شهدت ساحات التواصل الاجتماعي الأيام الماضية، زوبعة إعلامية ورأياً عاماً جديداً حول بعض التسريبات، التي يراها المدرج الرياضي جس نبض لردود أفعال لقرار إسقاط العقوبات الانضباطية على لاعبي الهلال والنصر ليشاركوا بكأس السوبر، الذي يرى الشارع الرياضي أنها محاولة يائسة من اتحاد بات غير مرضٍ عنه، بل مسحوب عنه الثقة بسبب قراراته التي اتسمت بالاسترضاء وإسقاط الحقوق وتجاوزات نظامية وعدم مهنية بعض لجانه، وخروج أعضائها عن الأنظمة وتجاوزهم، وإخراج أوراق ومعلومات المفترض أن تكون سرية، لتشهد معها ساحات التواصل الاجتماعي فضائحهم الداخلية، بالوقت الذي يعتبر أبطال تلك السقطات رجال قانون ورجال دولة، وضعت الثقة بهم ووضعوا على مقاعد تتسم بالأمانة والخصوصية والسرية، ويحمل أصحابها معها مهنية عالية، كشفت الأيام والأحداث أنهم لم يكونوا أهلا لتلك الثقة، ولا لتلك المؤهلات التي صدرتهم وأجلستهم على مقاعد رئاسة اللجان، مما جعل البعض يرجع بذاكرته قليلاً للوراء ليضع النقاط على كلمات اتضحت بعد وضعها كيف كان يفترض أن تقرأ، بعد أن كشفت مواقفهم أن حسن الظن بهم كان في غير مكانه ومحله..
تضاربات بالمواقف جعلت الجميع يتساءل عن ازدواجية القرار، وهل كان النظام مبنياً على لوائح أم على قوانين عوراء اختيارية من أنت ليتم اختيار القرار الذي يناسبك أو أن يتغاضى عنك.
ولعل الضعف الذي ظهر وسبق أن تكلم عنه خالد البلطان، أصبح بعض رؤساء اللجان يؤكدونه، فبعد تصرف رئيس لجنة الانضباط غير المسؤول وتغاريده التي جانبها الصواب ومواقفه المتضاربة بين موافقته ورفضه، لتدخل الرئاسة في قضيتي الحميداني قبل مباراة سيدني، وعقوبة لاعبي النصر بكأس الملك، على الرغم من أن الحميداني بتصوير جوال، وما حدث من لاعبي النصر بتصوير الناقل الرسمي، وبعد استنكار رئيس لجنة التحكيم وجود رجل أعلى منه واستنكاره، مع أن الأعمى بالمجال الرياضي يرى تخبطات وأخطاء لجنته، والمواقف الأغرب من المتحدث الرسمي للاتحاد السعودي لكرة القدم الذي بات المشجع يستفسر بعد كل تصريح له هل هو متحدث لاتحاد أندية الوطن أم متحدث لأهواء وميول نفسه، أم هو متحدث لاتحادات أخرى.
هذا غيض من فيض وإلا فالساحة تشهد تصدع أركان اتحاد كرتنا الموقر، الذي بات الجميع يقف أمامه ضاحكاً، ليس موافقة بل من شدة البلوى.
هنا تكون رسالتنا كمشجعين، كمحبين للعبة كرة القدم لاتحاد عيد ولبعض لجانه «الثقة يا اتحادنا الموقر لا تُمنح ولا تُوهب بل هي تُكتسب» وما قدمتموه خلال الفترة السابقة لا يشفع لكم بل يدينكم فهو خير شاهد على تخبطات في القرارات، وليس شاهداً لكم لنقف ونهب الثقة لكم.
رياضتنا إن استمرت بهذا الشكل ستستمر من هاوية لأخرى أكثر سحقاً لتستمر معها مهازل مواقف وقرارات وتخبطات تزيد الفجوة اتساعاً بالخلاف لا موافقة، ولتؤكد كل يوم سبب تراجعنا وتقدم الآخرين عنا.
- محمد الموسى