المرأة تمثل المرأة ولها إنجازات وبصمات في مجالات عدة ">
الأحساء - عايدة بنت صالح:
بدأ العد التنازلي لانتخابات الدورة الثالثة للمجلس البلدي، وفي هذه الدورة ستدخل المرأة في المعترك لأول مرة، وذلك كناخبة ومرشحة في آن واحد، وبدورنا في «الجزيرة» طرحنا عددًا من التساؤلات لسيدات ورجال للحديث حول أهمية المرأة ووجودها في المجالس البلدية سواء كناخبة تسهم بصوتها في اختيار من تراه مناسبًا للدخول في عضوية المجالس، أو كمرشحة، وقد تمحورت التساؤلات حول فائدة وجود المرأة في المجالس البلدية، وهل لديها القدرة لتقديم المطلوب منها في هذا الاتجاه؟ وما نسبة فوز المرأة ودخولها المجالس البلدية في الأحساء تحديدًا؟ وهل الأحساء لديها كفاءات نسائية للترشح والفوز؟ وهل يتوقع مشاركتها بفعالية كناخبة؟
في البداية يقول الدكتور عبد العزيز السلمان، اعتقد أن أهمية مشاركة المرأة في الانتخابات تكمن في أنها تمثل نصف المجتمع، فلا يمكن تصور مجتمع من غير المرأة وهذا الأمر يملي علينا وجوب وجود الحقوق للنصف الآخر، كما أن هنالك أمورًا عامة للمرأة وأيضًا خاصة لا يفهمها إلا المرأة نفسها لذا وجبت مشاركة المرأة للفهم العميق لمتطلباتها الشخصية ورغباتها وبالتالي المطالبة بها ومحاولة تنفيذها عن طريق المجلس البلدي.
وأكَّد أن المرأة لديها القدرة لتقديم المطلوب منها في المجلس، فإذا أتيحت لها الفرصة الكافية والحقيقية للمشاركة ستشكل المرأة جانبًا مهمًا في رقي المجتمع، وهنالك عدد كبير من النساء تقلّدوا مناصب جيدة وأثبتوا وجودهم وبشكل ممتاز.
وأشار إلى أن السماح للمرأة في الدخول بهذا المعترك هو قرار صائب، وقال: اعتقد أن هذا القرار متأخر ومن المفترض أن يكون القرار منذ بداية إنشاء المجالس البلدية، لكن كما يقال: إن تصل متأخرًا خيرًا من ألا تصل. وأضاف: «اعتقد في بداية الأمر لن يكون الفوز كبيرًا وربما ستفوز امرأة واحدة أو اثنتين، كما أن تقبل المجتمع لدخول المرأة للانتخابات ما زال ضعيفًا، ولكن أنا شخصيًا متفائل بأن هذه الحواجز ستزول مع مرور الوقت، وكما نعلم كل جديد يكون صعب التقبل في بدايته، أما من ناحية الكفاءات، فالمجتمع بالأحساء يعج بالمثقفات وصاحبات الفكر النيّر من العنصر النسائي ولديهن شهادات وخبرات عليا، ولكن ما أخشاه هو عدم جرأة العنصر النسائي للإقدام على الترشح للأسباب التي ذكرتها، لذا فأنا شخصيًا أهيب بالأخوات في مجتمعنا الأحسائي بأن يخضن هذه التجربة التي بالتأكيد ستكون مثيرة ومثرية وتعمل على إذابة الحواجز بل وتسهم في إعطاء المرأة حقوقها التي طالما طالبت بها.
وختم حديثه بالقول: لو ترشح عدد من النساء، بالتأكيد هذا الأمر يشجع الناخبات، فالعملية في رأيي طردية أي كلما زاد عدد المترشحات للانتخابات، زاد عدد الناخبات والعكس صحيح، وأنا أرى أن هذه التجربة جديرة بل يجب على المرأة استغلال الفرصة التي أتت لها وأن تثبت وجودها وتقول: أنا هنا قادرة على العطاء والمساهمة في البناء ورقي المجتمع جنبًا إلى جنب مع الرجل.
فيما أكَّدت عضو مجلس إدارة النادي الأدبي بالأحساء تهاني الصبيح، أن وجود المرأة في الانتخابات دليل على ثقة أصحاب القرار بها وأنها قادرة على صنع شيء وإحداث تغيير ليس بالضرورة أن يكون حكرًا على الرجل.
وأضافت: «المرأة لديها القدرة لتقديم المطلوب منها في المجلس»، مؤكدة أن المرأة المنتخبة التي سيتم ترشيحها عن وعي من قبل الناخبين قادرة بمشيئة الله على تقديم المطلوب وبجدارة فما المانع من ذلك، وطالما وجدنا الفكر النير والأفق الرحب للتخطيط والعرض والتنفيذ.
وزادت: «السماح للمرأة في الدخول بهذا المعترك هو قرار صائب بكل المقاييس لأننا نحن النساء نطمع في تسخير طاقاتنا وإمكاناتنا لكل ما فيه خير لهذا البلد، ولا أظن أن إنجاز المرأة في التعليم والطب والهندسة والثقافة كان ضعيفًا أو هشًا».
