمواج إلى جزيرة.
لم ينتظر الأول معجزة إلهية فالسماء لا تمطر ذهباً وفضة وبالتالي لا تمطر معجزات؛ فقام بصنع قارب صغير يستطيع من خلاله تحدي الأمواج لفكرة بسيطة أتته بعدما أجهد عقله في البحث عن حل.
أعجب الثاني بالفكرة فبادره بمساعدته في صنع القارب؛ والثالث اكتفى بالصمت خائفاً من عواقب دخول هذا القارب بين الأمواج ثانية، ففضل الانتظار إلى أن ياتي من ينقذه ويخرجه من هذه الجزيرة.
أما الرابع فقد سخر من هذه الفكرة والطموح العالي وذهب بعيداً عنهم.
بعد يومين.. وصل الأول والثاني إلى الميناء، الذي لا يبعد عنهم كثيراً وبعد يومين أيضا تم انتشال الثالث.
وقبل أن يمر شهر تبنت أحدى الشركات العالمية فكرة الأول فأصبح من العظماء فلم ينس صديقه الثاني الذي ساعده فأشركه معه وأصبح من الناجحين؛ والثالث أكمل حياته بشكل عادي كأي إنسان على هذه البسيطة.
انتشر الخبر في الصحف وقراه شخص كان جالساً في إحدى المقاهي وكان تعليقه لم يزد عن أربع جمل على الحدث لصديقه الجالس بجانبه، قائلا:
(العظماء يصنعون الفرص.. والناجحون يستغلونها.. والعاديون يخشونها.. والفاشلون يسخرون منها).
مرت الأيام..
فدخل الأول التاريخ.. وعاش الثاني حياته ناجحاً..
ومرت أيام الثالث كشروق الشمس وطلوع القمر.. أما الرابع «فلا زال البحث عنه جاريا».
ومضة
أُبَارِكُ في النَّاسِ أَهْلَ الطُّمُوحِ
وَمَنْ يَسْتَلِـذُّ رُكُوبَ الخَطَـر
وأَلْعَنُ مَنْ لا يُمَاشِي الزَّمَـان
وَيَقْنَعُ بِالعَيْـشِ عَيْشِ الحَجَر
- جدة