مساعد بن سعيد آل بخات ">
تبقّى على الإجازة الصيفية الخاصة بالمعلمين والمعلمات أقل من أسبوعين تقريباً، تلك الإجازة التي امتدت قرابة شهرين، أخذوا فيها وقتاً كافياً من الراحة بعد عمل ممتع في تأدية رسالة التعليم لبناء وتأسيس أجيال المستقبل.
ومن إجازة المعلمين والمعلمات..
نجد أن بعض الناس قد استاء من طول فترتها من باب (الحسد)، فأصبحت من ضمن أحاديث هؤلاء الناس في المجالس واللقاءات، خصوصاً عندما يشاهدون معلماً أو معلمةً قائلين لهما: (حظكم.. إجازتكم طويلة)!!.
مع العلم أن إجازة المعلمين والمعلمات إجبارية وليست اختيارية، كما في الوظائف الأخرى من حيث تحديد وقت ومدة الإجازة التي يرغب فيها الموظف.
وعجبي هنا!! أن هؤلاء الناس لم يدققوا في وظيفة المعلمين والمعلمات إلا - في إجازتهم - وأهملوا الجوانب الأخرى في وظيفة المعلمين والمعلمات!.
فلماذا لم يُحسد المعلم والمعلمة على الراتب؟! لأن الناس يعون جيداً أن راتب المعلم والمعلمة ضعيف مقارنةً براتب موظفي الشركات ومعظم الموظفين الحكوميين الآخرين.
ولماذا لم يُحسد المعلم والمعلمة على صحتهما؟! لأن الناس شاهدت كيف أن المعلم والمعلمة يهدران صحتهما شيئاً فشيئاً على مر السنين، مع عدم امتلاكهما تأمينا طبيا للعلاج في المستشفيات المتميزة كموظفي الشركات وبعض الموظفين الحكوميين ممن يملكون تأميناً طبياً لهم ولأسرتهم.
ولماذا لم يُحسد المعلم والمعلمة على نوع السكن الذي يقيمان فيه؟! لأن الناس تعرف أن المعلم والمعلمة لا يصرف لهما بدل سكن، لذا فهما يستأجران في الأحياء التي تتناسب مع إمكانيات راتبهما، مقارنةً بموظفي الشركات وبعض الموظفين الحكوميين الذين يُصرف لهم بدل سكن بعشرات الألوف، مما يمكنهم من السكن في الأحياء الراقية.
ولماذا لم يُحسد المعلم والمعلمة على علاقاتهما الاجتماعية مع أفراد المجتمع؟! لأن الناس رأت أن علاقة المعلم والمعلمة مقصورة في الغالب بالطلاب وبعض أولياء أمورهم فقط، مقارنةً بموظفي الشركات والموظفين الحكوميين في الوزارات ممن يملكون علاقات اجتماعية جيدة تفيدهم في تسهيل احتياجاتهم.
ولماذا لم يُحسد المعلم والمعلمة على نوع المهنة التي يمتهنُها؟! لأن الناس تعي أن مكانة المعلم والمعلمة في المجتمع ليست كما كانت عليه في السابق من حيث قوتها، فقد نُزعت هيبتهما ابتداءً من وزارة التعليم التي أخذت تضع أنظمة ولوائح تصبُ في مصلحة الطالب والطالبة فقط، ومن ذلك أنها وضعت (واجبات) المعلم والمعلمة وتجاهلت (حقوق) المعلم والمعلمة.
وختاماً..
لكي يكون حسد هؤلاء الناس للمعلمين والمعلمات في مكانه الصحيح أتمنى من وزارة التعليم أن تُحسِّن من رواتب جميع المعلمين والمعلمات، وأن تمنحهم بدل سكن وتأميناً طبياً (أُسوةً بموظفي الشركات وبعض موظفي الوزارات).