طلال الزغيبي ">
كتاب تعزيز البعد الإنساني في العمل البلدي «الرياض أُنموذجاً» الذي صدر مؤخراً تناول فيه مؤلفه سمو الأمير عبد العزيز بن محمد بن عياف جانباً مهماً جداً في العمل الإنشائي العمراني التخطيطي للمدن بشكل عام من خلال الأداء المهني في البلديات التي تُعنى بشكل رئيس بهذا الموضوع، هذا الجانب هو الجانب الإنساني، ولكي لا أطيل الشرح في مفهوم الأنسنة فإنه يمكن تلخيصها على أنها مراعاة العامل الإنساني بالتعامل المباشر وغير المباشر بين الإنسان وبين الإنشاءات التي حوله ويعيش فيها ويتعامل معها، وبالتالي فهي علاقة متبادلة بين المدينة وبين الإنسان الذي يقطنها، وكأن هذه المدينة أصبحت كائناً حياً، علينا التعامل معه بكل اهتمام وحذر ومراعاة.
الرياض في كتاب ابن عياف كأنموذج قدمه لأنسنة المدينة تناول أمراً غاية في الأهمية أن ما وصلت إليه الرياض كمدينة يُعد أنموذجاً متقدماً يُحتذى به في العالم كله، إنما يعود الفضل في ذلك - بعد الله سبحانه وتعالى - إلى قيادة حكيمة ورشيدة ورؤية فذة كانت كلها نتاج فكر سيدي خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - الملك سلمان بن عبد العزيز إبان توليه إمارتها وقيادتها، سلمان الإنسان كان طبيعياً أن يكون نتاج أعماله إنسانية، التأسيس والتخطيط والإشراف والتنفيذ كلها أتت أُكلها اليوم لنقطفها ثماراً، وبنفس الوقت لنستغل ما أسسه سلمان الإنسان من مساحات لنقدم المزيد للمستقبل القادم - بإذن الله -.
الرياض مدينة كبيرة والتخطيط أُعد لها أن تكون ممتدة بشكل أفقي لضمان مساحات أوسع لمعالجة الاطراد في الازدياد السكاني وإعطاء فرض للتوسع العمراني دون الدخول في أية مشكلات قد تواجهها المدينة لاحقاً، نعم لا ننكر أن هنالك مشكلات ظهرت لكن التخطيط السليم المسبق أعطانا القدرة على حلها ومعالجتها، وهذا ما أكد عليه ابن عياف في كتابه أن الرياض ليست فقط نموذجاً فيما قدمته، بل أيضاً نموذجاً فيما تستطيع أن تقدمه، فلولا التخطيط السليم المسبق، لما استطعنا أن نبدأ في مشروع المترو وبهذه السلاسة، ولو كان في مدينة أخرى في العالم لما فكروا أساساً فيه.
كتاب رائع ومحتواه كبير ومهم ويستحق الاطلاع حتى نعرف كيف تطورت الرياض.. وكيف أصبحت؟.. هذا الأنموذج، يحتوي على معلومات هامة وتفصيلات تساعدنا في تلمس الواقع أثناء مسيرنا في الرياض وشوارعها وأرصفتها، هذا الكتاب من هذا الرجل بالذات هو جمعٌ بين العلم والعمل، بين الخبرة وبين المنطق، فهو يعرف الرياض جيداً وتولى دفة قيادة أمانتها، ويعرف كيف كانت وكيف أصبحت وعلى ماذا هي مقبلة؟.. نصيحة لكم بقراءته والاطلاع عليه، ولنا وقفات أخرى معه قادمة - إن شاء الله -.