محمد بن حسين بن عبدالله الحارثي ">
دع المكاتب والأقلام والرتبا
واقدم فقد آن للجنات أن تلجا
عرسٌ سماويةٌ تهفو القلوب لها
شهادةٌ عزَّت ساروا لها نُجبا
لما دعاهم نداء الظهر حيا هلا
لبو نداه فأكرِم بالذي استبقا
واستمسكوا بالعروة الوثقى فكان لهم
نورٌ يضيء محياهم فهم شهداء
صفو الجباه خشوعاً يا لمنظرهم
خلف الإمام وخلف القادة الكرماء
وأندس بين صفوف النور مطفئه
أف له من ظلوم حاقدٍ قذرا
تباً له ثم تباً لما اقترفت
منه اليدان وأشنِع بالذي صنعا
بيت لرب عظيم خان مدخله
وللمصاحف تدنيس وقد حُرِما
لما تظاهر حملاً للكتاب أبى
نور الكتاب بأن تحمله منه يدا
لما خلا قلبه من نور حكمته
خلت يداه واعشى عينه الكذبا
لو أن في فعله باب لجنته
لسابقته قيادات له تئداء
لكن غفلته ساقته محتسباً
فعلاً أثيماً يُسر به الذي كفرا
لما رآهم ركعاً سجداً بسطت
يداه قتلاً. حزام الغدر منفجراً
سالت دماء زكياتٌ معطرةٌ
وصافحت مصحف والمنبر أرتجفا
وأسبلت سحبٌ دمعاتها فرقاً
واكتست أبها بحزن صوَّر الألما
وشاركتها ديار المجد فانتفضت
تكاتفاً قلَّ أن يأتي له مثلا
وجددت بيعةٌ آل السعود لكم
مدى الحياة ونلق الله كالشهداء
ورددت جنبات الكون قاطبةً
تستنكر الفعل الجبان هنا
وردد الحق قرآناً ولوكرهو
فنور ربك لن يخبو ولن يُئدا
بشائر النصر في أوضاع أمتنا
وفي المخاض أنين حان أن يقفا
- المدينة المنورة