خطباء الجوامع: ما يحدث من اعتداءات في المملكة هو من جهات خارجية حاقدة تسعى للتأثير على أفكار الشباب ">
الجزيرة - المحليات:
أجمع عدد من خطباء الجوامع في الرياض وأبها والمدينة المنورة على استنكارهم حادثة تفجير مسجد الطوارئ بعسير، مؤكدين أن هذا العمل منكر عظيم، تنكره الشرائع السماوية والفطر السوية، مستدلين من الكتاب والسنة وإجماع الأمة على تجريم هذا التفجير المشين الذي يحارب الإسلام جملة وتفصيلا.
وأكد خطيب جامع رجاء العتيبي بمدينة الرياض الشيخ عبد الله بن يتيم العنزي أن حادث تفجير مسجد قوة الطوارئ بمدينة عسير والذي راح بسببه عدد من الشهداء، عمل جبان غادر لفئة خائنة فاجرة لن تفت في عضد ولاة أمرنا ولن تزيدهم إلا عزما وإصرارا على استئصال شأفة هذه الشرذمة القليلة، ولن تثني عزيمة رجال أمننا البواسل وحماة الأوطان الشجعان عن كسر شوكة هذه الطائفة الباغية المأجورة.وأوضح العنزي أن هذه الأعمال التخريبية والأفعال الإجرامية ما هي إلا امتداد عفن لفكر الخوارج الأول الذين خرج أولهم الأبعد على سيد ولد آدم بقوله له: اعدل يا محمد، مغترا برأيه الفسل مخلفا وراءه حقيقة كبرى وقاعدة عظمى وهي أن خير الهدي هدي محمد وأسد الرأي رأيه صلوات الله عليه وسلامه. وبين العنزي أن أبرز ما عند هذه الفرقة من ضلال وغيّ هو تكفير المسلمين بالكبائر، والخروج على ولاة أمر المسلمين وشق عصا الطاعة متشبهين في الأخيرة بأهل الجاهلية الضلال.
وذكر العنزي أسباب ظهور هذا الفكر الخارجي المنحرف التي من أبرزها الغلو في الدين، والطعن في ولاة الأمور، والطعن في العلماء، وأخذ العلم عن الأصاغر وحدثاء الأسنان، والفكر الثوري النتن.
وبين العنزي: طرق النجاة وسبل السلامة من هذا الضلال ومنها: نشر العلم الصحيح، والسمع والطاعة لولاة الأمر، واتباع نهج السلف الصالح من الصحابة والتابعين في هذه الأبواب، داعيا إلى ضرورة التفطن لعظيم شأن بلاد الحرمين، وأنها محسودة مستهدفة يأكل الحقد أكباد حاسديها ويقض مضاجعهم، مؤكدا على وجوب التعاون مع الدولة والحذر من التساهل مع هذا الفكر العفن وأهله كائنا ما كان هذا المعتنق لهذا الفكر، وقد رأينا أن هذا الفكر يحرق أول ما يحرق وينسف أول ما ينسف هذا المغرر به.من جانبه أكد إمام وخطيب جامع أبي بكر الصديق بحي النسيم الشرقي بمدينة الرياض الشيخ سعود بن لافي الحمادي أن تفجير مسجد الطوارئ بعسير لا يُقره شرع ولا عقل، بل هو من الإفساد في الأرض بغير الحق، محذراً من خطورة ما يحدث من اعتداءات آثمة على بلاد الحرمين، ومحاولة زعزعة أمنها وإثارة الفتنة فيها من خلال التفجيرات والهجوم على رجال الأمن الذين يعملون لحراسة أمن المواطنين والدفاع عن مقدسات هذا الدين.
وبين الحمادي أن من أعظم الظلم ما يحدث من هجمات على المساجد التي يقبل عليها المصلون لأداء الصلوات الخمس والوقوف بين يدي ربهم راكعين ساجدين، وأن هذا الفعل الآثم هو من الظلم والاعتداء الذي حذّر الله عز وجل منه في كتابه الكريم، قال تعالى: {ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها أولئك ما كان لهم أن يدخلوها إلا خائفين لهم في الدنيا خزي ولهم في الآخرة عذاب عظيم}، مبيناً أن ما يحدث من اعتداءات بين الفينة والأخرى على هذه البلاد وترويع الآمنين فيها؛ إنما هو من جهات خارجية حاقدة وجماعات متطرفة خارجة، تسعى للتأثير على أفكار الشباب والزج بهم لزعزعة أمن البلاد وإثارة القتل والفساد.