وعن نسبة فوز المرأة ودخولها المجلس البلدي في الأحساء، قالت: لا استطيع الجزم في الإجابة بفوزها من عدمه لأننا في مجتمع ربما تحكمه الكثير من العادات والتقاليد ولا تزال النظرة إلى المرأة في الأحساء خاضعة لبعض القيود والتحفظات، وبالنسبة للكفاءات موجودة وهي فذّة ولها تاريخ حافل بالتَّميز قد يفوق تاريخ بعض المرشحين من الرجال.
وحول توقعاتها بمشاركة المرأة بفعالية كناخبة قالت: أتمنى ذلك ولا يمكنني التنبؤ أو الجزم، ولكنني أطالب الجميع بالوقوف صفًا واحدًا إلى جانب المرشحات وتقديم رسالة حضارية للعالم أجمع بدور المرأة الفاعل في مثل هذه المهمات.
من جهته أكَّد الكاتب والقاص حسن البطران، أن المرأة عنصر مؤثر في أي مجتمع، وأظن أن وجودها في المجالس البلدية نقلة جديدة في التطورات المتقافزة التي تشهدها المملكة في كل الاتجاهات ولا سيما في الأمور الخدمية، وقد نجحت المرأة في مجالات عديدة. وقال: أجد أن وجود المرأة خطوة إيجابية وتسير في المسار والاتجاه الصحيحين إذا ما أعطيت الصلاحية من جهة والفرصة من جهة أخرى، وأظن أن فرصة فوزها في الانتخابات ترجع إلى درجة وعي المجتمع وثقافته.
وأضاف: «هي من وجهة نظري تخضع إلى ثقافة المجتمع التي توجد فيه فالمملكة ما شاء الله قارة بمساحتها وتعدد مجتمعاتها وثقافتهم». وأبان أن تجربة الانتخابات للمرأة ليست جديدة فقد تم انتخابها في عدد من مؤسسات الدولة كمجالس الأندية الأدبية، التي شاركت فيها كناخبة ومرشحة وقد نجحت وحققت دورها وأنجزت بفعالية كبيرة.
أما المواطنة وردة «أم عبدالعزيز»، فقالت: إن وجود المرأة ضروري بالمجلس البلدي بل وجاء متأخرًا فهي نصف المجتمع ولا بد أن تمثل المرأة جنسها في المجلس البلدي، مشيرة إلى أنها لا تقل مكانة من الرجل بل نجد بعض النساء تفوقت في كثير من المجالات التعليمية والتربوية وحتى الطبية، بل أن بعض النساء قادت دولاً كيف لا تكون عضوًا في المجلس البلدي. وأشارت إلى السماح للمرأة في الدخول بهذا المعترك هو قرار سليم وفي مكانه، وموضحة أن في الأحساء كفاءات نسائية بارزة، مشيرة إلى أن فوزها يعتمد على ثقافة المجتمع وعاداته وتقاليده.
في حين أكَّدت المواطنة أمجاد عبدالله، أن قرار دخول المرأة في الانتخابات البلدية قرار صائب، وقالت: يعد هذا القرار فخر واعتزاز لنساء وطني ويظهر مبدأ المساواة والاهتمام بحقوق المرأة والأخذ برأيها وإثبات دورها أكثر في المجتمع، مؤكدة أنها لديها القدرة لتقديم المطلوب منها في المجلس، وبكل تأكيد المرأة في المملكة أثبتت وجودها وقدرتها في العطاء، وهذا لا يقتصر على مجال معين، وفي اعتقادي أن المرأة ستحقق نسبة نجاح 90 في المائة.
وعن توقعاتها لمشاركتها بفعالية قالت: نعم أخذت حقها بالكامل وسمح لها بالحضور والمشاركة، وكان هناك مساواة بينها وبين الرجل في اتخاذ القرار وإبداء الرأي، فحق المشاركة ما هو إلا إثبات وولاء وقدرة على خدمة وطن يستحق منا العطاء والتطوير.
كما أكَّدت الناشطة الاجتماعية أفراح العتيق، أن فائدة دخول المرأة عالم الانتخابات البلدية هي فائدة للمجتمع بأكمله، فهي تمثل نصف المجتمع وشريك في التنمية، بيد أن لديها القدرة لتقديم المطلوب منها في المجلس، وقالت: ما فائدة تعليمها أن كانت مؤهلة ومتعلمة ومثقفة، والمرأة قد تتفوق على الرجال لأن عملها قليل بعكس الرجل.
***
سؤال انتخابي
ما المقصود بقيد الناخبين؟
قيد أسماء المواطنين «رجال - نساء» الذين تنطبق عليهم شروط الناخب في جداول الناخبين، وتتولى عملية القيد لجان الانتخابات المشكلة في مراكز الانتخاب.
***
معلومة وأرقام
يتكون كل مجلس بلدي للبلديات فئة «أ» من 18 عضواً، علماً أن عدد البلديات من تلك الفئة 6 بلديات وهي: الخرج ، ينبع، حفر الباطن، القطيف، عنيزة، خميس مشيط.