طارق بن كريم الساكت ">
جميعنا يتفق على أن كثيرا من الحكم والأمثال تعبران عن معانِ بليغة وفهم حاذق لدى قائلهما، ولاسيما تلك الحكم والأمثال التي كان يعبر عنها كردة فعل سريعة وارتجالية نتيجة موقف حي آنذاك، وجميعنا يتفق أن كثيراً من الحكم والأمثال هما منهج حياة يهتدى بهما، ونصوص تكتب بماء الذهب،
فعلى سبيل المثال قولهم:
الحق أبلج والباطل لجلج، وأيضاً قولهم:
لسانك حصانك إن صنته صانك وإن خنته خانك وكذلك قولهم: جهد المقل خير من عذر المخل. وغير ذلك الكثير الكثير من الحكم والأمثال المنيرة.
إلا إنه من الملاحظ اليوم أن عددا من الناس أصبح يكرر هذه الأمثال، وكأنها نص قطعي، وخطورة هذا السلوك تكمن في أن الحكم منتج وأقوال بشرية تحتمل الخطأ والصواب، ولأنها كذلك فقد وقع الناس في تقديس أمثال خاطئة جملة وتفصيلاً، كقولهم: يد واحدة لا تصفق، فهذا المثل يدعو دعوة صريحة للتشاؤم وقولهم كذلك: لا يوجد دخان من دون نار
وهذا المثل صحيح لكن أحيانا كثيرة استخدم في إساءة الظن بالناس وكذلك قولهم: من كبر لقمته غص، فهذا المثل يستعمله البعض كي يحد من التوسع وهذا مناف للطموح وروح التعلم عن طريق الخطأ والتكرار حتى ينجح المخطئ.
ونختم بهذا المثل: قطع الأرقاب ولا قطع الأرزاق، وهذا يراد به التهاون والتغاضي عن المخطئ في عمله وعدم تطبيق النظام بحقه حتى لو تمادى بتهاونه، بحجة عدم قطع رزقه وهذه مغالطة لأن المتهاون في عمله هو من يقطع أرزاق ويعطل مصالح الكثير من الناس كالموظف الذي لا ينجز معاملة المراجعين وكالذي يتأخر عن الحضور.فمثل هذا الموظف يجب أن يطبق بحقه النظام حتى ولو قطع رزقه، فقطع رزق شخص وبوجه حق أصلح من قطع رزق أشخاص بسبب إهمال وتهاون وتقاعس.
وختاماً حري بنا أن نحاكم أي نص تراثي بما فيها الأمثال محاكمة عقلية ونتيقظ من ترديده دون التفكير بمضامينه.