ناصر الصِرامي
الكويت بدســــتورها وبرلمانها- مجلس الامة-، هي الدولة العربية التى قدمت ما يشبه الملكية الدستورية في العالم العربي، وكانت مؤهلة لتشكل نموذجا علمانيا في الحكم، في ظل قبولها لمزيج وتيارات سياسية وحزبية وثقافية وحتى عرقية مختلفة في مجتمعها الصغير.
الكويت أسقطت خدعة وأسباب الربيع العربي والإرهاب، وإنه بسبب شُح المشاركة الديمقراطية او الفقر، كما يردد البعض بطريقة الببغاوات.أضف إلى ذلك أن الفقر ليس عذرا أمام القانون، أو سبب عقلاني ليصبح الفقير إرهابيا جهاديا متطرفا، يقتل أفراد مجتمعه بما فيهم إخوانه الفقراء!، كما أن الباحث عن الديمقراطية والمشاركة، لا شىء يبرر له أن يخرق ويحرق الأرض التى يعيش عليها!
أقول ذلك، فيما الكويت التى لازالت مصدومة في ظل التطورات الأمنية في أعقاب تفجير ارهابي بمسجد الصادق، الذي أوقع 27 قتيلا و222 جريحا تبناه تنظيم داعش. ثم القبض على شبكة تنتمي للتنظيم الإرهابي نفسه، تضم خمسة متهمين كويتيي الجنسية، بعضهم شارك في عمليات بالعراق.
فيما أظهرت أخيراً التحقيقات المرتبطة بخلية حزب الله اللبناني- المدعوم والموجه ايرانيا بالكامل- التي ضُبطت، واعترافات على لسان رئيس الخلية بأنه منتم إلى حزب الله منذ 16 عاماً، وأنه التقى عدداً من مسؤوليه على فترات، والخلية كانت تنتظر ساعة الصفر لتقوم بتفجيرات بهدف إشاعة الفتنة المذهبية.
أحداث متتالية على الكويت، تظهر أن البلد مستهدف، في عمق أمنه واستقراره وكيانه، والحقيقة أن الكويت ظلت مستهدفة دوما وتاريخيا من ايران والعراق،ثم في فترة حكم الاخوان البائد، حيث كان مجانين الحركة الاخوانية-وكلهم كذلك-، وفي مقدمتهم كوادر التنظيم في الخليج والموالين لها من دول شقيقة تعتقد أن الكويت هو مفتاح الخليج والمال لنشر الربيع الإخواني المزعوم.
وكانت الكويت هي الهدف الأول لو استقر لهم الأمر في مصر وتونس، وهو ما لم يحدث بسبب المواقف والوعي السياسي السعودي والخليجي باستثناء دولة واحدة معروفة!
بعد استهداف الإخوان وحفلات الزار التى أقاموها مسبقا، تأتي داعش امتداد الفكر القطبي الإرهابي لتهدد الكويت وتفجر وتقتل لزراعة الفرقة المذهبية.
يتبعها خلية حزب الله الأخيرة، لتؤكد تعقيد المشهد وتداخله، وتنوع الاستهداف لأرض الكويت لغرض إسقاطها لخدمة الفوضى الإيرانية والداعشية.
الاتفاق والتوافق الإخواني -الإيراني على التكتيك والآليات ليس بحديد، وله دلائله ومؤشراته المتعددة، يكفي أن نتذكر عمق العلاقة بين مصر وإيران وقت حكم الإخوان، الزيارات المتبادلة والاتفاقات الموقعة،كما كان الحال مع حماس الإخوان، ولبنان حزب الله، حتى التركيبة الهرمية بين ولاية الفقية ومرشد الجماعة..الخ..
لكن الكويت ستبقى كما بقيت دوما عصية على الارهاب، والدواعش والإخوان وجور الجيران..!
لكن لنتذكر دائما أن على الكويت -وكل دول الخليج العربي، بل وكل دولة تسعى للقضاء على الإرهاب، ألا تقود حربا ناقصة، بل شاملة على كل الساحات، بلا تردد أو مجاملة، فالخطر لا يهدد فقط عوائل، أو جيوب أو مساحات محدودة ولكن استقرار ووجود الدول..
وهو ما يجب أن تتنبه له دول الخليج؛ حكومات وشعوبا بشكل جماعي حازم.. وصارم جدا..