إبراهيم الطاسان ">
إسقاط معاني النصوص القرآنية على قوالب الهوى.. منهج بني إسرائيل. فهم الذين استحفظوا التوراة فتعلقت قلوبهم بمصالح دنياهم. فحفظوا ما يخص منافعهم الدنيوية، ونسوا النصوص التشريعية والعبادات. لقوله تعالى: إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُواْ لِلَّذِينَ هَادُواْ وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُواْ مِن كِتَابِ اللّهِ وَكَانُواْ عَلَيْهِ شُهَدَاء .. والله تبارك وتعالى وكل أمر حفظ التوراة لبنى إسرائيل ليمتحن إيمانهم وأمانتهم وهو اعلم بهم من أنفسهم. ولأنهم اهتموا بحفظ نصوص معاملاتهم الدنيوية، ونسوا ما سواها من حدود وفرائض وعبادات. فحرفوا التوراة بكتابة ما نسوا من النصوص بنسق يتفق مع هواهم. فكان وعد الله لهم «بويل» وويل. يجمل المفسرون على أنه واد في جهنم. بقوله تعالى: فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِندِ اللّهِ لِيَشْتَرُواْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُمْ مِّمَّا يَكْسِبُونَ .. والقرآن الكريم لم يستحفظ الخلق، بل حفظه الخالق لقوله تعالى: إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ، حفظه الله تبارك وتعالى منة منه على عبادة المخلصين، من أن يزاد فيه ما ليس منه، أو ينقص منه ما هو منه، من أحكام وحدود وفرائض، وعبادات ومعاملات. ولأنه كتاب محفوظ بحفظ الله تعالى له من الزيادة والنقصان.. فستحال معه الإتيان بآية ليست منه. وهو ما ثبت على مر العصور، استحالت تزييف أية فيه. وقد حاول الكثيرون من أعداء الإسلام تحريف بعض من آياته، فينكشف شنيع فعلهم قبل أن تجف أحباره. لذا نجد مِن مَن لا فقه لهم إلا أنهم لا يفقهون. يسقطوا النصوص القرآنية والأحاديث الشريفة في غير معانيها ودلالاتها الربانية، على غايات ليست من غاياتها. فيكفروا المسلمين عامهم وخاصتهم.. ويستحلوا دمائهم بدون حق. بينما الكافر غير المحارب معصوم الدم. فإطلاق النفس في النص القرآني، والأحاديث الشريفة. فالإطلاق يعني كل نفس. مسلمة أو كافرة أو ملحدة. لقوله تعالى: وَلاَ تَقْرَبُواْ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعقِلُونَ ، وفي الحديث «عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أكبر الكبائر الإشراك بالله وقتل النفس وعقوق الوالدين وقول الزور»، وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «لا زال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يصيب دما حراما» إذ ليس بعد الإشراك ذنب أعظم من قتل النفس المعصومة. نعوذ بالله من شرار خلقه. من يسوغ لفقهاء لا يفقهون يفتون للإرهابيين بقتل المسلمين الذين وضعوا جباههم، وهي عنوان كرامة الإنسان، وهي موضع أشد حالات الإهانة كَلَّا لَئِن لَّمْ يَنتَهِ لَنَسْفَعًا بِالنَّاصِيَةِ .. الآية» خضعت نواصيهم ساجدة لله تعالى في بيوت الله. فأي مآل يرجوه فقهاء دنيا لا الدين؟ إلا «ويل» ينتظرهم. نسأل الله أن يبلغهم ذلك المآل. لما اقترفوا من كبائر الذنوب بتحليل الدماء المعصومة.