سليمان الجعيلان
واصل فريق الهلال هيمنته وسطوته وعلو كعبه على فريق النصر داخلياً وخارجياً واستمر في تدريس وتعليم أصول التنافس الشريف وفنون التجهيز والتحضير للبطولات وزرع روح الانتصارات وترسيخ سياسة المحافظة على الإنجازات والعمل على تنمية وتثبيت انتزاع البطولات في نفوس لاعبيه وثقافة جمهوره حتى بات الهلال حالة فريدة في تحقيق الأولويات في الرياضة السعودية يفتخر ويفاخر بها الهلاليون.. فالهلال يا سادة يا كرام هو أول فريق سعودي سمي بأمر ملكي، والهلال هو الفريق الأول والمنفرد بتحقيق كأس المؤسس، والهلال هو أول فريق سعودي يحقق بطولة محلية في القارة الأوروبية والهلال هو أول فريق يحقق جميع البطولات السعودية بكافة مسمياتها في إنجازات غير مسبوقة حتى أصبح الهلال قبلها وبعدها مثالاً مشرفا وقدوة حسنة تعمل وتسعى بقية الأندية إلى تقليده والنهل من ثقافاته المتنوعة والمحمودة التي من أهمها ان الهلال ليس نادي الرمز الواحد أو الجيل الواحد أو النجم الواحد!!.. الهلال يا سادة هو هلال كل الأجيال بفضل تواجده في النهائيات وتمرس الهلاليين بالصعود للمنصات وشغف جمهور الهلال لحصد البطولات حتى أضحى لاعبو الهلال أنفسهم يتنافسون بين بعضهم في تحقيق الإنجازات الشخصية وكسر الأرقام القياسية والتي يتصدر السباق فيها حتى الآن الموهوب والمحبوب محمد الشلهوب بـ(27) بطولة متفوقاً على عدد بطولات بعض الأندية!!.
الهلال تصدرجميع الاستفتاءات الجماهيرية واكتسح كل الإحصائيات الاستثمارية وانتزع صدارة القيمة السوقية في سوق الأندية الرياضية، والهلال تصدر الأولية والأسبقية في تحقيق البطولات السعودية داخلياً وخارجياً لذا من المنطق والطبيعي ان الهلال هو الواجهة المشرفة للرياضة السعودية حتى في الملاعب الأوروبية والقارية.
المنشطات وبيان التبريرات
يوم الأحد قبل الماضي استبشر وابتهج الرياضيون بقرارات الاتحاد السعودي لكرة القدم التي كان من أهمها قبول استقالة رئيس لجنة الانضباط إبراهيم الربيش وتعيين الانجليزي هاورد ويب رئيساً لدائرة التحكيم، وفي الأحد الماضي أي بعد أسبوع بالضبط استغرب واندهش المتابعون من بيان اللجنة السعودية للرقابة على المنشطات بعد اعترافات لاعب النصر عبدالله العنزي الذي أقر واعترف بأنه كان يأخذ إبرا مسكنة قبل المباريات في الموسم الماضي دون علم إدارة ناديه وطبيب فريقه، وكأن هذه اللجان الرياضية المتخبطة تتنافس في إحباط وتثبيط طموح الرياضيين والمتابعين في مشاهدة وتلمس عمل احترافي وتنظيم إداري عال تداربه رياضة كرة القدم في السعودية التي ينطبق عليها مطلع قصيدة يا زمان العجايب للأمير والأديب خالد الفيصل: (يا زمان العجايب وش بعد ما ظهر.. كل ما قلت هانت جد علمٍ جديد) من خلال تباين هذه اللجان في القرارات وعدم المساواة في العقوبات والاستمرار في المجاملات لبعض الأندية!!.
حقيقة وبكل أمانة كانت اللجنة السعودية للرقابة على المنشطات تؤدي عملاً مهنياً وأميناً واستثنائياً قبل تقريباً (3) سنوات قاومت فيه اللجنة جميع محاولات إضعافها وإفشالها وواجهت كل الاجتهادات في إخضاعها وتركيعها وأجهضت جميع التصرفات العلنية وغير العلنية في إيقاف مشروع الرقابة على المنشطات في الملاعب السعودية بقيادة الأمين العام (السابق) للجنة والقوي الأمين الأستاذ بدر السعيد الذي واجه حملة نصراوية مفتعلة وشرسة لم تتوقف حتى تمت استقالته من لجنة الرقابة على المنشطات التي قد سبقه إليها في (29 مايو 2004) رئيس لجنة المنشطات السابق الدكتور عبدالله الجوهر وزميله عضو اللجنة تركي المهيد عندما قدما استقالتهما احتجاجاً على تطاول شخصيات نصراوية عليهما في وسائل الإعلام بعد إدانة لاعبي النصر بدر الحقباني ومحسن الحارثي بالهروب من الكشف على المنشطات بعد مباراة النصر والأهلي في ذلك الموسم الذي يؤكد ان هناك مشكلة قديمة وأزلية بين النصراويين ولجنة المنشطات كان نتيجته بكل أسف خضوع وخنوع اللجنة السعودية للرقابة على المنشطات (الحالية) لبعض الأندية فلم تعد تعمل اللجنة في الآونة الأخيرة بتلك الحيوية والهيبة والمهابة السابقة وهذا ما يفسر بيانها الإنشائي في مفرداته والعشوائي في تناقضاته التي أصدرته بعد تصرف لاعب النصر عبدالله العنزي غير الاحترافي في تصرفه!!.. الغريب والعجيب والمريب في بيان لجنة الرقابة على المنشطات هو تلك الكمية الهائلة من التناقضات والتبريرات لتصرف عبدالله العنزي الذي اعترف بعدم علم إدارة ناديه وطبيب فريقه عن المسكنات التي استخدمها بينما اللجنة في بيانها تتحدث بأنه تم إثبات استخدام اللاعب تلك المسكنات بناء على نماذج الفحص السابقة للاعب ومسجلة رسمياً في قائمة الأدوية المستخدمة لكل فريق والتي يقوم بتسليمها (طبيب) الفريق قبل المباراة فضلاً عن إعلان اللجنة عن نوع المسكن المستخدم (الفولتارين) واللاعب لم يتم فحصه طوال الموسم الماضي!! باختصار اللجنة السعودية للرقابة على المنشطات تمر بمرحلة احتضار تتطلب تدخل سمو الرئيس العام لرعاية الشباب الذي ترتبط به اللجنة إدارياً مباشرة لأنها تقع تحت مسؤوليات ومهام رئيس اللجنة الأولمبية السعودية الذي هو مطالب بالنهوض بها وتفعيل دورها من جديد لتقوم بمهامها كما كانت في السابق لأن استمرار غياب أو (تغيب) لجنة الرقابة على المنشطات بهذه الطريقة المخجلةالمؤسفة سوف تخل بمعايير النزاهة وتختلف موازين المنافسة الشريفة في الرياضة السعودية!!.