عبدالعزيز بن محمد بن عبدالله بن علي آل الشيخ ">
تعيش الأمة العربية والإسلامية والعالم أجمع منذ عدة سنوات تحت ويلات الإرهاب الآثم الذي وصل إلى كل مكان بفعل جرائم من تسموا بأنهم مسلمون وارتكبوا جرائمهم الشنيعة باسم الإسلام والإسلام منهم براء فهم المارقون منه كما أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم وحذر منهم، فصرنا بأفعالهم الشنيعة في حالة من الفتن العظيمة والصراعات الطائفية المقيتة وصار واقع الأمة ما بين أنقاض بفعل سيارات مفخخة وتفجيرات بأحزمة ناسفة وبين قنابل موقوتة وبين دماء تسيل وأشلاء أجساد بريئة أزهقت أرواحها ظلماً وعدواناً وطال شرهم مساجد ودور علم ومصحات ومنازل هدمت ومدن دمرت وخربت ومصاحف مزقت ومصالح عطلت بسبب من يعتقدون بأفكارهم الضالة أنهم يسعون في الأرض بالإصلاح وأنهم يجاهدون في سبيل الله وأن هدفهم نشر الإسلام!! فزين لهم الشيطان وأعوانه المجوس الذين ما فتئوا يمولون أعمالهم الإجرامية بالمال والعتاد وأيدوهم ونصروهم وغسلوا أدمغة الشباب بالأفكار الضالة فدعوهم إلى تكفير علمائهم وفقائهم وقادتهم بل دعوهم إلى قتل كل من خالف معتقدهم الباطل وعقيدتهم الفاسدة وفكرهم الضال ودعوهم إلى الخروج على ولاة الأمر ونشر الفوضى والمظاهرات الطائشة فرأوا أن تلك الأعمال الخبيثة هي المنهج الصحيح وأنهم على طريق الإصلاح وأنهم إلى الجنة سائرون!! فمتى كان الطريق إلى جنة بقتل الأبرياء وإزهاق الأنفس ظلماً وعدواناً وأن السعي في الأرض بالفساد والضلال وبث سموم المخدرات بين الشباب هو طريق الإصلاح؟ ومتى كان نشر الإسلام بالغدر والخيانة والتفجير؟! خابوا وخسروا بل هم المفسدون في الأرض وهم المجرمون الذين بذلوا أرواحهم في سبيل الطواغيت وأحلوا بأنفسهم دار البوار قال تعالى: الَّذِينَ آمَنُواْ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فأوصلوا أمتهم وأوطانهم العربية المسلمة في هذا الوقت إلى فوضى القتل والدمار وإلى حافة الانهيار والخراب وإلى التمزق والشتات ديدنهم الفرقة وزعزعة الأمن في بلاد الحرمين الشريفين ودول الخليج العربية والدول العربية خاصة والإسلامية عامة فشوهوا سمعة الإسلام والمسلمين في معظم دول العالم بأفعالهم الإرهابية وأفسدوا أفكار الشباب الصغار وقليلي العلم والفقه الشرعي الذين تلقوا أوامرهم من الصفويين الفجار وأدخلوا في عقول الصبية المارقون أفكاراً منحرفة عن الحق والهدى وما هي من الدين في شيء فلوا وأضلوا فهم لا يتورعون عن ارتكاب كل ما حرم الله ورسوله فأحلوا سفك الدماء بل قتلوا أنفسهم ووالديهم وأبناءهم وإخوانهم وأقاربهم وسعوا في الفساد في الأرض بحجج واهية وأفكار ضالة، والله عزّ وجلّ حرّم قتل النفس إلا بالحق فقال تعالى: وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا ، ومن يسمون بالقاعدة والدواعش والأحزاب الشيطانية الأخرى ومن هم على شاكلتهم وإن اختلفت مسمياتهم الإرهابية ينفذون أوامر أسيادهم في إيران الفارسية التي تدعو إلى تمزيق وحدة صف الأمة الإسلامية فما كان من هؤلاء الشرذمة البائسة والمندسة بين صفوفنا إلا الخروج على ولاة أمر هذه البلاد وشتم كبار قضاتها وعلمائها وتكفيرهم بهتاناً وزوراً والتفجير في بيوت الله وقتل عباد الله المصلين وقتل جنودنا البواسل والأبرياء خدمة لمصالح أعداء هذه الأمة السعودية المسلمة المتآلفة مع قيادتها.. إن أولئك المفسدين من الإرهابيين ينفذون أجندة ومخططات وأهداف عدوانية تدار من دولة الصفويين الفرس في إيران التي تدعمهم بكل الوسائل كما كشفت كثير من التحقيقات سواء في المملكة العربية السعودية أو في مملكة البحرين في دولة الكويت أو ما يحدث الآن في اليمن والعراق وسوريا ولبنان وفي كل بلدان المسلمين من أجل أن تتقاتل الأمة مع بعضها وإشاعة الفوضى وخاصة في هذه البلاد المقدسة بلاد الحرمين الشريفين حرسها الله المجتمعة تحت لواء حكومتها الرشيدة بقيادة الملك العادل سلمان بن عبدالعزيز -أيده الله- بنصره وأعزه بطاعته وسمو ولي عهده الأمين وسمو ولي ولي عهده -حفظهم الله- فالشعب السعودي النبيل -بفضل الله- متماسك مع حكومته ممتثل لقول الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ وقوله سبحانه: َاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ وفي الحديث الذي رواه ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (يد الله مع الجماعة ومن شذ شذ في النار).. والإرهابيون المارقون عملوا على ترويع الآمنين فهم خوارج هذا الزمان الذين حذر منهم