د. محسن الشيخ آل حسان ">
إن أخطر ما في الإرهاب الحديث هو استخدامه تقنيات العصر الحديث (الإنترنت ومشتقاته في التواصل الاجتماعي) وتسخيرها لبث روح الكراهية والتفرقة والطائفية والحقد للآخرين, والفكر الضال الداعي لإقصاء كل من يختلف معه في الكون.
أن الإرهاب الحديث ينتج جيلا مشوها ويبني أسرا مناهضة لفكرة المواطن والوطن الصالح وإحلال التعصب الفكري والقبلي والعنصري والطائفي وحتى الرياضي في نفوس أبناء الدين والمجتمع والوطن الواحد. وأن أبرز ما يشغل الرأي العام السعودي -العربي-المسلم والدولي اليوم قضية الإرهاب الحديث لما يشكله من تهديد خطر على الأمن والأمان والسلم والاستقرار.
إلى أن هذا التهديد لا يمثل أزمة بالنسبة لبلادنا المملكة العربية السعودية, بل مجرد تحد يمكن التعامل معه بفضل السياسة العلمية الفاعلة التي تتبناها حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز -أيده الله, في ظل قيادة الوطن الرشيدة, حيث عملت هذه الحكومة الحكيمة على تنويع مصادر الدخل لتقليص حجم الاعتماد على البترول, كما غرست القيادة روح التسامح والانفتاح والاعتدال في نفوس أبنائها, حتى غدت السمة العامة للمجتمع السعودي بمختلف فئاته ومناطقه ومذاهبه وشرائحه العيش بسلام وأمان في محيط سعودي واحد.
إن الارهاب يا سادة ياكرام هو جريمة قديمة قدم التاريخ البشري, وعانت أغلبية الشعوب والحكومات من هذه الآفة بشكل أو بآخر ولم تزل, ولقد تنوع وتدرج الإرهاب في أشكاله ومستوياته, إلا أنه يمكننا تقسيمه إلى مرحلتين (قديم وجديد), بالاستناد إلى تحليل أدواته, وليس محركاته, لأن مصادره وبواعثه تكاد تكون واحدة تقوم على التعصب والتطرف والحقد والكراهية والجهل وغيرها.
إن محاربة الفكر الإرهابي الحديث مسؤولية جماعية ومشتركة من المواطنين والمقيمين على السواء, تبدأ من الأسرة والبيت, والمدرسة والمسجد والإعلام, عبر نشر وإشاعة ومراقبة الفكر والوعي المناهض لقواعد وأدوات الارهاب, وترسيخ القيم الإيجابية الأصيلة في مجتمعنا السعودي القائم على التسامح والوسطية والاعتدال.
أخي المواطن - أختي المواطنة, إنكما أغنياء إذا استخدمتما عقلكما واستثمرتما في عقول أبنائكما وأحفادكما في توعيتهما بمخاطر الأجهزة الموقوتة التي أصبحت حالياً في متناول الجميع, وهي قنابل موقوتة تسمى التقنية الحديثة.