د. إبراهيم بن ناصر الحمود ">
لا شك أن الوزير هو رأس الهرم في وزارته، ويقاس نجاح الوزارة بحسب ما وصلت إليه من إسهامات في خدمة الوطن والمواطن، إذ إن النجاح لا يقاس بحسب ولا نسب ولا جاه ولا شهرة ولا سمعة، والوزارة مثل الإمارة إن كنت أهلا لها أعنت عليها، وإن كنت غير ذلك وكلت إليها وليس لك منها إلا اسمها وفقدت رسمها، وكم من وزير يقول لسان حاله لو سلمت من هذا التكليف لكان خيراً لي، وهو يقول هذا الكلام إما تورعا أو لشعوره بعدم القدرة والكفاية، ويا حبذا لو أن كل مسئول يجد في نفسه عدم الكفاية والقدرة أن يعتذر من هذا المنصب ويتركه لمن هو أهل له لأراح نفسه وسلم عرضه من النقد، ولكن ربما من هذه حاله يقبل بالتكليف مجاملة ونزولاً عند رغبة من كلفة ولا يقدم على الاعتذار ثم النتيجة في حال فشله يقال من منصبه.
إن الوزارة أمانة ثقيلة لها أبعادها والوزير الناجح يجب أن يتصف بصفات الرجل الصالح من حيث الإخلاص والنزاهة والأمانة، فهذه ركائز ثلاث متى ما توفرت في المسئول فهذا مؤشر قوي على نجاحه في عمله، فهو القدوة لمن تحت يده من الموظفين العاملين فصلاح الرعية من صلاح الراعي، والواقع يشهد لذلك فهناك وزراء نجحوا في عملهم فتراهم لا زالوا على رأس العمل لجدارتهم وإخلاصهم، فالإخلاص هو ثمرة العمل أياً كان نوعه، ( وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون) وفي حديث صححه الألباني لكثرة شواهده (إن الله يحب أحدكم إذا عمل عملاً أن يتقنه).
أضف إلى ذلك إذا كانت مصلحة الوطن والمواطن من أولويات اهتماماته، بمعنى أنه يتفقد حاجات المواطنين التي تخصه ويسعى جاهداً إلى تحقيقها بلا تسويف أو بعبارة ( تحت الدراسة ) التي سببت تعطيل المصالح أو تأخيرها، فمن لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم، فالمسئول الأول عليه واجب الإدارة والرعاية التي تحقق الأهداف المنشودة، وعين المواطن شاهدة على تلك الانجازات سلباً وإيجابا، فكم من مسئول يثنى عليه ويشاد بإنجازاته في كل محفل من المحافل الوطنية لأنه يستحق ذلك وكم من مسئول آخر بخلاف ذلك ويوجه إليه اللوم والنقد بسبب تقصيره في أداء عمله.
أخي الوزير لا تكن وزيراً بلا وزارة فالسعيد من وعظ بغيره وأد الأمانة إلى من ائتمنك ولا تبخل على وطنك بشيء من جهدك ووقتك فوطنك بحاجة إليك، ليكون مثلاً يحتذي في كافة مجالات الحياة والله غي عون العبد ما دام العبد في عون أخيه.
- المعهد العالي للقضاء