عبدالعزيز بن عبدالرحمن الخريف ">
ويزيده مر الليالي جدة
وتقادم الأيام حسن شباب
الدولة أعزها الله وأيدها بنصره تسعى دوماً في أمن بلادها وإسعاد أبناء شعبها منذ عهد موحد أرجاء هذا الوطن جلالة الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- وتتابع ملوكنا الكرام الذين أبلوا بلاء حسناً في تطوير مملكتنا: المملكة العربية السعودية تطويراً متدرجاً شاملاً علمياً وثقافياً وصحياً.. الخ... واهتمامهم البالغ في خدمة الحرمين الشريفين والاستمرار بالتوسعة الهائلة التي لم يسبق لها نظير، وحتى في وقتنا الحاضر الزاهر، عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وعضديه أصحاب السمو الملكي الأميرين الكريمين: الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز والأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز أعانهم الله جميعاً وسدد خطاهم: فالدولة -أيدها الله بطاعته- تسعى إلى ترفيه الشباب وأبناء شعبها ممثلة بصاحب السمو الملكي الأمير المحبوب سلطان بن سلمان الرئيس العام لهيئة السياحة والآثار بإيجاد متنفس وحدائق رحبة مزدانة بأشجار الزينة والورود لقضاء أوقات فراغهم مع أسرهم للاستجمام ولتجديد نشاطهم في كثير من المتنزهات سواء في الجهات الساحلية المطلة على البحار، أو الجهات معتدلة الأجواء التي تميل إلى البرودة كالمرتفعات الجنوبية، وكمحافظة الطائف (أم المصايف) منذ عهد جلالة الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - وكان -رحمه الله- يفضل الإقامة في الحوية بالطائف سنوياً لقربها من البيت العتيق والمسجد الحرام بمكة المشرفة، وليكن على مقربة من مواطني الحجاز والبوادي هناك، ليتفقد أحوالهم وينصت إلى مطالبهم، وليسهل الوصول إليه لمن يرغب في مقابلته للسلام عليه أو لحل بعض العوائق والخلافات فيما بينهم -إن وجدت-، فهو ملك رحيم وعطوف على شعبه في تيسير أمورهم في أمن ويسر -تغمده المولى بواسع رحمته-، وفي الآونة الأخيرة جرت توسعة رحبة بمتنزهات حي الردف في الطائف الذي أصبح يعج بآلاف الزوار والمصطافين، مع التركيز على ذكر شطر من آثار الأقدمين في مواقع متعددة لتنقل المشاهد إلى تصور حياة الماضين البعيدة وما يعانونه من متاعب جمة في مزاولة شؤونهم الخاصة والعامة، وما جرى في سوق عكاظ ومعترك شعرائهم أصحاب المعلقات العشر التي استفاد الكثير منها بعدهم من شعراء وكتاب في امتصاص أقلامهم من فيض قصائدهم الرائعة الجزلة عميقة المعاني، ومن أخيلتهم الضافية التي تظل حياضاً عذبة مشرعة تنهل منها أفكار الشعراء، وأقلام الأدباء على مر الأجدين حيث كان اليد الطولى لصاحب السو الملكي الأمير خالد الفيصل المستشار الخاص لخادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة بإيقاظ سوق عكاظ من سباته الطويل:
ولقد أجاد الشاعر سعود بن عبدالله مغيمش السبيعي حيث يقول:
عادت عكاظ وعدنا في مرابعها
وأشرقت شمسها من بعد مهجعها
سوق لها في قديم العهد منزلة
وملتقى لوفود الضاد أجمعها
وها هو يوم الثلاثاء 27-10-1436هـ انطلاق فعاليات الدورة التاسعة لسوق عكاظ الثقافي برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وعلى شرف الأمير خالد الفيصل رئيس اللجنة الإشرافية على سوق عكاظ، وحضور الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العليا للسياحة والآثار، ورئيس اللجنة المشرفة على البرنامج الثقافي لسوق عكاظ الدكتور عبدالإله باناجة، مع متابعة جادة من معالي الأستاذ فهد بن عبدالعزيز بن معمر محافظ منطقة الطائف على تسريع تنفيذ المشروعات التي تتعلق بسوق عكاظ، والسياحة وتطوير المحافظة عموماً..، ومشاركة المهندس النشط محمد المخرج أمين محافظة الطائف المستمر في تنفيذ المشروعات العامة، وأعمال الصيانة والنظافة، فظهور مدينة الطائف بالمظهر الجميل مشرف، مع انسياب الطرقات وعدم المعوقات..، مما يريح المواطنين ويساعد على جلب الزوار والمصطافين، وتريثهم بها فترات أطول في الإجازات ومواسم الاصطياف، ومن الأشياء التي تهم وترغب المصطافين في كل أماكن الراحة والمتنزهات توفر مساكن وشققا مفروشة غير مبالغ في تأجيرها، كما أن فكرة رصد الجوائز المجزية في ميدان سوق عكاظ لإبراز أقوى قصيدة تجود بها قريحة الشاعر مما يدفع التنافس والتسابق بين الشعراء، فالشعر الجيد -هو ديوان العرب- ومرآة أزمانهم...، ولذا اشتهر سوق عكاظ ملتقى فحول الشعراء منذ القدم، فهو رافد قوي في حفظ مفردات وشوارد اللغة العربية لغة القرآن الكريم، ولقد أجاد شاعر النيل حافظ إبراهيم حيث يقول على لسان اللغة العربية:
وسعت كتاب الله لفظا وغاية
وما ضقت عن آي به وعظات
فكيف أضيق اليوم عن وصف آلة
وتنسيق أسماء لمخترعات
فرعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز لافتتاح سوق عكاظ في النسخة التاسعة لعام 1436هـ تتويجا لمهرجان اللغة العربية الفصحى، وحافزاً لتنافس الأدباء والشعراء -متعه الله بالصحة والسعادة- مردداً هذا البيت:
فعش للورى واسلم سعيداً مهنئاً
فحظ الورى في أن تعيش وتسلما
- حريملاء