علي عبدالله المفضي
يعيش القارئ والمتتبع للإبداع حالة من التشتت والحيرة فيما يحب أن يقرأ وأين، فالمساحة المتاحة لطرح الشعر والأدب أكبر من الإحاطة مع شح الوقت، وللاطلاع على المميز والممتع والمفيد يحتاج إلى إجازة وتفرغ لهذا الغرض، ولأن ذلك غير ممكن ولا منطقي فإن على المنبر الذي يريد أن يجذب متابعه أن يمنحه أكثر شيء في أقل عناء.
ومدارات التي منحها القارئ ثقته ومتابعته تدرك أن هذا لم يأت من فراغ وإنما جاء بسبب ما يبذله القائمون عليها من جهد وتفانٍ وتلمس لما يريده القارئ ولأن هذا الوصول المبهج للمتابع وحصول مدارات على المراكز الأولى والمتقدمة في أكثر من استفتاء نجاح مفرح فإن ذلك لن يكون كافيا أو مقنعا مع إصرار جميع الزملاء على بذل الجهود المضاعفة لاعتبار ما تحقق من نجاح ما هو إلا جزء بسيط من طموح لا سقف له إلا رضى القارئ العزيز الذي يبحث عمن يمنحه المتعة والفائدة.
وما سلف من عمل قامت به مدارات مرحلة جميلة -نحمد الله عليها- ولكن الأجمل في أي إبداع هو ما لم يسطره مبدعه وما يسعى لتحقيقه لذا يجب أن يكون أجمل ما قدمناه في مدارات هو أقل ما نحلم به ونسعى لبلوغ ما هو أجمل وأروع منه في ظل ما نجده بصدق من دعم دائم ومخلص من إدارة الجريدة الحريصة على التجدد والتحديث المستمر والبعد عن الرتابة والتكرار.
وقفة لـ/ إيليا أبي ماضي:
إذا ما طمحتُ إلى غايةٍ
ركبتُ المُنى, ونسِيت الحذرْ
ولم أتجنَّب وعورَ الشِّعاب
ولا كُبَّةَ اللّهَب المستعرْ
ومن يتهيب صعود الجبال
يعش أبَدَ الدهر بين الحفرْ
أُبارك في الناس أهلَ الطموح
ومن يستلذُّ ركوبَ الخطرْ