السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اطلعت على مقال الأستاذ/ محمد آلِ الشيخ في عاموده المتجدد «شيء من» تحت عنوان ( منصور النقيدان: أطفالنا إرهابيون!) بالعدد رقم15662 الصادر يوم الأحد غرة ذي القعدة من العام36 من بعد1400 للهجرة النبوية وكعادته أعطى الموضوع حقه، ولكن ما شدني ما ذكره مدير سجن الطرفية بالقصيم بأنه تم تخصيص جناح للأطفال من 15 إلى 19وحرصوا على تفجير طاقاتهم بالنجارة ؟؟
فبالله عليكم، العالم في عصر التقنية والأجهزة الحديثة وما زلنا نفكر في قضاء وقت الشباب وملء فراغهم سواء الموقوف منهم أو غيره بأفكار بالية، فإن الفراغ الذي يحدث عند الشباب يجعل الدواعش وغيرهم بما وصلت إليه التقنية الحديثة من جذبهم والتأثير عليهم، وأن وسائل التعليم لدينا والبرامج المقدمة للشباب من مراكز صيفية وغيرها لا تشبع رغباتهم وتطلعاتهم، ولا يجدون فيها الجديد والمفيد، وهي محاضن ربما تزيد الملل لديهم، مادام القائمون عليها هم من يعلمهم بالمدارس، وإذا أردنا أن نشد أبناءنا إلينا علينا أن نسند المراكز الصيفية والبرامج والفعاليات المختلفه إلى أناس متخصصين، وتكون في أماكن مفتوحة وتسند إلى وزارة الثقافة والإعلام والرئاسة العامة لرعاية الشباب وهيئة السياحة، وتفعيل دور جمعيات النفع العام والمتخصصة في الثقافة والفنون، وعلى الجامعات دور فعال في رسم الخطط والبرامج النافعة التى تحاكي فكر الجيل الجديد، ولو نظرنا للمراكز والفعاليات التى تقام في جامعتي الملك سعود والإمام محمد بن سعود ودورهما الفعّال في ذلك لبان لنا البون الشاسع بين مايقدم بهما ومايقدم عبر إدارات التعليم، كما أن على وزارة الشئون الاجتماعية دورا فعالا في احتضان الشباب غير الأسوياء في تصرفاتهم وسلوكياتهم، وإعداد المحاضن التربوية اللائقة بهم؛ لأنهم مع الأسف منبوذون من المجتمع مما يسهل على الآخرين استقطابهم، وماينعكس عليهم من محاولة إثبات وجودهم بالإضافة إلى تماديهم في تصرفاتهم مما يصعب بعد ذلك علاجهم، كما أن تطوير ملكات الشباب وتفعيل الفنون المختلفة و رفع الذائقة لديهم مما يشبع نهمهم، وأننا لدينا وفي ديننا فسحة من المباهج التى تقوم السلوك وتربي النفوس وتسعد الخواطر وأمامنا الأجيال السابقة، وكيف كانت تربيتهم ووسائل الترفيه لديهم، وما كانت عليه المناشط في المدارس من تفعيل دور المسرح المدرسي وما يقدم عليه من مباهج تسر الخاطر وتسعد النفس، ولم نجد منهم وفيهم مكفرا أو مفجرا بل علماء ربانيين ودكاتره متميزين ومهندسين مبدعين ورجال أعمال ناجحين وعمالا منتجين، فيا ترى: من سيعيد لنا أبناءنا وتعليمنا ومراكزنا المختطفة إلى جادة الصواب حتى ينعم أبناؤنا ووطننا وممتلكاتنا بالأمن والأمان.
شكراً لكل قلم صادق نزيه، ولكل مرب فاضل ولكل شاب وطني، وحمى الله مملكتنا الغالية وأرضها وحكامها وأبناءها من غدر الغادرين وكيد الكائدين وتحزب المتحزبين، وهدى الله الجميع إلى الصراط المستقيم والنهج القويم الذي عاش عليه آباؤنا الأولون وماعرفوا الحزبيات والنعرات وعاشوا بالحب والتسامح وتقاسم لقمة العيش رغم شظف الحياة.
والشكر موصول لجزيرتنا الغراء على وطنيتها الصادقة وحبها لوطنها ومواطنيها، وللجميع صادق محبتي وتقديري.
عبدالرحمن بن محمد السلمان - سدير