إبراهيم الطاسان ">
شبه حسن روحاني إيران بقيادة خامنئي بالمدينة المنورة في زمن النبي محمد- صلى الله عليه وسلم- ونقول: حاشى وكلا. فتشبيه روحاني فيض من غيض الخداع والافتراء. فالنبي- صلى الله عليه وسلم-، لم يخاتل أو يضمر خلاف ما يظهر. وقد خاطب عظماء وملوك زمانه، فأنزل كل منهم منزلته وأعطى كل قدره بالخطاب. وكانت رسالته- صلى الله عليه وسلم- إلى كسرى ملك الفرس عبدة النار آن ذاك بقوله «بسم الله الرحمن الرحيم من محمد رسول الله إلى كسرى عظيم فارس، سلام على من اتبع الهدى، وآمن بالله ورسوله، وشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله، وأدعوك بدعاية الله، فإني أنا رسول الله إلى الناس كافة، لينذر من كان حيا ويحق القول على الكافرين، فأسلم تسلم، فإن أبيت فإن إثم المجوس عليك «ومن الهدى حفظ حق الجار». عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذي جاره ومن كان يؤمن بالله واليوم والآخر فليكرم ضيفه ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو فليصمت» وشهادة أن لا إله إلا الله تقتضي عدم وجود الاتكال على غيره، ولا لشفاعة لديه. جل وعلا. بخلق من خلقه، وما أظن الاثنى عشرية قاطعة بهذا المقتضى. فلم يقل- صلى الله عليه وسلم- إن موطن الفرس عمق استراتيجي للمدينة وأن عليه أن يقبل ما تدعوه إليه. أو سنؤلب مواطنيه عليه ليخلوا بأمن وسلامة أوطانهم، كما تفعل إيران كما صرح به. علي سعيدي، ممثل الولي الفقيه في الحرس الثوري، إن الدول الغربية تريد منع إيران من عمقها الاستراتيجي في اليمن ولبنان وسوريا وغزة والبحرين، معتبرا أن العمق الاستراتيجي لإيران في الدول العربية هو الذي لعب الدور الكبير في جلوس الغربيين على طاولة المفاوضات النووية مع طهران. وفي شرح لأهمية العمق الاستراتيجي والتدخل الإيراني في الدول العربية، قال ممثل خامنئي إن «العمق الاستراتيجي سبب نفوذنا في المنطقة، إن خسارة هذا العامل الأساسي ستعزلنا. ونقول: نظرة واحدة على الخريطة نجد أن فكرة اختيار أقطار الوطن العربي كعمق استراتيجي كما تدعيه إيران دعوى ملوثة بالخداع، فلا اليمن ولا سوريا، وغزة مجاورة لإيران. ولا تربطها بأي منهم إلا رابطة الإسلام. وهو الرابط بينها وبين البحرين والعراق. وهي رابطة قائمة رغما عن الخامنئي بين إيران ومسلمي الولايات المتحدة الأمريكية، وما كنا نود أن نشبه إيران بما «يشبهها» للرابطةالإسلامية بيننا وبينها، لولا تشبيههم ايران بالمدينة زمن الرسول محمد- صلى الله عليه وسلم-، فإيران بتصرفاتها مع جيرانها العرب تشبه تصرفات يهود خيبر، حيث أصبحت مركز الثقل للاستفزازات التي تقوم بها أذرعها، كحزب الله بواجهته حسن نصر الله، ونوري المالكي بالعراق، والحوثي باليمن. ومصدر للدس والتآمر والمخاتلة.. وبني قريظة الذين عاهدوا النبي- صلى الله عليه وسلم- بمعاهدة بينت ما لهم من حقوق وماعليهم من واجبات، كان من بينها. أن بينهم النصرة على من حارب أهل هذه الصحيفة (المعاهدة) وأن بينهم النصح والنصيحة والبر دون الإثم.... الخ بنود الوثيقة. وكانت هذه الوثيقة تقضي بمناصرة اليهود للمسلمين في دفع خطر المشركين عن المدينة، فلم يكتف اليهود بخذلان المسلمين بعدم دفع الخطر بل دعاهم تخلقهم بأخلاق الخيانة والغدر الى طعن المسلمين في ظهورهم بالتآمر مع المشركين في غزوة الخندق، فإذا كان بنو إسرائيل هم أشهر الأمم في الخيانة والغدر، فلا يعاهدون عهدًا إلا نقضوه، ولا يسالمهم قوم إلا غدروا بهم، وقد قال الله عنهم: {أَوَكُلَّمَا عَاهَدُواْ عَهْداً نَّبَذَهُ فَرِيقٌ مِّنْهُم بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ} فواقع التجارب وواقع الحال المعاش لا يبيح لنا عدم الحذرمن إيران، وعدم تصديق ما تقول أمام ما تفعل. وهي الزاعمة علنا وتفتخر أنها تسيطر على أربع عواصم عربية بزعمها «كان ذلك قبل هبوب عاصفة الحزم». وإعادة النظر في الخريطة الجغرافية. نجد إيران أقرب إلى تركمانستان، وأذربيجان. إلا إنهما تقعان على بحر قزوين المغلق، لذلك كانت سوريا أو اليمن، ولبنان عمقا إستراتيجيا لكونها تقع على بحار مفتوحة. وهذا مبرر ما تدعيه إيران من مساعدة المستضعفين من المسلمين التي تدعي مساعدتهم بتشبيه نفسها بمجتمع بالمدينة في عهد الرسول محمد- صلى الله عليه وسلم-. حاشى وكلا.. ولا ولن ننسى قول: الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه» لست بالخب ولا الخب يخدعني» وهو بهذا يعلمنا أنه لا ينبغي أن نكون سذجا لا نعتبر بالأحداث.