كتب - سلطان الحارثي:
حقق الفريق الهلالي لقبا جديدا لن يضيف لتاريخه الطويل والمرصع بالذهب أي جديد باستثناء زيادة في رقم البطولات التي أصبحت ستاً وخمسين بطولة تزعم من خلالها الأندية السعودية، محققا جميع البطولات بكافة مسمياتها، ليصبح الفريق الوحيد الذي حقق كل الألقاب السعودية، وبهذا يختم صفحة مجد مازال قائماً، ليبدأ في مجد جديد، سيسعى من خلاله لتحقيق طموحات أنصاره ومحبيه الذين يتابعون أدق تفاصيله، ويبحثون عنه في كل مكان، ليسيروا خلفه، داعمين ومؤازرين، يحاولون مساعدته ليتجاوز الصعوبات التي تمر به.
في لقاء سوبر لندن الذي حقق كأسه الزعيم الأزرق لم أهتم «وغيري الكثير من العقلاء» بمن يحقق اللقب، فهذا اللقب كما ذكرت سابقا مجرد لقب عابر، ولكننا اهتممنا بالأداء وبالمستوى الفني، وهذا هو الأهم، فاللقب قد يحصل عليه (صدفة أو حظا) الفريق الأقل، ولكن المستوى لا يأتي إلا بجهد لاعبين وعمل مدرب، وهذا ماكان عليه الفريق الهلالي، حيث قدم اللاعبون مباراة جيدة، وكان من الواضح بأنهم يريدون انتزاع اللقب وإهداءه لرئيس ناديهم الجديد سمو الأمير نواف بن سعد، أو كما يحلو لمحبيه تسميته (وجه السعد)، وهذا ما حصل، حيث كان لاعبو الهلال في الموعد (فنيا ونفسيا)، وحضروا بالشكل الإيجابي، وأدوا ما عليهم، وحققوا المطلوب منهم، واتضح أن الاستعداد الهلالي كان قويا، بدليل تحقيقه اللقب وهو يعاني من النقص الشديد في صفوفه، ويكفي أن نقول: إن ركائز الفريق الأزرق (سعود كريري وناصر الشمراني وياسر القحطاني ونواف العابد وسالم الدوسري) لم يلعبوا في هذه المباراة، ولكن البديل كان جاهزا، وهذا أمر مفرح لكل هلالي، ويحسب للسيد دونيس الذي منذ الموسم الماضي وهو يقدم للهلال عملا كبيرا، نال استحسان الجميع، وكسب من خلاله ود واحترام الهلاليين.
أما فريق النصر طرف اللقاء الثاني، فمن الواضح أن استعداداته لم تكن كاملة، واتضح بأنه يعاني كثيرا، وأعتقد بأن النقص أثر عليه، وهذا رد واضح على من يقول: إن أصفر الرياض يملك فريقين، ولا فرق لدى النصر بين الأساسي والاحتياطي، ولكن النصر في سوبر لندن لم يقدم أي شيء يذكر، واكتفى بالفرجة على سيطرة الهلال، وحتى بعد تحقيق الهلال لهدف الفوز لم نشعر بأن النصر حاضر، ولم يشعرنا لاعبوه بالمستوى الفني المقنع، وهو بعكس ما قدمه خلال السوبر الماضي الذي قابل من خلاله فريق الشباب، حيث كان المستوى الفني جيداً، وكان قريباً من تحقيق اللقب.
بقي أن نشير بأن تحقيق لقب السوبر لا يكفي الجمهور الهلالي، وهذا ما يجب أن يعيه المسؤولون عن الفريق، ويجب أن يعيه أكثر اللاعبين، فالسوبر لقب عابر، أضاف رقما جديدا في سجلات الهلال فقط، ولكن الأهم هو الاستمرار على المستوى الفني العالي، ليتمكن الفريق من السير نحو منصات الذهب، وتحقيق ما يمكن تحقيقه من الألقاب، فالجمهور الذي أشاد اليوم باللاعبين ومدربهم ومسؤولي النادي ستتحكم العاطفة في تقييمه متى رأى مالا يسره، ولهذا ينبغي أن يكون العمل وفق طموحات الجماهير الهلالية والتي نوصيها بعدم الاستعجال في تقييم العمل، وأداء اللاعبين، بل يجب أن يكون الدعم عنوانها الرئيسي حتى يأتي وقت التقييم، وقتها تكون أدت ما عليها وحق لها التحدث بما تريد.