كتب - سلطان الحارثي:
قبل ثلاث سنوات شن الإعلام الأصفر حربا ضروسا على فريق الهلال ولاعبه الكاميروني إيمانا، بقيت رحاها تدور لعدة أسابيع، وذلك بعد أن ظهرت صورة (ليست من المصدر الرئيسي) ولا (نعلم مدى صحتها) تشير إلى أن إيمانا قام بحركة غير أخلاقية (لا نعلم تجاه من)، ولكن اتحاد القدم تجاوب سريعا مع تلك الحرب ليستفسر عن الصورة، ويبحث عنها ليتأكد من صحتها، لتظهر بعد ذلك الحقيقة كاملة، ونكتشف بأن اللاعب ظلم فيما نسب إليه.اليوم، نقف أمام حالة مشابهة لحالة إيمانا وشاهدها (مقطع فيديو) مثبت وليس (صورة)، ولكن لا الإعلام (الموجه) ولا اتحاد القدم (المنتخب) تحرك تجاهها، رغم أن الأخير أصدر عدة عقوبات على عدد من اللاعبين الذين ارتكبوا عدة مخالفات في نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين الذي جمع بين الهلال والنصر، ولكنه في المقابل تجاهل حركة فابيان غير الأخلاقية، رغم أنه أصدر بيانا إلحاقيا عاقب من خلاله لاعب فريق الهلال ناصر الشمراني بناء على مقطع فيديو من مشجع، والدليل الذي أدين به الشمراني هو نفس الدليل الذي أظهر فابيان وهو يلوح بأصبعه في حركة غير أخلاقية ولا تمت لشرف المنافسة، ولكن اتحاد القدم عاقب الشمراني وتجاهل فابيان رغم أن خطأ فابيان لا يمكن مقارنته بأي خطأ من أخطاء لاعبي النهائي.
إن ماقام به لاعب فريق النصر فابيان المثبت بالدليل القاطع وعدم معاقبته لدليل حي على (تخبط) اتحاد القدم، والإخلال بنظامه إن كان لديه نظام، وإلا ماهو التفسير لعدم معاقبة فابيان رغم أن الحركة التي قام بفعلها تستحق معاقبته ولو تم تجاهل غيره من اللاعبين المخطئين.
كما كنا نتوقع بأن يصدر فريق النصر بيانا عاجلا يتبرأ فيه من فعلة فابيان، ويؤكد بأنها لا تمت لأخلاق النصراويين بصلة، لا أن يجدد معه، ويبقيه في صفوفه لموسم آخر، وكأنه يؤيده على تصرفه.
لقد أخطأت إدارة النصر بحق محبي فريقها، ولكن الخطأ الأكبر كان من اتحاد القدم الذي أخطأ بحق نفسه، وأخطأ بحق المجتمع الرياضي، وأخطأ بحق الأخلاق التي هي أساس كل شيء، ولكن أغلب الظن وما يدور في أذهان المتابعين للشأن الرياضي السعودي أن اتحاد القدم كان يقرأ نوايا فريق النصر بعدم استمرار اللاعب والذي كانت تدور حول بقاءه الشكوك، ولذلك لم يتم عقابه! وهذه القراءة إن كانت صحيحة فقد ارتكب اتحاد القدم خطأ شنيعا، فالمخطئ لابد أن يعاقب حتى وإن لم يستمر، وعلى اتحاد القدم أن يتعلم من الاتحاد الآسيوي الذي أصدر قراره بحق فابيان وأوقفه ست مباريات في دوري أبطال آسيا ولم ينظر لأي اعتبارات أخرى!!.
بقي أن نقول.. لو فكر المشجع الهلالي بأن فريقه مستقصد فلن يلومه أحد، فاتحاد ينظر في (صورة أصبع إيمانا) ويبحث عنها ليعاقبه ويعاقب فريقه، ويترك (فيديو أصبع فابيان) لابد وأن يكون العدل غائب عنه، والنظام الواضح الصريح لا مكان له في اتحاد يخدم مصالحه ولا يخدم رياضة الوطن.