مفتي المملكة: التبليغ عن دعاة التفجير والتكفير واجب لحماية الأمة من مكائدهم وشرورهم ">
الجزيرة - وهيب الوهيبي - واس:
حذر سماحة مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ من التعاون مع الفئة الضالة والتنفيذ والتفجير الذين أضروا بالأمة وكادوا لها المكائد والفساد، مبينا أن التعاون معهم والتستر عليهم وعدم الغيرة، وجه من أوجه التعاون على الإثم والعدوان.
وقال سماحته في خطبة الجمعة التي ألقاها أمس بجامع الإمام تركي بن عبدالله بالرياض: إن كل هذا خطأ ، ويجب على المسلم أن يغار على دينه وعلى بلاد الإسلام، فيجب أن يبلغ عن هؤلاء الأشرار فإذا تُركوا وشأنهم سعوا في الأرض فساداً ، فهم دعاة الضلال والتكفير ودعاة السوء والشر ودعاة تفريق الأمة.
وشدد على أن كل هؤلاء مجرمون آثمون يجب الأخذ على أيديهم وعدم التستر عليهم فإن التستر عليهم نشر للجريمة وضلالهم, وهؤلاء يسعون فساداً وكل من كان ينشر فساداً ضد الإسلام وأهله وضد بلاد المسلمين يجب أن نقف منه موقف الحزم ونحذر.
وأوصى مفتي المملكة المسلمين بتقوى الله، والتسابق إلى الخير، عادّاً إصلاح الشباب وقيادتهم إلى الخير من الأمور التي يجب التنافس عليها، بوصفه من أفضل الأعمال.
وقال في خطبة الجمعة التي ألقاها أمس بجامع الإمام تركي بن عبدالله بالرياض: « عباد الله, التعاون فطر الله الخلق عليه إنسهم وجنهم، فإن الإنسان وحده لا يمكن أن يواجه متاعب الحياة بل لا بد له من يعينه على هذه المشاكل, فالتعاون ضرورة لكل إنسان لا يمكن الاستغناء عنها, وقد جاءت نصوص كثيرة من كتاب الله وسنة رسوله- صلى الله عليه وسلم- تبين فضل التعاون وأثره على الأمة في دينها ودنياها, وقال تعالى مخاطباً عباده خطاباً عاماً: يأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ يأيها الناس اتقوا ربكم , يا بنى آدم وكل هذا خطاب للعموم مما يدل على أن التعاون والتكافل مطلوب من الأمة, وقال جل وعلا: وَالْعَصْرِ* إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ* إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ سورة العصر (1-3).
وتابع يقول: التواصي بالحق والدعوة إلى الإيمان والعمل الصالح والوصية بالثبات عليه, هؤلاء آمنوا, كملوا أنفسهم بالإيمان, وكملوا انفسهم بالعمل الصالح, ثم كملوا غيرهم بأن دعوا الى الإيمان بالعمل الصالح والصبر على هذا الحق والثبات عليه, وقال جل وعلا : وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ (2) سورة المائدة.
وأضاف: تعاونوا على البر وكل خير فهو بر, وكل إعراض عن المنكرات والسيئات والتقوى بر, فالتعاون على البر والتعاون على إيصال الخير وترك المنكرات والمخالفات من التعاون على التقوى وحذرهم الله من نصر الظالم والوقوف معه. وقال جل وعلا وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ فإن الأمة إذا اجتمعت على دين الله وتألفت عليه قلوبهم وتعاونوا على كل خير ودفع كل سوء، فهذا التعاون على الخير والتقوى, ويقول صلى الله عليه وسلم (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر) ويشبه البنيان فيقول (المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً وشبك بين أصابعه, فإذا كانوا كالبنيان قوى بعضهم ايمان بعضهم على كل خير) ويقول صلى الله عليه وسلم (من فرج عن مسلم كربة من كرب الدنيا فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة) ويقول صلى الله عليه وسلم (يد الله مع الجماعة) ويقول: -صلى الله عليه وسلم- (المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يكذبه ولا يحقره)، ويقول صلى الله عليه وسلم (انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً) قالوا يا رسول الله ننصره مظلوماً فكيف ننصره ظالماً، قال: (تردعه عن الظلم فذاك نصرك إياه)، ويقول صلى الله عليه وسلم (من جهز غازيا فقد غزا ومن خلفه في أهله بخير فقد غزا)، فلنطبق هذا المبدأ اولاً، من جهز غازياً، الغازي مجاهد في سبيل الله، الذي ضحى بنفسه في سبيل الله، الذي ترك أهله وخرج في سبيل الله، يجب أن يعاون ويساعد على غزوه وإذا لم تعنه بنفسك فاخلف في أهله خيراً.
