فاطمة أحمد العاصمي ">
قبل عشرين سنة وأكثر، كانت أفلام الكرتون هادفة علمية توعوية تُنمّي مداركنا وتقوي إحساسنا وخيالاتنا، تجعل منا جيلاً يفكر.. جيلاً ينتج.. جيلاً ذكياً، لكن الآن ومع الأسف أصبحت أفلام الكرتون تسيء للطفل، وتهدم كل ما تربى عليه الطفل، وأقصد بذلك أفلام الكرتون التي تعرض لهم أفكاراً مغلوطة، مثل (غامبول) لا أنكر أني أحب مشاهدته، ولكنه لا يناسب الأطفال أبداً فهو يعزز فيهم الغباء ويجعل الطفل يفتخر بغبائه..
وهناك أفلام تعجب عندما تراها.. قوى خارقة.. وتعدٍ على صنع الله سبحانه، والبطل الخارق يستطيع التحكم بالرياح والمطر والليل والنهار..
وأطفالنا على أمل أنهم من الممكن إذا لبسوا لباس البطل الكرتوني أنهم سيصبحون خارقين، ويستطيعون تغيير القدر..
وهناك أفلام تخالف الفطرة التي فطرنا الله عليها، وتبين للطفل أن هذا الأمر عادي جداً.. رأيت فيلم كرتون
كونغ فو باندا، وهو أن التنين الباندا عاشق لـ (ماعز)؟؟!!
لماذا تعرض هذه القناة فيلماً يخالف الفطرة..!!
ابنة أختي عمرها 9 سنوات انتقدت الفيلم، تقول لي كيف لـ باندا أن يحب (ماعز)؟!!
...خلاصة مقالي...
براءة أطفالنا تُقتل والسبب ما تقدمه لهم قنوات التلفزيون.. هنا يكمن دور الأسرة في تحسين تفكير الطفل وتعليمه بأن الأفلام الكرتونية ما هي إلا خيال فقط، ويجب على الأسرة أن تتابع مع الطفل وتنتقي له ما يشاهده، عقول الأطفال نقية سليمة تستوعب بسرعة وتفهم، لكن علينا أن نوجههم من عمر مبكر..
نحن نحتاج إلى شركات عربية تنتج لنا أفلاماً تمثّل ديننا وعاداتنا وترسّخها في عقول الطفل بصورة سهلة سليمة.. رأينا مسامير وغيرها من الأفلام ذات الصناعة العربية..
من الجميل أن نجد من شبابنا العربي من ينتج مثل هذه الأعمال الاحترافية، ولكن أتمنى لو ينتجون أفلاماً تخدم الطفل العربي..
ولا أنسى أن أذكر قناة براعم، كيف تعزز اللغة العربية وهذه ميزة جيدة، وأتمنى لقنوات الأطفال أن تحذو حذوها وأتمنى بعد مقالتي أن نرى أفلاماً عربية هادفة تنمّي مدارك الطفل، وتعزز فيه حب اللغة العربية وحسن الخلق،
ومبادئنا الإسلامية الصحيحة بصورة سهلة وسريعة، والأمر ليس مقصوراً على إنتاج الأفلام، كذلك يكمن في تصميم الألعاب والتطبيقات التعليمية المفيدة بعيداً عن العنف..