عثمان بن حمد اباالخيل ">
شهادة الدكتوراه المزيفة في مجتمعنا ظاهرة لا غبار عليها، وللأسف هناك من هو في مكان المسؤولية في كافة الأجهزة الحكومية والدعوية والجامعات والقطاع الخاص، هذا ما ينشر في الصحف والإنترنت والفضائيات وأتمنى أن أكون مخطئا. بدأ المجتمع يخاف ويخشى من تلك الدرجة العلمية بسبب كثرة الذين يحملونها بلا جدارةٍ ولا استحقاق. لنْ أتعمق في التفاصيل فهي موجودة بالإنترنت ربما بعضها غير صحيح لكن الصحيح هو الأكثر. كل ما أخشاه ان تكون هناك شهادات دكتوراه لسعوديين في الطب. وبعض حَمَلة الدكتوراه لا يفقهون فن التعامل مع المرؤوسين وثقافتهم متدنية جداً!!
أتساءل هل الدرجة العلمية تحدد نوعية التعامل والرقي في التعامل؟ أم هي مجرد شهادة لا تغوص في النفس والعقل والقلب، أم تراها مكانة اجتماعية فقط لأنّ الشخص حاصل على شهادة عليا. وهل صحيح ان بعضهم لا يستطيعون تركيب عبارة على أخرى أم هذا فن إلقاء ومخاطبة الآخرين. لماذا بعض الجهات تتعثر في أداء أعمالها وبعضها يتكبد الخسائر والبعض الآخر لا يعرف أين يتجه، أسببه قرارات مزيفة تشبه من اتخذها وهل هذا بسبب حرف الـ «د»؟.
أتساءل كيف يتعامل مزيّف الشهادة مع محيطه مع أصدقائه وزوجته وأولاده، ما هو شعوره وهو يحمل ما يستحق، البعض لا يبالي والبعض الآخر يصاب بالخوف والرعب حين يسأل من أي جامعة حصل على الشهادة. هناك من يتوقع ان حامل شهادة الدكتوراه إِنسان مختلف في تعامله ورُقيه نعم هذا توقع صحيح، لكن هناك من لا يجيد لا هذا ولا ذاك وتراه يتوارى خوفاً على مشاعره، والإِنسان الذي يرضي بالتزييف يرضى أنْ يُزيّف المزيف في تفاصيل حياته ولا يكتفي بالمنصب والجاه المزيف.
ثار غضباً وأخذ يتلفظ بألفاظ سوقية لا تليق بحامل شهادة دكتوراه، حين أخذت زوجته تحاوره في موضوع معين ومن صميم تخصصه في الدكتوراه، توقفت زوجته عن الحوار وقالت: هل شهادتك مزيفة؟ ارتفع ضغطه وتغيرت ملامح وجهه وقال: استري على زوجك. كم هو مؤلم أن يقف الزوج أمام زوجته وهو يحمل شهادة مزيفة، النتيجة المتوقعة عدم الثقة بما يقول والخوف من تربية فلذات الأكباد، فشبح التزييف يعيش بينهما. كلما زادت مرتبة العلم تغير سلوك الفرد إلى الأفضل، أي من المفترض أن أصحاب الشهادات العليا هم قمة في سلوكهم وتعاملاتهم إذا كانت شهادتهم حقيقية وليست مزيفة.
هل صحيح هناك علاقة بين سلوك الإِنسان والشهادة العلمية؟ أم حسب الكفاءة والذوق وليس للشهادة دور، خصوصا عندما تكون مزيفة؟ ألا يعلم أولئك الدكاترة انهم يغشون ويدركون معني الغش وهو الغِشُّ: نقيض النُّصح، وهو مأخوذ من الغشش: المشرب الكدِر، وغشَّه يغشَّه غشًّا من باب قتل: لم يمحضه النُّصح، وأظهر له خلاف ما أضمره، وانه مخالف للواقع.
التزوير حرام في دين الله، لقول الله تعالى: {فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ} {الحج: 30}، وأجمع أعضاء هيئة كبار العلماء على حرمة أخذ هذه الشهادات، وأنها تدخل في باب التزوير والتدليس والخيانة للنفس والوطن، حيث أكد عضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة للإفتاء الدكتور صالح بن فوزان الفوزان أن مكاسب الشهادات المزورة حرام ومن يحصل على الشهادة العلمية بدون دراسة آثم.
وفي الختام دعوة لأصحاب الشهادات العلمية المزيفة خصوصا الدكتوراه أن يعودوا إلى الطريق المستقيم ويتقوا الله.
يَجُرّونَ الذُيولَ عَلى المَخازي
وَقَد مُلِئَت مِنَ الغِشِّ الجُيوبُ
- المعري