خليل الذيابي ">
في حوار مع أحد الأصدقاء تحدث بشوق عن حقبة ما قبل اتفاقية سايكس بيكو الشهيرة التي لمن لا يعرفها قام خلالها وزيرا خارجية بريطانيا وفرنسا برسم دول منطقة الشرق الأوسط وترسية حدودها على الخارطة.
حينما تحدث صديقي مشتاقا كان يقول: إن الرابطة في تلك الحقبة كانت للدين واللغة وهذا ما نفتقده الآن والذي انعكس علينا بمزيد من التشرذم والتفكك.
أتفهم أشواق الكثير من مريدي هذا الرأي ولكن من الجيد أن نعلم أن تبعات التقسيم أصبحت واقعية وأن طموحات العودة ليست إلا أوهاما لا ترتقي للأحلام.
والسبب ان هذه الحدود قد تشكلت من خلالها هويات الشعوب التي تعيش بينها ومن ثم فإن رابطة الهوية انحصرت بمحدداتها الواقعية وكأني أرى الدمج الهجين لتلك الشعوب في حال ألغيت تلك الحدود التي سيكون مرادها في تلك اللحظة هو التقاتل المادي والسلطوي بسبب تغييب فكرة الرابطة الحقيقية «مفهوم الأمة العربية والإسلامية» وذلك بفعل تمكن العقل الحديث وتبعات العولمة التي يذوق حرها إنسان العصر والعالم الثالث بشكل خاص. أما ما نحتاجه في عصرنا هذا لقيام قوة إقليمية فهو تشكيل تكتلات تأخذ طابع الاستقلال الشكلي والتوافق الضمني على استقرار المنطقة والداخل لتلك الدول مهما كانت تلك المقومات التي تجمعهم.
خلاصة القول؛ من الجيد ان نكون طموحين ولكن الأجود ان تكون طموحاتنا ممكنة بمتناول اليد والجهد.