توربينة ">
همزة تسوية:
أعرفُ لؤم التتالي؛ حين لا تلمع انتباهة بكناية حتى لو كانت فَخَّارية. أن تُقدِّم العتمة نفسها بنشارة فحم، كلما وضعت فيه صوتي؛ اتسخ إيصال الاشتراك في البلاغة.
أعرف انتفاخ الليل، والسِّمات المرافقة، وتحديث مكونات فطيرة كاسترد، والخيل، والدَّهْنا، و»سكوبي دو»، وأن في الأجزاء البعيدة من الليل؛ تسقط نجمة دون ينتبه لها أحد، وتعمل توربينة بعد ذلك. أعرف ما معنى أن تقف عوض همزة تسوية؛ لئلا ينتأ ضلع أو تنفجر بالونة. لم تعد مسودة الاخضرار فرع من فروع الجاهزية.. لم يعد الأمر شُغل (لا) كبيرة أو (نعم)؛ لأن الهزيمة ألاَّ تقبل بالنِّزال. أن تغلك قصيدة، أو تغلها خشية أن تربو في أفواه المسامير..
أعرف حتى إمضاء الأشياء سريعة التخطي؛ الأشياء التي يُنْظر إليها بميكروسكوب، وتبادلك النظر بتيلسكوب. وأعرفُ بما يُعارك اليقين؛ أن الكتابة لم تكن ترف المجاز، ولا موضة بث.. الكتابة إرث الطمأنينة والنظر.
أمنية الشلال
ليس على المياه أن تعود لمجاريها في كل مرَّة تُخْتَبر فيها أهلية المغنيسيوم أو الكالسيوم في عُسْر الماء. ليس على المياه أن تكون حماسة جدول بين قطيعتين. على الماء محاكاة الهواء في الخروج عن نمطية المنبع والمجرى. تذبل فكرة الواحة كلما ازداد منسوب ادعاء الوحل، وتفشل القطيعة في قراءة أنواء الزراعة والمطر، واختيار التشبيه. الماء النابت في الغيم؛ أمنية الشلال، مزاج الشِّيح، وآخر ما ارتحل البدو به. الماء؛ ذاكرة مرش الحديقة، وذكرى الدلو. الماء لا يبادلك الحياد ولا الجفاف.. إما الحياة وإما الغرق!
شريط
ما زالت علاقتي بالشرائط والفيونكات، علاقة الفَرَس بالرَّسن؛ حين تربط المدى بشريط من الصهيل الذهبي بجدوى رَسَن. الشرائط؛ وسائل برهنة الضفائر والصباحات الافتتاحية. الإمساك بالفوز نهاية ماراثون طويل، معادلة الهدايا، خفة الهواء، ورزانة الستائر... خاتلتها التسميات: الشريط الأصفر، والشريط الأسود، والشريط الحدودي، وشريط الكتابة الرمادي في تطبيق «سناب تشات», وشريط الأخبار البطيئة والعاجلة؛ النعش الأول للموتى، السريع دائمًا؛ لأن لا وقت لدى الموت ليضيعه حتى من أجل استدراك خطأ مطبعي. شريط الأخبار العاجلة الذي أعفى الألوان من مهمة الخلفية، واختار الأحمر لذلك. الأحمر؛ اللون الذي يسمونه «لون الحياة»! شريط الذكريات أيضًا؛ (بكل حمولة التشبيه المبتذل).
تلويحة برتقالية
لم يحدث أن استلمتُ رسالة حقيقية قادمة على ظهر دراجة من ساعي البريد، مثلما تمنيت منذ افتح يا سمسم، حتى postman Pat. توالت عليَّ الرسائل التي كان يظلُّ نَصُّها عالقًا أو مفقودًا ريثما يُمْسَح آخر؛ في تعبيرٍ عن ألاَّ حيز يمكنه التبرع بالانكماش من أجل خاطر لهفة، وأن الإزاحة لم تكن سوى وحي ضمني بأن لا شيء يمكنه الثبات بمسمى رسالة قصيرة، إلا رسائل الشعراء لأنفسهم؛ حين تكتمل جَمْرة ما؛ في تعبيرٍ أيضًا عن ألم الوحي المتراكم وتعسُّر البلاغة. تتوالى أو تتالى الرسائل الطويلة الآن.. حيث كل شيء كثير، ومكثَّرٌ، ورخيص إلا GODIVA وعطر jo Malone! تتوالى أو تتالى رسائل النصوص الأخرى: الثلج الذي ينْدف في مقطع ?يديو كخلفية لوجه صديق، أو بيان «واتسابي» من العائلة، أو تلويحة برتقالية في صندوق البريد في تطبيق انستغرام..»انستغرام»؟! أبدو قديمة بعض الشيء، أليس بلى؟!
- نورة المطلق