وأكد بأن هذا من التعاون على البر والتقوى، فلنكن جميعاً بعيدين عن الظلم نتعاون على تركه، فإن الظلم ظلمات يوم القيامة، اتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة، فنردع الظالم ونأخذ على يده ونمنعه من ظلم العباد فهذا نصر له، وننصر المظلوم فلا نرضى بظلمه ولا التعدى عليه لا بإيمانه ولا بدمه ولا عرضه، فإذا ردعنا عنه الظلم نصرناه, يقول صلى الله عليه وسلم (أتدرون من المفلس فيكم اليوم، قالوا يا رسول الله المفلس منا من لادرهم له ولا متاع، قال ولكن المفلس من يأتي يوم القيامة بأعمال كثيرة, يأتي وقد ظلم هذا وشتم هذا وضرب هذا وأكل مال هذا فيأخذ هذا من حسناته وهذا من حسناته فإن قضيت حسناته أخذ من سيئاتهم وطرحت عليه فطرح في النار) من التعاون الدعوة إلى الله، دعوة إلى الخُلق, إلى الخير، فإن الدعوة إلى الله عمل صالح، ((ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله وعمل صالحاً وقال إنني من المسلمين )) ولهذا قال الله {وَالْعَصْرِ* إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ* إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ}, فاقسم أنهم السالمون من الخسارة لأنهم آمنوا وعملوا ثم كملوا غيرهم بأن دعوا الى الإيمان والعمل الصالح, هذا من التعاون, وكذلك الثبات على الحق والاستقامة عليه فإن المسلم ينبغي أن يعين أخاه إذا رآه مقصراً أن يعينه على الثبات على الحق ويوصيه بالاستقامة على الدين, وإن الاستقامة على الحق عنوان الايمان الصادق.
وقال سماحته:» إن من أوجه التعاون ايضاً التعاون على تزويج العزاب، فإن كثيراً من شبابنا قد يكون غلاء المهور حائلاً بينه وبين إكمال نصف دينه، على ذلك لا شك حز فينا, والواجب أن نعين العزاب في زواجهم نعطيهم من زكاة أموالنا لنعينهم على ذلك نعطيهم.
وبين أن من التعاون التفكر في دين الله والعلم بشريعة الله, يقول الله جل وعلا وما كان المؤمنون لينفروا كافة فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون ، تفريج كرب المكروبين يقول صلى الله عليه وسلم (من فرج عن مسلم كربة من كرب الدنيا فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة والله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه) ومن التعاون، التعاون مع رجال الأمن في تحقيق الأمن والاستقرار والأخذ على الطغاة والمجرمين والمفسدين، فإن من التعاون على هذه المهمة أن المسلم لا يرضى بالشر لبلاده، فالتعاون مع رجال الأمن لكشف هؤلاء المجرمين ومخططاتهم أمرمطلوب شرعاً.
وأوضح سماحة مفتي عام المملكة أن من أنواع التعاون على الإثم والعدوان التعاون على المحرمات وتسهيل الوقوع في الجرائم من الزنا وشرب الخمر وترويج المخدرات واستخدامها وتوريدها ونشرها في المجتمع المسلم والدعوة إليها، فالمسلم لا يرضى بذلك فإن نبينا صلى الله عليه وسلم لعن الخمر وشاربها وعاصرها وبائعها ومشتريها وحاملها والمحمولة إاليه وآكل ثمنها, كل أولئك لعنهم رسول الله لانهم تعاونوا على الباطل وتعاونوا على ترويج المسكرات، كالمخدرات والمسكرات والتعاون عليها بأي سبيل وإخفاء حالهم كل هذا من التعاون على الإثم والعدوان لأنه سعى على الجريمة النكراء التي أضرت بالأمة، فيجب للمسلم أن يكون ممتنعاً عن هذا وألايرضى بالشر لنفسه ولا لمجتمعه, ومن التعاون على الإثم والعدوان التعاون على ظلم الناس وأكل أموالهم بالباطل كشهادة الزور والبينات الكاذبة والدعوة التي لا أصل لها من أجل أكل أموال المسلمين إثماً وعدواناً.
وأكد بأن من أعان ظالماً على ظلمه كمن عصى الله ورسوله فلا يجب الوقوف مع الظلمة ولا على باطلهم ولا على ظلم الخلق بأي سبيل كشهادة الزور والبينات الكاذبة فكلها ضرر، ومن التعاون على الإثم والعدوان، التعاون في تكوين الأموال وتغيير المناقصات المطلوبة وتنفيذ المشاريع على غير ما وضعت، له فإن هذا خطأ، فكثير من المشاريع يظهر عيوبها وفسادها لأن المنفذين لها أخلوا بالمواصفات وألغوا كثيراً من العقود المهمة لأجل طمع المال وساعدهم من يقبل الرشوة ويأخذها ويوقع على التنفيذ الصحيح والله يعلم أنه باطل، يأخذ على هذا ثمنا حراما إذا أعان على باطل، أعان المزور على تزويره والغاش على غشه، من غشنا فليس منا.