رسول رب العالمين عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم وأمر بقتلهم وجاء في التحذير منهم وقتلهم في أكثر من حديث الذي نفسي بيده لأن شرهم أكبر وأخطر وأعظممن اليهود والنصارى وأعداء الإسلام والمسلمين فهم أعداؤنا الحقيقيون الذين يندسون بيننا فلا دين ولا خلاق لهم فلنحذر منهم ولنقاتلهم ولا تأخذنا فيهم لومة لائم.. واليوم وقد جاوز الظالمون المدى ونحن نكتوي بنيران إرهابهم وطال الأمة بأسرهم شرهم وانتشر وباؤهم واستفحل أمرهم وجب على الأمة أن تقف صفاً واحداً مع قيادتها المظفرة في وجه الشرذمة الطاغية ومواجهة الإرهاب بكل صوره ولتتضافر الجهود وعلى الأصعدة كافة الشعبية والرسمية وليس على رجال الأمن فحسب الذين ندعو الله لهم بالنصر والتأييد بل وجب أيضاً على قضاتنا الأفاضل وفقهم الله ضرورة الأخذ بالأحكام الرادعة والقوية على كل من يقف خلف هذه الأعمال الإجرامية وأيدهم وناصرهم وعدم الأخذ بالأحكام المخففة في حقهم فلا تأخذنا فيهم رأفة ولا رحمة في دين الله بل يتعين الحكم بما يجتث جذور الإفساد ويستأصل شأفتهم ومحاربتهم بما وجه به الشرع المطهر والسنة النبوية الشريفة ببسط يد العدالة ليلقوا عقاباً رادعاً يقتص منهم ويقضي على شرهم -إن شاء الله- حتى تسعد الأمة وتستريح قال تعالى: وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِن كَانُواْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ، وقال عزّ من قائل عليماً: إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ ، وقال الحكيم العليم: فَقَاتِلُواْ أَوْلِيَاء الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا فجردوا سيوف الحق من غمدها وأشهروها في وجه البغاة المفسدين، قال أحكم الحاكمين: وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَاْ أُولِيْ الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ..
جربنا المناصحة معهم ولم تؤت ثمارها بالقدر المؤمل والمرجو مع الأسف إلا بنسبة ضئيلة، قال تعالى: إِن تَحْرِصْ عَلَى هُدَاهُمْ فَإِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي مَن يُضِلُّ ، وقال عز وجل: إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ، وقال سبحانه: وَمَا أَنتَ بِهَادِي الْعُمْيِ عَن ضَلَالَتِهِمْ ، وقوله جلا وعلا: مَن يُضْلِلِ اللّهُ فَلاَ هَادِيَ لَهُ .. فماذا ننتظر بعد تفجير بيوت الله وقتلهم الركع السجود؟! أننتظر حتى يفجر أعوان الطغاة المارقون بوابات السجون التي يقبع خلف قضبانها منذ سنين أصحابهم من حكم لهم بالثلاثين سنة أو تزيد أو تنقص حتى يخرجوا أو يهربوا ويعودوا لمثل ما عملوا كما فعل من سبقهم؟ أو أو؟ فالمؤمن لا يلدغ من جحر مرتين فإن أفضل حكم للقضاء على هذه الزمرة الشريرة والقضاء على الإرهاب أصحاب الفكر التكفيري المتطرف ودعاة الضلال والفساد هو والله ما حكم به الحق سبحانه وتعالى في كتابه العزيز وتنفيذ ما أمر به ورسوله -صلى الله عليه وسلم- وما أجمع عليه سلف هذه الأمة في حق الظالم المفسد قال الله عز وجل: فَإِن قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ كَذَلِكَ جَزَاء الْكَافِرِينَ ، فإن لم نسارع في الاقتصاص من الإرهابيين القتلة وأعوانهم ومحرضيهم ومن ثبت تواطؤه معهم والحكم عليهم بحد الحرابة فلن يقطع دابر أولئك المفسدون ويعم الأمن والأمان والطمأنينة بين الناس إلا بتنفيذ حكم الله، فهو خير الحاكمين فهو القائل سبحانه: مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا وَلَقَدْ جَاءتْهُمْ رُسُلُنَا بِالبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم بَعْدَ ذَلِكَ فِي الأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُواْ أَوْ يُصَلَّبُواْ أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْاْ مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ، فلا تأخذنا في دين الله لومة لائم..
حفظ الله بلاد الحرمين الشريفين خاصة وبلاد المسلمين عامة، وحفظ علينا أمننا وقيادتنا وولاة أمرنا خادم الحرمين الشريفين الملك الهمام سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمين أمير الأمن، وسمو ولي ولي العهد أمير الجيش السعودي الباسل، وأيدهم بنصره وتوفيقه وعلماءنا الأفاضل والشعب السعودي النبيل وشعوب الأمة العربية والإسلامية ورد كيد الفجار الفرس والصهاينة وأعوانهم في نحورهم وجعل تدبيرهم في تدميرهم إنه سميع مجيب، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.