مطالبة الأسرة بتنويع أساليبها التربوية والأخذ بمنهاج الحوار بين الآباء والأبناء ">
مكة المكرمة - خاص بـ«الجزيرة»:
طالبت دراسة علميّة بإعادة صياغة دور الأسرة من خلال مناهج التربية والتعليم، والتعاون بين المشترك منها وبين مؤسسات المجتمع الأخرى، بما يعزز دورها في تحقيق الأمن الفكري لأبنائها.
وأكدت الدراسة المعنونة بـ»مستوى وعي الأسرة لدورها في تحقيق الأمن الفكري لدى الأبناء»، التي قامت بها كلّ من د.سميرة الفيفي ود.هنادي قمره من جامعة أم القرى، أكّدت على أن تقوم الأسرة بتنوع أساليبها التربوية، وأن تأخذ الأبناء بالحوار، وتوجد مساحة من التفاهم الفعال بين الآباء والأبناء. والتخلي عن أساليبهم الاستبدادية تجاه الأبناء والعمل على التعامل معهم بطرق أكثر تناسباً مع المعطيات الحضارية والمتغيرات التي يمر المجتمع، مشدّدة على ضرورة تكاتف المؤسسات التعليمية والإعلامية مع الأسرة وأن تتوحد الأهداف لهذه المؤسسات وفق الثوابت حتى نسلم من ازدواجية أو تناقض في دور الأسرة تجاه أبنائها، لأن المسؤولية مشتركة بين الجميع.
واقترحت الباحثتان أن يتم تدريس مقررات خاصة بتنمية الأمن الفكري، والتعرف على أصوله وقواعده، وطرق حمايته، وذلك في المدارس والجامعات، وكذلك في كليات إعداد المعلمين، من أجل إمداد المعلمين بقواعد وأصول تمكنهم من تربية الطلاب وتوجيههم وفقاً لمفهوم الأمن الفكري وأبعاده ومطالبه في المجتمع.
وخرجت نتائج الدراسة بوجود فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسط درجات أسر أفراد العينة في مستوى وعيها بأدوارها في تحقيق الأمن الفكري «الدور الوقائي - الدور التربوي - الدور التوعوي «تبعاً للمتغيرات الديموغرافية للأسرة، مع وجود علاقة ارتباط طردي بين وعي الأسرة بأدوارها في تحقيق الأمن الفكري (الدور الوقائي - الدور التربوي - الدور التوعوي) وبعض متغيرات الدراسة عند مستوى دلالة 0.01، 0.05، فنجد كلما ارتفع المستوى التعليمي للأب والأم زاد مستوى وعي الأسرة بأدوارها في تحقيق الأمن الفكري، كذلك كلما زاد عمر الأب وعمر الأم زاد مستوى وعي الأسرة بأدوارها في تحقيق الأمن الفكري، كذلك كلما ارتفعت مهنة الأب زاد مستوى وعي الأسرة بأدوارها في تحقيق الأمن الفكري، كذلك كلما زاد الدخل الشهري للأسرة زاد مستوى وعي الأسرة بأدوارها في تحقيق الأمن الفكري، بينما توجد علاقة ارتباط عكسي بين عدد أفراد الأسرة ومحاور استبيان وعي الأسرة بأدوارها في تحقيق الأمن الفكري، فكلما زاد عدد أفراد الأسرة قل وعي الأسرة بأدوارها في تحقيق الأمن الفكري، كذلك كلما زاد عدد الأبناء قل وعي الأسرة بأدوارها في تحقيق الأمن الفكري، بينما لا توجد علاقة ارتباط بين عمل الأم ومحاور استبيان وعي الأسرة بأدوارها في تحقيق الأمن الفكري.
وبيّنت نتائج الدراسة اختلاف نسبة تأثير العوامل الديموغرافية (تعليم الوالدين، عمل الأب، عمر الأم) على وعي الأسرة بأدوارها في تحقيق الأمن الفكري، وكان تعليم الأم كان من أكثر العوامل المؤثرة على وعي الأسرة بأدوارها في تحقيق الأمن الفكري بنسبة 77.6 %، يليه تعليم الأب بنسبة 62.3 %، ويأتي في المرتبة الثالثة مهنة الأب بنسبة 54 %، وأخيرا في المرتبة الرابعة عمر الأم بنسبة 50.5 %.
وكشفت الدراسة عن اختلاف الأوزان النسبية لأولوية أدوار الأسرة في تحقيق الأمن الفكري حيث اتضح أن أكثر أدوار لأسرة في تحقيق الأمن الفكري كان للدور التربوي بنسبة 53.1 %، يليه في المرتبة الثانية الدور التوعوي بنسبة 31.5 %، ويأتي في المرتبة الثالثة الدور الوقائي بنسبة 15.4 %.
جدير بالذّكر أن الدراسة هدفت إلى التعرف على مستوى وعي الأسرة وأهمية دورها العام في تحقيق الأمن الفكري لدى أبنائها، والكشف عن العلاقة بين أدوارها (الوقائي، التربوي، التوعوي) تجاه الأبناء لتحقيق الأمن الفكري وبين المتغيرات الديموغرافية للأسرة . كذلك التعرف على إيجابيات الاهتمام بالأمن الفكري للأبناء، والكشف عن السلبيات المترتبة عن عدم الاهتمام بالأمن الفكري للأبناء.
ولتحقيق أهداف البحث صمم استبيان للتعرف على مستوى وعي الأسرة لأدوارها في تحقيق الأمن الفكري للأبناء، وتم تطبيقه على عينة مكونة من 155 أسرة من مدينة مكة المكرمة من مختلف المستويات الاقتصادية والاجتماعية، واستخدم البحث المنهج الوصفي التحليلي.