(قصيدة في رثاء الأمير سعود الفيصل رحمه الله)
مجاهدُ نصف قرنٍ لا يغيبُ
عميدٌ في السياسة بل طبيبُ
تهابُ توجهاتٌ منه دنياً
تقاذف ما تواجهه الندوبُ
إقامته نشازٌ دون سعيٍ
له في الأفق عونٌ لا هروبُ
وساعات الحياة لديه همٌّ
يعيش الوقت هاجِسهُ خصيبُ
أرى الدنيا لفقد الفذّ تبكي
ومن لم يبكِ رمزاً لا يخيبُ؟
عميدُ الدبلوماسيينَ يزهو
بهِ الذِكرُ وتذكره القلوبُ
قويٌّ صادقٌ لله يخشى
وحبُّ الدار منهجهُ الرحيبُ
حوى من اسمه سعداً وحسماً
مواقفه وإن خدعوا تُذيبُ
رجالات السياسة دون حصرٍ
له دانت ودان له الغريبُ
أبوه الفيصل العملاق فكراً
ونبعُ العذبِ عذبٌ مستجيبُ
سمت بِك يا ابن فيصل منجزاتٌ
أفاقَ لما أفدّت به الرقيبُ
لإن غادرت لن ينساك شعبٌ
قضيت العمر رائِدكَ الوُثوبُ
سعودُ الفيصل المأمونُ مسعىً
به اعترفَ المُخالفُ والمُجيبُ
سكنتَ قُلوبنا قبلَ المآقي
فما قدّمتهُ دينٌ رحيبُ
بإذن الله أنت شهيدُ بذلٍ
بِلا أي انقطاعٍ يا حبيبُ
ستلقى عند ربكَ ما يُوازي
عطاءك أيها النجلُ النجيبُ
سيبتهج النفاقُ لفقدِ ليثٍ
بهِ الغاراتُ يصحبها الهَبوبُ
ولكنَّ الدروبَ بِلا مِراءٍ
ستذرفُ دمعها ولها نحيبُ
ومن لم يبكِ شهماً عبقرياً
فليس له من التقوى نصيبُ
عبد العزيز بن محمد القبيِّل - عنيزة