تونس - فرح التومي:
نفى الطيب البكوش وزير الخارجية ما راج من أخبار حول استعادة تونس علاقاتها الدبلوماسية مع سوريا، معتبراً أن تعيين قنصل عام في دمشق هو عبارة عن «تمثيل أكثر انتظاماً لا أكثر». وكانت بعض وسائل الإعلام في تونس وفي الخارج قد نشرت خبر استئناف تونس علاقاتها مع سوريا بعد قطيعة دامت 3 سنوات، إثر قرار المنصف المرزوقي رئيس الدولة عام 2012، إلا أن وزير الخارجية بوصفه المسؤول الثاني بعد رئيس الجمهورية عن الشؤون الدبلوماسية فند هذا الخبر، واعتبر أن تعيين قنصل تونسي بسوريا لا يعدو أن يكون قراراً تنظيمياً، الهدف من ورائه توفير حضور رسمي تونسي، يتولى متابعة العلاقات الثنائية، إلى جانب رعاية مصالح الجالية التونسية في سوريا التي يقول النظام السوري إنها في حدود 6000 تونسي.
وكان الطيب البكوش قد أوضح في وقت سابق أن عودة العلاقات مع سوريا ستتم تدريجياً وفقاً لتطور الأوضاع المقرون بتوصل الأطراف المتنازعة في سوريا إلى حل توافقي، إلا أن سفر القنصل العام الجديد لتونس هو الذي فتح الباب على مصراعيه لقراءات لا تستند إلى توجهات الحكومة التونسية التي لا تزال تعتقد أن أسباب قطع العلاقات لم تنتفِ لتعيد ربط الصلة مع نظيرتها السورية. ويقدر عدد الجالية التونسية في سوريا بنحو 6000 شخص، وقد انضم قرابة 3000 مقاتل تونسي إلى التنظيمات المتطرفة على الأراضي السورية، فيما يقدر عدد المعتقلين التونسيين في سوريا بـ 43 معتقلاً، حسب السلطات السورية. يُذكر أن الحكومة التونسية المؤقتة برئاسة المهدي جمعة في عام 2014 قد أذنت بفتح مكتب في دمشق لإدارة شؤون رعاياها في سوريا.
ولا يخفى على أحد أن وزير الخارجية الطيب البكوش والأمين العام الأسبق لحركة نداء تونس كان قد وعد منذ أول يوم له بالوزارة بسعيه إلى إعادة الصفاء إلى العلاقات التونسية - السورية بعد أن كان الباجي قائد السبسي قد ضمن هذه النقطة في جدول وعوده الانتخابية، إلا أنه سريعاً ما تراجع عن الفكرة لتضاربها مع توجهات حليفه الأبرز حركة النهضة، ولاقتناعه بأن الظرف والضغوطات الدولية لا يسمحان بخطوة كهذه.
جدير بالإشارة أن قرار استئناف العلاقات مع النظام السوري من عدمه لا يزال يشكل نقطة خلافية كبيرة بين أحزاب التحالف الرباعي الحاكمة؛ إذ كانت حركة النهضة قد عبّرت علناً عن رفضها التام لمقترح إعادة العلاقات الدبلوماسية مع سوريا الذي تقدمت به بعض القوى التقدمية اليسارية في تونس.