د. محسن الشيخ آل حسان ">
يعتبر مسرح الطفل بصورة عامة من الأمور البالغة الأهمية والحساسية في نفس الوقت لما له من أثر مباشر وإيجابي على صياغة ذهنية الطفل خلال مرحلة حياته الأولية. ويتعرض الطفل خلال مراحل حياته لشتى صنوف المعرفة وحسب علماء النفس والتربية فإن الطفل يتقبّل كل المعلومات التي ترده بصفاء ذهن ونصاعة قلب ودون أي ردة فعل تجاه ما يتلقاه.
ومن هنا لا بد أن نعترف بأن الطفل لدينا مغيب تماماً. إنه يشاركنا نحن الكبار (الرجال والنساء) في تفاصيلنا الحياتية...لأننا لم نحرص أن نجعل له خصوصيته التي يتميّز بها, وأن كل الوسائل التي يمكن أن تجذبه أو تعتني به هي غير متوفرة ومن ضمنها (مسرح الطفل) المغيّب عنه تماماً.
والحديث عن إنشاء «مسرح الطفل السعودي» في هذه المرحلة التي تعتبر من أهم المراحل التي تمر بها بلادنا الغالية. وفكرة تكوين ثقافة ووعي الطفل أياً كان شكل التكوين, وعلى المسرح أن يتبنى الفئة العمرية من الأطفال من (3-14 سنة), وبالتالي هي الفئة القابلة للتشكيل, وهنا تأتي أهمية رسالة مسرح الطفل ومهمته الثقافية والتوعوية والترفيهية والتعليمية لتشكيل هذه الفئة الغالية علينا جميعاً التشكيل الصحيح. وهنا لا بد أن نعترف أيضاً بأن رسالة مسرح الطفل لا تطوّعه لا يميناً ولا يساراً ولكن تعلّمه وتوجّهه وتثقّفه وترفّه عنه وتجعله كيف يفكر وكيف يختار وكيف يقتنع أن يكون لديه منهج فكري سليم.
وسؤالنا الذي نطرحه في كل عام وشهر ويوم وساعة على وزارة الثقافة والإعلام وجمعيات الثقافة والفنون والمدن الترفيهية والمدارس وغيرها هو: «أين نحن من مسرح الطفل العالمي؟ جميع دول العالم تقريباً لديهم مسارح أطفال ما عدا نحن.
من هنا نقول: «نحن في حاجة ماسة لتطوير الخطاب الموجه للطفل السعودي, وأفضل الوسائل المتاحة بجانب الإنترنت هو «مسرح الطفل». ولا ننسى أننا نخاطب ونناقش طفل الإنترنت والتواصل الاجتماعي. وهناك من بدأ بالفعل جذب أطفالنا وشبابنا إلى ميدانهم الإرهابي لأنهم استخدموا ما يعشقه الأطفال «النت». لذا لا بد من إستراتيجية جديدة في تعاملنا مع أطفالنا في خطاب ذكي يحترم قدراتهم, وعدم الاستهانة بفكرهم... ومن هنا نحن في حاجة إلى: «مسرح الطفل السعودي»!