وحث الحمادي على ضرورة الالتفاف حول علماء الأمة وولاة أمور المسلمين وتوعية أفراد المجتمع بخطورة هذه الجماعات الخارجة عن تعاليم الإسلام، وما تحمل من أفكار هدامة لا تمتُّ لدين الإسلام بصلة، والحذر من التعاون مع هذه الجماعات ومع كل من يحمل مثل هذه الشبهات والأفكار المتطرفة، موجهاً لضرورة محاربة هذا الفكر مِن خلال التسلّح بطلب العلم وسؤال العلماء عما يعن من شبهات، مؤكدا على الأهمية القصوى لتكثيف الجهود العلمية والدعوية من خلال إقامة حملات إعلامية عن طريق المؤسسات الدينية وخُطَب الجمعة وتوعية المجتمع وتفنيد الشبهات التي هي سلاح هؤلاء الخارجين المارقين.
وفي ذات الشأن قال خطيب جامع الملك فيصل بأبها الشيخ الدكتور عبدالله بن محمد بن حميد: إن ما يقوم به المجرمون الضالون المنحرفون من استهداف المصلين في بيوت الله التي كان آخرها قتل المصلين من رجال أمننا البواسل في مسجد قوات الطوارئ الخاصة في عسير الذي جمع فيه هؤلاء المجرمون بين أشد أنواع الفساد من قتل المصلين وقتل حماة الدين والنفوس والأعراض والأموال والعقول.
وأضاف: أن من أعمال هؤلاء القوم التخريبية والإجرامية أنهم يسعون في كل عصر ومصر للتربص بالمسلمين وتنغيص كل نصر للإسلام وأهله فعلم بذلك أنهم أعداء للإسلام وأهله.
وبين ابن حميد أن على الجميع أن يتحملوا مسؤوليتهم الدينية والوطنية تجاه أمن بلادنا ومقدساتنا ووحدتنا، وأن نكون جميعا يداً واحدة وصفاً واحدا خلف قيادتنا وولاة أمرنا ضد كل من يهدد أمن وطننا ولحمته وتماسكه ومقدارته، موضحا أن هؤلاء المجرمين ومن يؤزهم من أهل الضلال والزيغ والفساد قد ساءهم ما منّ الله به على الإسلام وجنده من نصر على بني جلدتهم في المعتقد المنحرف.
ومن ناحيته قال خطيب جامع قباء بالمدينة المنورة الدكتور مسعود بن بشير المحمدي إن من النعم العظيمة على العبد نعمة الذرية وإن من شكر هذه النعمة ومن حسن القيام بحقها تنشأتها على التقوى فتكون ذرية صالحة ثم ذكر الأدلة على ذلك وأوضح أن تربية الذرية على التقوى مسؤولية عظيمة ولا يتم ذلك إلا بتحصين الذرية من كل انحراف فكري وأخلاقي، مبيناً أن من أخطر ما يواجه الأبناء في هذا الزمن هو خطر الانحراف الفكري والعقدي في عالم وسائل التواصل الاجتماعي وبين أن الضلال الفكري لم يصدر من مجتمعنا فمجتمعنا السعودي قد حفظه الله من اتباع المناهج التكفيرية والآراء المتطرفة فالناظر في واقعنا يعلم أن مؤسساتنا التعليمية جامعات ومدارس ومؤسساتنا الدعوية وأنشطتها جميعا تدعو لانتهاج الوسطية.
واستطرد قائلاً: لكن الضلال الذي ابتلي به بعض شبابنا أتاهم من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، ثم بين فضيلته الطرق التربوية الموفقة لحفظ أبنائنا من فكر التكفير والتفجير والوسائل التي يمكن للوالدين أن يواجها بها سيل الدعاية الآثمة لسلوك منهج الخوارج، وذكر وصايا تربوية.وأوضح المحمدي: عظم مصاب الأمة بفاجعة استشهاد عدد من جنودنا في بيت من بيوت الله في عسير، مؤكداً أن العراك مع الدواعش وأشباههم عراك قد يطول لكن النصر سيكون بإذن الله للدولة السعودية وعلمائها وشعبها لما هي عليه من الحق والعمل به، داعيا الجميع إلى الالتفاف حول ولاة الأمر والمحافظة على الأمن بالتعاون مع رجال الأمن لصد هجمات المعتدين على بلادنا.