سامى اليوسف
الشفافية أو «Trasparency»، وتعني الوضوح الكامل وإظهار الحقائق، والإفصاح، وتوفر المعلومات، ومن منظور شخصي أعرِّفها بأنها «الانسيابية في تدفق المعلومة من المصدر إلى المتلقي»، ولها معاييرها، وخصائصها، وقياساتها المحددة.
والشفافية تعكس مدى الالتزام، والانضباطية، والاحترافية في العمل، وتحقق مبدأ العدالة والمسؤولية الاجتماعية، والنزاهة ومحاربة الفساد، وتعمّق المشاركة الفاعلة للجمهور، وتسهم في فعالية وجودة العمل أو الخدمة التي تقدمها المنشأة، أو المؤسسة.
اعتماد الشفافية كمبدأ عمل للمؤسسة، أو الإدارة من شأنه أن يبني جسوراً من الثقة بينها والإعلام من جهة، والجمهور من جهة أخرى، فهو يعكس ثقة الإدارة واستقلاليتها وحضاريتها، وتغييبها بقصد أو بدون يُعمِّق الضبابية، ويبسط للغموض نفوذاً، ويثير الشكوك حول القرارات التي يتم اتخاذها خلف الأبواب المغلقة، وعندما تخسر الإدارة مصداقيتها أمام الجمهور، فإن الريبة ستطال جميع معاملاتها، ونهجها، وإجراءاتها في نظر المتعاملين معها.
والشفافية في الرياضة باتت محط تساؤل الكثيرين في أعقاب فضائح الفساد التي طالت الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا»، وأطاحت برئيسه بلاتر، فقد طالبت منظمة الشفافية الدولية الفيفا بإجراء إصلاحات، وقدمت المنظمة خطتها للتغيير.
بل، وقال كوبوس دي سورات مدير المنظمة ومقرها في برلين إن الفيفا «أشرفت على إمبراطورية دنيئة من الفساد». كل ذلك بسبب افتقار معاملات الفيفا للشفافية المطلوبة في الجوانب المالية.
محلياً، فإن مبدأ تطبيق الشفافية يكاد يكون معدوماً في وسطنا الرياضي، فالأندية لا تُدار من مقارها، وتحوُّل بعض الرؤساء إلى مجرد أدوات يحرِّكها الشرفيون المتنفذون، فخرجت قرارات تثير الجدل تارة، والضحك أخرى، والشفقة ثالثة!
واتحاد كرة القدم لا يعترف بهذا المبدأ، ويكاد رئيسه ومعه الأعضاء الموقرون يعرفونه بالاسم فقط، والشواهد عديدة، وما يُقال عن الأندية واتحاد القدم ينسحب كذلك على رئاسة رعاية الشباب واللجنة الأولمبية!
أمثلة كثيرة تؤكد غياب الشفافية في قضايا محيطنا الرياضي، وخصوصاً فيما يتعلق بعالم كرة القدم، ومن أبرزها:
تحول النقل الحصري لمباريات الدوري السعودي إلى قنوات mbc.
قضية رشوة القادسية، ولاعب الدرعية.
قرار الفصل أو الاستغناء عن مجموعة كبيرة من المواطنين من موظفي اللجنة الأولمبية.
قرار نقل السوبر إلى لندن.
قضية الإنذار الأخير لاتحاد الكرة.
طريقة تكليف أعضاء بعض اللجان وعملها في اتحاد الكرة.
دائرة التحكيم ومصير لجنة الحكام الحالية ورئيسها.
اتخاذ اتحاد الكرة موقف المتفرج إزاء التجاوزات الفاضحة في قضية انتقال هزازي من الشباب إلى النصر.
الاختلاس المالي لميزانية المنتخب الأولمبي لكرة القدم.
تضارب المواقف والبيانات الشبابية في قضية معاذ والأهلي.
بخلاف قضايا تراكم الديون لبعض الأندية وأسبابها.
بعض القضايا أعلاه بدأت فصولها، وانتهت دون أن نعرف الحقيقة، وبعضها ما زال معلَّقاً دون أسباب واضحة!
هذا قليل من كثير، وتبقى الشفافية هي مقياس علامة الجودة، والنجاح الذي يقيس بموضوعية مدى نجاح أي إدارة في نهجها، وسياستها، وجديتها في مكافحة الفساد، واعتماد النزاهة، والمصداقية في تعاملاتها.
أخيـراً:
{يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلاَ يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لاَ يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطًا}.