الجزيرة - عوض مانع القحطاني / تصوير - فتحي كالي:

قام معالي مستشار وزير العدل التركي بصري بفجيه برقة مدير عام السجون التركية أنيس يلدرم وعدد من المسؤولين في وزارة العدل السجون التركية بزيارة الإصلاحيات الحائر الجديدة بمدينة الرياض، حيث كان في استقبالهم بمقر الإصلاحية العميد د. أيوب بن بخيت مدير العلاقات العامة بالإدارة العامة للسجون ومدير إصلاحية الحائر المقدم عبدالعزيز بن كليب.

وقد رحَّب ابن بخيت بالوفد التركي وقال: هذه الإصلاحية تعد مدينة نموذجية متكاملة الخدمات، إذ تحتوي على مستشفى متكامل ومدارس ومصانع، مشيراً للوفد بأن هناك أربع إصلاحيات مماثلة في كل من جدة والدمام والطائف، حيث بلغت تكلفة هذه الإصلاحيات الأربع ما يقارب من 5 مليارات و200 مليون، وهي تلبي أهداف التقويم السلوكي للنزيل. وأضاف أن الطاقة الاستيعابية لإصلاحية الحائر ما يقارب من 7.272 سجين قابلة لزيادة ما يقارب 2.404 نزيل للرجال والشباب والنساء.

كما أن الطاقة الاستيعابية لمواقف السيارات بلغ 3500 بالإضافة إلى أن هناك مساحات لاستيعاب أكبر مكان للسيارات.. كما أن هناك وحدات لسجن النساء ولكبار الشخصيات ووحدات للأمن المشدد ومركز للدفاع المدني وأسواق تجارية وخدمات داخل المدينة لكل ما يحتاجه النزيل.. موضحاً إلى أنه تم الأخذ في الاعتبار الحفاظ على الخصوصية السعودية في المباني وأماكن الخلوة الشرعية.

مدير الإصلاحية

من جانبه قال مدير الإصلاحية المقدم عبدالعزيز بن كليب: هذه الإصلاحية استحدث فيها قسم قبل أن تنتهي محكومية النزيل لابد أن يذهب إلى هذا الجناح من أجل تهيئته للمجتمع والأهل وأسرته بحيث نركز على ألا يعود النزيل إلى تكرار الجريمة، وهذه توجيهات ولي العهد وزير الداخلية.

وشرح المقدم ابن كليب للوفد التركي بعض ما تحتويه هذه المدينة.. وما يقدم للنزلاء مثل الإعاضة يلبي رغباتهم حيث إن هناك بوفيهاً مفتوحاً.

كما أن هناك في المدينة مكاناً لتربية الدواجن والأغنام وأماكن لزراعة الخضار، وأبان بأن هناك لبساً موحداً للنزلاء.. بالإضافة إلى تصنيف قضايا السجناء كل على حدة، بحيث صنفت من أعمارهم من 18-25 سنة لوحدهم، وليس هناك تفرقة بين النزيل السعودي والأجنبي، وبين أن المدينة نظامها يشابه نظام الفنادق من حيث الخدمات، وأن جميع المرافق فيها مراقبة مركزياً من قبل الإدارة العامة للسجون.. كما أن التعليم متاح لجميع النزلاء حيث يوحد ما يقارب من 10 نزلاء يدرسون الماجستير والدكتوراه. وقال إن الإصلاحية تشمل 53 نموذجاً من المباني المجهزة بأحدث المعدات والرقابة الأمنية الدقيقة.

جولة داخل المدينة

عقب ذلك توجه الوفد التركي إلى داخل المدينة حيث كان في استقبالهم مدير سجون منطقة الرياض اللواء مساعد بن طلاب الرويلي، حيث أخذهم في جولة شملت غرف النزلاء وأماكن إدارة الإصلاحية وأماكن الخدمات العامة وأماكن تشغيل النزلاء وأماكن الترفيه والتغذية، كما التقوا بالسجناء داخل بهو الإصلاحية.

