محمد بن عوض الأسمري ">
في محيطنا العربي وشرقنا الأوسطي وفي عالمنا المضطرب تشتعل الحروب الطائفية وحروب الإبادة والتصفية العرقية والانتقامية وحروب الكراهية والإقصاء وفرض الأمر الواقع.
حروب أقل ما يقال عنها أنها حروب قذرة لا تراعي حقوق الإنسان ولا تتفق مع القانون الدولي لم تقم من أجل قضية وليس لها أفق سياسي ولن تنتهي إلى نتيجة.
بينما تخوض المملكة حرباً استباقية على حدها الجنوبي أخضعتها السياسة السعودية للقوانين الشرعية ومبادئ حسن الجوار والأنظمة الدولية فكانت حرباً من أجل السلام وكانت سطوة السيف في كف وكرم النخلة في الكف الأخرى.
فطالبت الحكومة السعودية من الانقلابيين الانخراط في محادثات متساوين مع بقية الأحزاب اليمنية فكان ردهم أن أقاموا المناورات العسكرية على التخوم الجنوبية وفي كل مرة تقوم المملكة بدورها تجاه الحكومة والشعب اليمني يمعن الانقلابيون في الصلف والاستكبار، وتحلت السعودية بأعلى درجات ضبط النفس حتى قال بعضهم أنهم سيواصلون زحفهم إلى أن يحرروا مكة.
عندها نامت اليمن في طهران واستيقظت في الرياض ونام الانقلابيون في أسرتهم وأفاقوا في الملاجئ وطائرات التحالف من فوقهم والحصار عن أيمانهم وشمائلهم وليس أمامهم إلا تطبيق القرارات الدولية أو مواجهة الموت.
ولم يكن التحالف العربي يسعى إلى تدمير اليمن أو إحراز نصرٍعسكري بقدر ما كان يسعى إلى إعادة الشرعية إلى اليمن المختطف وإعادته الى جواره الخليجي وعمقه العربي فوافقت دول التحالف على الهدنة الأولى والثانية والثالثة والرابعة لأن إعادة الأمل وإغاثة اليمنيين كانت الهدف الثاني بعد عاصفة الحزم وعملت آلة حرب التحالف بقيادة السعودية كما يعمل مبضع الجراح فكانت تستأصل الورم من الجسم اليمني بكل أناقة واقتدار وتحاشت تحويل العملية إلى حرب بين اليمن والحلفاء فقامت بدعم المعارضة الموالية للشرعية وتدريبها ومساندتها وما إن حررت عدن حتى توالى سقوط المحافظات واندحار الانقلابيين.
وكان التحالف بعطي الفرصة تلو الفرصة للحوار بعد كل مدينة يحررها لتجنيب اليمن الدمار ولإعطاء اليمنيين حق تقرير المصير، كما استمر التحالف في إرسال الطائرات الإغاثية والبوارج الإنسانية إلى الموانئ اليمنية، بينما كانت المدن السعودية ومواطنوها يستقبلون القذائف والأعيرة النارية.
وفي الوقت الذي توشك فيه قوات التحالف على تحرير اليمن تعلن السعودية أن الحوثيين جزء من النسيج اليمني وينتظرهم دور فيه معاكسة آلة الإعلام الانقلابية التي تدعو إلى الاستئصال والإقصاء.
ومع أن الحروب القذرة تدورحولنا تارة وعلينا تارة أخرى فإن جيشنا وقوات أمننا ووسائل إعلامنا تدير حرباً أنيقةً لمساعدة جيراننا وحماية بلادنا وسلامة مواطنينا.