شدني كثيراً تصريح اللاعب (مونتاري) اللاعب الجديد، لفريق الاتحاد، عندما قال: «لم أكن بحاجة إلى أكثر من أربع دقائق لإقناعي بقبول العرض الاتحادي» ومونتاري لاعب مسلم أفريقي من أصول غانية، واسمه سليمان علي مونتاري، أو (سولي) كما يحب عشاقه في أوروبا مناداته، وهو لاعب عالمي جاب أوروبا، وتنقل بين دولها وملاعبها، ولعب لأكبر فرقها، وتوقيع العقد معه، لم يأخذ إلا دقائق معدودة، وبمبلغ قال عنه إبراهيم البلوي، رئيس النادي، إنه مبلغ معقول، بينما غيره من اللاعبين والمدربين، الذين يحضرون إلى ملاعبنا من أصول أوروبية أو برازيلية أو غيرها، وبعضهم مغمور لا يعرفه أحد، يكلفون الكثير من الوقت، لدراسة عروضنا، والكثير من المال لتوقيع العقود، وبعد القبول والحضور إلى ملاعبنا، فريق منهم لا يقدم أي شيء بسبب تعاليه على دورينا، وفريق يتراجع مستواه ويشحب أداؤه بعد مدة، بسبب عدم تكيف عائلته مع البيئة السعودية، حسب زعمه، ويطلب المغادرة في النهاية!! وكلهم لا يعمرون في ملاعبنا، ولا يقدمون شيئاً يذكر، باستثناء القلة القليلة منهم، بعكس اللاعبين الأفارقة الذين كانوا مميزين في كل شيء، عقودهم أقل وبعضها (زهيد) يقدمون الكثير مع فرقهم، ويساهمون في تحقيق البطولات معها، ويعمرون فوق كل هذا كثيراً في ملاعبنا، هل تتذكرون (ليتانا - أوهين كيندي - إسحاق كواكي) وكم استمروا في الملاعب السعودية!؟ وهل تذكرون ماذا فعلوا مع أنديتهم، وكم بطولة ساهموا معهم في تحقيقها، وغيرهم الكثير من الأفارقة المميزين، طبعاً كل تلك الأسماء، كانت في ملاعبنا في الماضي البعيد، عندما كانت الأندية تركز حينها على الكيف وليس الكم، أما الآن وقد زادت مداخيل الأندية، وزاد معها (الشو) واتسعت التغطية الإعلامية، وأقيمت المؤتمرات الصحفية للاعبين الجدد، وظهرت المزايدات بين رؤساء الأندية على اللاعبين، وأصبح اللاعب الأغلى سعراً، والألمع قارةً، وليس الأفضل سيرة وأداءً هو الأميز، هنا تراجع سوق اللاعبين، وبدأ يحضر إلينا اللاعبون الأكثر سعراً والأسوأ مردوداً في غالب الأحوال!! وبدأ ينقرض اللاعبون الأقل كلفة والأكثر حماساً وفائدة لفرقهم، وعلى رأسهم اللاعبون الأفارقة!! وهنا أستغرب حقيقة لماذا يصر مسيرو الأندية حالياً، على نوعية اللاعبين الذين يكلفون خزائنهم الكثير من المال، ثم تكون نسبة النجاح ضعيفة أو معدومة أحياناً، وعلى طريقة القط يحب خناقه!! ولماذا يتجاهلون الاعبين الأكثر إنتاجا والأقل ثمناً، والأرقى روحاً وخلقاً وتواضعاً، وبالذات الأفارقة الذين نجحوا سابقاً في ملاعبنا وهم أول الشهود على ذلك النجاح!! والغريب أن اللاعبين الأفارقة، ما زالوا هم الأنجح والأوفر حتى الآن في كل ملاعب الدنيا، وما زالت الفرق الأوروبية ومنتخباتها، تحتضنهم في صغرهم حتى يتميزون وينجحون معهم، ثم يعيدون تصديرهم من جديد، وما زال اللاعب الأفريقي حتى الآن عملة (صعبة) ثمنها يسير، فاحتضانه صغيراً لا يكلف شيئاً، وعقده شاباً زهيد، وكلفته بعد الشهرة معقولة، وهو الأنسب لملاعبنا في تقديري خصوصاً لو كان مسلماً، واستمرار بعض اللاعبين الأفارقة عندنا لمدة ربت على (الثمانية) مواسم، لهو أكبر دليل على ذلك، دار حديث، بيني وبين أحد وكلاء اللاعبين، وسألته حينها لماذا لا تحضرون اللاعبين الأفارقة فهم أوفر وأميز في كل شيء من غيرهم، قال لي: أنديتنا لا تريدهم، ليس لهم جاذبية!!.
- صالح الصنات