تصريح رئيس الوفد

عقب ذلك صرح مستشار وزير العدل عن انطباعه عن هذه الإصلاحية وزيارته للمملكة فقال: نحن سعداء بوجودنا في المملكة.. ونحن في الواقع لم نجد سكوناً بل وجدنا أماكن تليق بالإنسان وكرامته، ووجدنا هذا المستوى المتقدم والرائع على مستوى العالم لهذه الإصلاحية وإمكاناتها الأمنية، ووجدنا ما سمعناه على الواقع من خلال الأنظمة المتقدمة في هذه الإصلاحية، ولا شك أننا سوف نكرس الجهد بتبادل الخبرات بين البلدين في مجال السجون من خلال دورات مكثفة وقد عمل دورات غدة بين البلدين للضباط والأفراد وإدارة السجون وأنظمتها... وهناك خطط مستقبلية وسوف نعمل على ما يصلح للطرفين. وقال: علاقاتنا مع المملكة علاقة قوية ونحن نتبادل الخبرات في المجالات كافة، وقمنا بزيارة سجن النساء ورأينا فيه عملاً يثلج الصدر. وحول وجود سجناء سعوديين في تركيا قال: لا يوجد سواء شخصين فقط وهما يعاملان معاملة حسنة حتى تنتهي مشكلتهما، كما أن هناك ما يقارب من 50 سجيناً تركياً في المملكة والسفارة تتابع قضاياهم وأحوالهم.. وهناك تبادل للسجناء بين البلدين.

مدير سجون تركيا

وقال مدير عام السجون التركية أنيس يلدرم: نقدم جزيل الشكر للمملكة على ما تقدمه من تعاون ومن جهود في مجال خدمات السجناء، ونحن نعلم أن الأحكام على السجناء تختلف من بلد لآخر ولكننا نعمل مع المملكة على الاستفادة مما لديها من أحكم وقوانين. ووجدنا أن هناك مجالات جيدة نتعاون مع المملكة فيها مثل الاجتماعية والتعليم ونتبادل الخبرات مع المملكة بشكل مستمر والمملكة قطعت شوطاً كبيراً ومراحل متقدمه في خدمة النزلاء وإدارة السجون، والمملكة العربية السعودية لها مكانة مرموقة بين دول العالم في مجالات حقوق الإنسان واحترام الخصوصية.. كما أن ديننا وقيمنا وأخلاقنا هي من يوحدنا ويوحد تعاوننا فيما بيننا وهذه رسالة قوية لدول الغرب بأن الإسلام يحترم حقوق الإنسان ويحفظ كرامته.

مدير سجون الرياض

وقال اللواء مساعد بن طلاب الرويلي مدير سجون منطقة الرياض: نحن سعداء بوجود الوفد التركي الشقيق، وقد اطلعوا على المرافق كافة في هذه المدينة، وكانوا مسرورين وتبادلنا معهم التعاون، وقد سررنا كثيراً من السجون في تركيا. لدينا خطط وبرامج في هذه الإصلاحية وهي نقلة نوعية لا مثيل لها... وسوف تقلص الزحام في السجون وسوف تفصل كل قضية على حدة، والهدف الأول هو تطبيق العمل الإصلاحي في المملكة وتقديم الخدمات كاملة.

وقال اللواء الرويلي لدينا مرحلة زمنية لنقل جميع السجناء إلى هذه الإصلاحية. وفي نهاية هذا العام سوف ننتهي من نقل جميع السجناء.. مشيراً إلى أن تصنيف الموقوفين والقضايا سوف تفعل في هذه الإصلاحية باعتبار أنها مهيأة ولدينا خطط وبرامج.وحول نقل المحكومين في المناطق إلى هذه الإصلاحية قال: نحن لا نجبر أحداً طالما ذووه وأهله قريبون منه، أما إذا لم يكن لديه أقارب ويرغب في ذلك فليس لدينا مانع.. لا نريد ردة أي فعل مع أي سجين.وقال: لدينا تنسيق وتعاون مع السفارات حول رعاياهم الموجودين في السجون السعودية ولا يوجد أي عراقيل لمعالجة مشكلة أي سجين.ونفى اللواء الرويلي ما يروج عن دخول ممنوعات وقال إن هناك حالات لا تذكر وهي عبارة عن جرامات بسيطة.. ولكن الذي يهمنا هو كيف دخلت وسمعتها عن إدارة السجن، ونحن نعمل على تلافي دخول أي ممنوعات وهي ستكون في هذه الإصلاحية شبه معدوم.. ولدينا فحص دوري لأصحاب المخدرات.وأشار إلى أن هناك فكرة للاستعانة بالكلاب البوليسية في كشف المخدرات خاصة في بعض المناطق الحساسة من جسم الإنسان خصوصاً للزوار والسجناء وسيكون لها دور في التفتيش.