جاسر عبدالعزيز الجاسر
مع تعدد الجرائم الإسرائيلية التي فاقت بشاعتها كل ما ارتكب من أفعال في تاريخ البشرية، ومع كل ما يرتكبه الإسرائيليون لا يجدون من يأمرهم بالتوقف عن ارتكاب هذه الجرائم، التي لو أقدم عليها نظام سياسي أو جماعة لفرض عليه العقوبات ووصف بأشنع الوصفات.
الإسرائيليون وحدهم الذين ضمنوا سكوت المجتمع الدولي عن أفعالهم المشينة، التي آخرها قيام نفر من المستوطنين الإسرائيليين فجر الجمعة بإحراق عدد من منازل الفلسطينيين في نابلس مما أدى إلى احتراق طفل رضيع لا يتجاوز عمره السنة وبضعة أشهر وإصابة عديد من أسرته والأسر الفلسطينية بحروق شديدة، جريمة بشعة، هي بحق جريمة ضد الإنسانية ومع هذا ستمر مثلها مثل كل الجرائم السابقة التي ارتكبها الإسرائيليون بحق الفلسطينيين بسبب واحد هو من ارتكب الجريمة الإسرائيليون الذين يحظون بحماية الغرب من أمريكيين وأوروبيين والمعتدى عليهم هم العرب الفلسطينيون الذين أصبحوا «جدارًا قصيرًا» عرضة للتجاهل والاعتداء من كل قوم، فالإسرائيليون يضطهدون الفلسطينيين، وملالي إيران يتآمرون عليهم ويسرقون أراضيهم ويتمددون في بلدانهم وغيرهم كثيرون.
نعود إلى جريمة الإسرائيليين، ففي فجر يوم الجمعة قام عدد من المستوطنين الصهاينة بهجوم على عدد من منازل الفلسطينيين في قرية دوما جنوب نابلس، ورموا بعدد من الزجاجات الحارقة على منزل سعد الدوابشة، الذي كان في تلك اللحظة ينام فيه صاحب البيت سعد الدوابشة ووالده وشقيقه وأمه والطفل الرضيع علي الذي أصابته الزجاجات إضافة إلى والده وأمه وشقيقه، وبعد أن نقل أفراد العائلة إلى مستشفى رفيديا الحكومي بنابلس تبين للمستشفى أن الرضيع الذي يبلغ سنة ونصف السنة قد توفي محترقًا، إلا أن والده وأمه وشقيقته مصابون بحروق من الدرجة الثانية وأدخلوا قسم الطوارئ في المستشفى.
جريمة حرق الطفل علي دوابشة ومنزل عائلته وإصابة عائلته بحروق خطيرة تأتي ضمن نشاط عصابات شكلها المستوطنون الإسرائيليون تجوب الأراضي الفلسطينية، يقوم أفرادها بالاعتداء على أملاك الفلسطينيين وينفذون جرائم قتل واعتداء ضد المواطنين الفلسطينيين، وتتحرك هذه العصابات تحت مسميات «دفع الثمن» أو «شبيبة التلال» وغيرها من العصابات التي شكلها المستوطنون الإسرائيليون وتحظى بالدعم والحماية من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، وهدف هذه العصابات هو إثارة الرعب والخوف في أوساط الفلسطينيين لإجبارهم على ترك أملاكهم وقراهم حتى يتم الاستيلاء عليها من قبل سلطات الاحتلال لبناء مستوطنات جديدة عليها، وهو ما يفرض على المجتمع الدولي أن يمنع ويشدد الرقابة على الحركة الاستيطانية الصهيونية ويتابعها على الأرض الفلسطينية، وأن تقوم المنظمات الأممية المختصة بما هو مطلوب منها للحد من هذه الجرائم التي تركزت في الآونة الأخيرة على الفلسطينيين والعرب وحدهم.