عبد العزيز صالح الصالح ">
بعد أيَّام قلائل يبدأ العام الدراسي موسمه الجديد بعد تهيئة الجهات المعنية الأجواء المناسبة لاستقبال أبنائنا وبناتنا، وذلك عن طريق خطة زمنية تم إعدادها ومتابعة تنفيذها في الميدان التربوي، وذلك بفتح أبواب المنشآت التّعليميّة المنتشرة في كافَّة أنحاء بلادنا المترامية الأطراف بعزم وهمة ونشاط ورغبة وحيوية مع الكثير والكثير من الالتزامات والمتطلبات التي تنتظر إنجازها على أكمل وجه وأحسن صورة، سواء كان على مستوى الهيئة التّعليميّة أو الهيئة الإدارية إلى جانب العمليَّة التّعليميّة الكل يخوض غمار الاستعداد والإعداد لهذا العام الجديد، بعد فترة من الوقت، وبعد إعداد طويل من المستلزمات الحياتية - بعد موسم الإجازة السنوية المرتبطة بشهر رمضان المبارك، إلى جانب فترة عيد الفطر المبارك.
حيث إن كل عام دراسي جديد يشهد حراكاً واسعاً من خلال فعاليات عدة تلمس أن هناك إدارة قوية للتغيير والتطوير في منشآتنا التعليمية إلى جانب مخرجات التعليم، وذلك من أجل اللحاق بالركب العلمي الحضاري، والجميل في ذلك تنوع الحراك والعراك وتعدد وجهات النظر.
والجهات المعنية عن التعليم في بلادنا جادة في شأن إصلاح التعليم، وأنه يتم حالياً تنفيذ العديد من المشاريع والأنشطة بالتعاون مع شركاء محليين وعالميين، وبلادنا تسعى جاهدة بكل ما تملك منذ فترة ليست بالقصيرة إلى مجتمع معرفي، وذلك بإيجاد صناعات معرفية تقنية متقدمة عن طريق إطلاق العديد والعديد من المبادرات الطموحة والعمل على تعزيزها.
ومع بداية هذا العام الدراسي الجديد سيكون للعملية التعليمية نصيب من التغيير والتطوير في شتى المجالات، حيث إن المسؤولين في قطاع التعليم يسعون إلى تحقيق وتطلعات ولاة الأمر - حفظهم الله - نحو تطوير التعليم العام، وصولاً إلى مصاف الدول المتقدمة من حيث الجودة والنوعية، حتى تكون بذلك القدوة الصالحة من أبناء هذا الوطن المعطاء الذين هم في حاجة ماسّة إلى نماذج حية تدلهم على الفعل السّليم وتحرك في عقولهم وقلوبهم أبجديات المعرفة والتحصيل العلمي، وتنمّي فيهم قيم العمل وبالعزيمة والإصرار تقوى الإرادة وتضمحل المعوقات وتتعاظم فرص النجاح لدى الشباب الذين تقوم على سواعدهم وعقولهم مشروعات بلادهم، فهم أمل الأمة - بعد الله - نحو المستقبل.
فالتربويون مؤتمنون على تلك الثروة الحقيقية التي لا تُقدر بثمن، بل هي العملة الثمينة ذاتها، حيث إن المجتمع بكامله يترقب كل يوم جهود هؤلاء المعلمين والمعلمات في المنشآت التعليمية، وذلك من أجل إعداد هؤلاء الناشئة للحياة والبناء، فهم الذين يستطيعون تعريف الأبناء والبنات معاً بأهمية وطنهم ومكانته بين سائر الأمم، فينبغي أن تكون أبجديات الوطنية حاضرة في كل وقت وحين، حتى تحافظ على مكتسبات وإنجازات الوطن العملاقة.
فهؤلاء هم أجمل وأعظم هديَّة تُقدم لهذا الوطن الكبير، حيث إن الاستثمار فيهم لا ينضب، بل يدوم فأثره ينمو ويزيد بعون الله، فالواجب أن نسخِّر هذه الإمكانات والفرص الممكنة لدعم الهمم وإطلاق الطاقات واستثمار المواهب للإلمام بأسس كنوز العصر الحديث، فهي التي تحدد مدى قدرات تلك الشعوب وعجزها وقلة حيلتها بين الإنجاز والفشل.. والأمة التي تستطيع استيعاب شتى أسس المعرفة ومقوماتها تستطيع استثمار عوائدها بكل يسر وسهولة.