بندر عبد الله السنيدي ">
التنقل بالطائرات أصبح من الأمور التي يحرص عليها الكثير من أبناء المجتمع السعودي في هذه الأيام؛ لما يحققه الطيران من سرعة في الوصول وراحة لا يمكن مقارنتها بوسائل النقل الأخرى. عوضاً عن قلة الأسعار بعد التنافس الكبير بين مقدمي خدمة الطيران المدني في المملكة العربية السعودية. ومما لا شك فيه ان التنافس في تقديم الخدمة والأسعار يصب في آخر المطاف في مصلحة مستقبل الخدمة مهما بلغ الأمر ووصل إليه الحال.
في خبر مفاده ان الهيئة العامة للطيران المدني ممثلة في رئيسها سليمان الحمدان تفتح تحقيقاً في فيديو تم تداوله يظهر من خلاله سيدات في مطار ينبع ينتظرن السفر إلى جدة. الفيديو يوضح ان هؤلاء السيدات مع أطفالهن رفض (بضم الراء) السماح لهن في المطار بالدخول للجلوس على المقاعد مما حدا بهن إلى الانتظار على أرصفة الأرضية. الغريب واللافت للنظر والمحير في الوقت نفسه ان التحقيقات الأولية، حسب إفادة هيئة الطيران المدني، تفيد بان منع تلك العوائل من الجلوس في صالات الانتظار هو بسبب وصول رحلة دولية. تعليق هيئة الطيران المدني جاء بتقديم الاعتذار لكل مسافر لتؤكد ان كل القطاعات العاملة في جميع المطارات في المملكة العربية السعودية مع الشركات الوطنية تتعاون للخروج بأفضل الخدمات للمسافرين. وهذا الأمر من أولوياتها ويحرص جميع مسؤولي الهيئة عليه.
تعليق جميل من هيئة الطيران المدني وواف وكاف وشامل بتقديم اجمل الخدمات للمسافرين تشكر عليه هيئة الطيران المدني وهو ما نتمناه نحن المسافرين. وليسمح لي القارئ الكريم الآن بان أتحول لتوجيه رسالة لنا جميعاً احرص دائما على تقديمها في مجلسي الخاص مع الأقارب والأصدقاء والزملاء وحتى عامة الناس عندما يدور حوار بيني وبينهم في أي موقف من المواقف.
أستهل رسالتي بقصة حصلت لي شخصياً في أحد مطارات المملكة وتحديداً مطار صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز - رحمه الله - الدولي في القصيم. وحصلت أمام عيني مخالفة من أحد موظفي المطار تابع لإحدى شركات الطيران، ولم أتوانَ أو أتردد في تقديم شكوى لإدارة المطار من خلال استلام نموذج تقديم شكوى ضد الموظف وبالأدلة.
ما أثار فضولي حقيقة هو كلام مستلم الشكوى مني الاستاذ خالد السليم في إدارة المطار عندما قل لي: ليت كل المواطنين مثلك! بادرته بسؤال مفاده لماذا؟ رد بقوله: لا بُدَّ من الأخطاء ولكن الكثير من المواطنين لا يكلف نفسه عناء تقديم شكوى بدعوى انا فاضي؟! مما يتسبب في التهاون والتخاذل في المخالفات. وهو أمر محير حقيقة كيف يطمح المواطن لخدمات يطمح لها المسؤولون وولاة الأمر - حفظهم الله - ونحن لا نقدم يد العون لتقليص تلك المخالفات وردع كل من تسول له نفسه الإخلال بالنظام وتعديه، لأني كما ذكرت للأستاذ خالد اجمل ما في النظام هو انه يجعل للحياة لذة ونكهة وطعم آخر ليتنا نعيه ونحسه ونجربه.
فقد عاصرته وعشته بحذافيره عندما كنت مبتعثاً للدراسات العليا في استراليا. عوضاً عن انه يعلمنا ويصقل وينمي طبيعة الانتظار التي يعاني منها كثير بل جميع المجتمع.
كيف ذلك، تجد الواحد منا في مهمة عمل في إحدى المنظمات الحكومية أو المستشفيات أو أي مكان آخر وكأنه ملدوغ يريد الانتهاء من مهمته والمغادرة ولا يطيق الانتظار.
بالعودة إلى سابق حديثي وهي الرسالة الموجهة للمواطن لا يسعني هنا إلا أن أقول لكل موطن لا تعتمد على غيرك في تصحيح الأخطاء حتى ولو كلف ذلك جهداً ووقتاً كبيرين؛ لأن ذلك ولا شك هو السبيل الأمثل والأصح والأرقى لتغيير وتصحيح كثير من الأخطاء التي قد تكون بسبب تجاوزات للأنظمة واللوائح.
وتخلص من عبارة «أنا فاضي» التي من وجهة نظري هي الفكرة السائدة التي قصمت ظهر البعير ووأدت لذة الحياة باحترام الأنظمة من الوريد للوريد في أحيان كثيرة.