محمد جبر الحربي
1.
يا سرَّ ما يمضي بلا سفرٍ
وسرَّ ما يأتي.. ولا يصِلُ!
2.
جنوبٌ هو الحبُّ
أما الهوى فشِمَالْ
على كل حالْ
مهاجرةٌ كالطيورِ القلوبُ
تُضاءُ الدروبُ فتمطِرُ
تأتي الحبيبةُ في هدأةٍ
أقول تعالي
تقول تعالْ!
3.
إنني قربَ بكاءٍ وحنينٍ وأماني.
لا المعاني ترقبُ الشكلَ ولا الشكل يعاني.
مُرةٌ أوطانُنا بركانُها لا يَستقِرُّ.
أطلقوا الآلافَ للقتلِ..
وكمْ ذا جاهلٌ فيهمْ وغرُّ.
علَّموا الأطفالَ وأدَ الأمهاتْ..
ثمّ قالوا: إنّ هذا الوأدَ بِرُّ!
فجّروا الأوطانَ والأهلَ..
وما رفّتْ عيونُ الحقدِ فيهمْ.. ما اقشعرّوا.
4.
هذي القصيدةُ
عطرُ العودِ منبعُها
والعطرُ جودُ سحابةٍ منها يزكّيها.
مهما تعالتْ تدلّتْ عندها خجلاً
تدنو وتعلو..
ثمّ تعودُ تمنحُها وتُعطيها.
سبحانَ ملهمِها ملامحها
سبحانَ ناشرِها ومرسيها.
5.
وَحْدي.. وهذا البابْ.
لم يَبْقَ إلا أنتِ
والوَجَعُ المُحارِبُ
والحِرابْ.
6.
وجَعٌ مَلابِسُهُ حِياكةُ نَائمٍ
فَلِئنْ تَعَرَّى
يُلمَحُ السُّوْطُ المُعَلقُ وحْدَهُ.
وَجَعٌ تَلبَّسَ نُطْفَةً
وَيَدٌ تُبدِّلُ جِلدَهُ.
ولِسَيْفهِ سَيْفٌ
وطَعْنَتُهُ تُمَزِّقُ غِمْدَهُ.
فَكَأنَّهُ فِي حَرْبِهِ
جَيْشٌ يُقاتِلُ جُنْدَهُ.
وكأنَّهُ عَهْدٌ عليْهِ حَرِيقُهَا
وكأنَّها خُلِقَتْ لِتَنْقُضَ عَهْدَهُ.
7.
منذ ابتدأ العالمُ
والورد ينزُّ دماً،
فَتعالَ نُطالعُ سرَّ الحُمرةِ
كيفَ يموتُ الوردُ
ويبقى الغصنُ طريّا؟!
8.
زيفُ الخرائطِ.. والبلادُ المهملَةْ.
يحكي كما تحكيهِ أمٌّ أرملَةْ:
هذا زمانٌ مظلمٌ يا حنظلَةْ
فاسكبْ لنا من زيتِهِ
من زيتِ ناجي..
كيْ نعودَ ونُشعلَهْ.
9.
لا سجنَ في قيدِ السطورْ
لا كرهَ في قلبِ القصيدةِ
لا انحناءَ
ولا مذلّةَ للبشرْ!
10.
يصادفُ أنّ الخميسَ الجمالْ.
وأنكِ في الشعرِ ندرتَهُ والخيالْ
يصادف أنك ملحُ الطفولة
أوْ ما كبرتِ فأنتِ النعومةُ
أنتِ الدلالْ.
يصادفُ أنّي أحبّكِ
أوْ قدَري أنْ أحبَّكِ
حتى غدونا عذوبتَهُ والمثالْ.
يصادفُ، أوْ لا يصادفُ
أني اصطفيتُ الكتابةَ كيفَ أشاءُ
وأنّي ابتدأتُ المقالْ.
11.
كالبحرِ في جزْرٍ ومدٍّ
كالعصافيرِ الصغيرةِ تعبرينْ.
والناسُ حولي،لا أراهم،
مقبلينَ ومدبرينْ.
حتى أتيتِ مع الندى
كالكرمِ..
كالتينِ الحزينْ.
يا فتنة السرِّ الدفينْ.
ذاك اليبينُ ولا يُبينْ.