7 مشاريع لتأهيل وتطوير الأواسط التاريخية في منطقة الرياض ">
الجزيرة - عبدالله الفهيد:
تشهد 7 مشاريع في منطقة الرياض لتأهيل وتطوير أواسطها التاريخية ضمن «مشروع تأهيل وتطوير أواسط المدن بالمملكة» الذي تقوم عليه وزارة الشؤون البلدية والقروية ممثلة بالأمانات والبلديات بالشراكة مع الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني.
وتعد مشاريع تأهيل وتطوير أواسط المدن التاريخية أهم عناصر برنامج خادم الحرمين الشريفين للعناية بالتراث الحضاري الهادفة إلى تطوير مراكز هذه المدن بما يواكب الحداثة ويحافظ على أصالة هذه المواقع كونها معالم حضارية تعكس تاريخ مناطق المملكة وتشكل هويتها.
مشروع تطوير وسط الدرعية
ويعد مشروع تطوير وسط الدرعية أبرز مشاريع تطوير أواسط المملكة في منطقة الرياض وفي المملكة بشكل عام.
يتضمن مشروع تطوير مركز الدرعية التاريخي أعمال تطوير أحياء (الطريف – البجيري – سمحان)، ويهدف إلى تطوير الدرعية كمركز حضاري تشع منه رسالة الدرعية الحضارية على المستوى المحلي والوطني والعالمي، والمحافظة على بيئة الدرعية من التدهور وإعادة توازنها الطبيعي، وتطوير المنطقة اقتصاديًا من خلال التنشيط الزراعي والسياحي والترفيهي.
ويتسم حي البجيري بقيمته الثقافية وموقعه الاستراتيجي بالإضافة إلى إطلالته المميزة على وادي حنيفة حيث يشكل مدخلاً وبوابة عامة لحي الطريف.
وبالنسبة لحي البجيري فتهدف أعمال تطويره إلى إبراز قيمته الثقافية عبر تطوير منشآته الثقافية والعمرانية وتوظيف عناصره المختلفة، لخدمة الأهداف العامة لبرنامج تطوير الدرعية التاريخية. وقد تم تنفيذ مؤسسة الشيخ محمد عبد الوهاب الثقافية، ومشاريع المنطقة المركزية (الساحة والمطلات، والمنتزه، ومسجد الظواهيرة، ومباني الخدمات، والأسواق، ومواقف السيارات)، وجارٍ العمل على مشروع المعرض الدائم للتراث العمراني.
حيث تم الانتهاء من الأعمال التنفيذية للمشروع كاملة في حي البجيري عام 2015م، وشرف خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله حفل افتتاح المشروع بتاريخ 20-6-1436هـ.
أما حي سمحان فقد تم الانتهاء من المرحلة الأولى لدراسة إعادة التأهيل لحي سمحان كفندق تراثي الذي تشرف عليه هيئة السياحة والتراث الوطني التي تضمنت توثيق وتنظيف الحي، والكشف على المباني الأثرية، وسيكون الحي ضمن برامج ومشاريع الشركة السعودية للضيافة التراثية التي تم تأسيسها مؤخرًا.
أما حي طريف فما زالت أعمال الترميم قائمة بالموقع، حيث تم توقيع عقد الأعمال المتحفية لمتاحف حي الطريف، ومدة تنفيذ الأعمال المتحفيه خلال (18) شهرًا، ومن المتوقع الانتهاء من المشروع في عام 2017م.
مشروع تطوير وسط الخرج
يجري العمل على تطوير وسط مدينة الخرج في منطقة الرياض بالتعاون بين هيئة السياحة وأمانة منطقة الرياض وبلدية الخرج.
ويهدف المشروع إلى إعداد مخطط شامل لتطوير المنطقة للحفاظ على هويتها التراثية، وربطها بمحيطها، وتطوير وتحسين بيئتها وخدماتها ومرافقها.
وفيما يخص سير العمل بالمشروع، فقد تم الاتفاق مع بلدية الخرج خلال عام 1435هـ أن تشارك الهيئة في مشروع المخطط التطويري لوسط محافظة الخرج، وأن تُحدد الهيئة أحد الشوارع الرئيسة ليتم تطويره كجادة سياحية وفقًا لرؤيتها، على أن تقوم البلدية بتزويد الهيئة بمخططات السوق المُزمع تنفيذه وسط الخرج بنمط تراثي لتتم دراسته وإبداء الملاحظات عليه.
وجارٍ حاليًا استمرار العمل مع البلدية في تطوير الجادة السياحية والعمل مع استشاري البلدية لما يخص وسط المدينة.
فيما وافق المقام السامي الكريم على ما رأته وزارة المالية بأن يتم نزع ملكية الأراضي المجاورة لقصر الملك عبد العزيز بالخرج بدائرة قطرها 70 مترًا من الجهات الشمالية والشرقية والغربية.
مشروع تطوير شارع تراثي في وسط الخرج
تعمل الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني ممثلة بفرعها في منطقة الرياض مع بلدية محافظة الخرج حاليًا على إعداد تصاميم لتطوير شارع جنوب جامع الملك عبد العزيز وسط محافظة الخرج، باستخدام النمط التراثي، ليتكامل مع نمط الجامع القائم، ونمط السوق المزمع تنفيذه الذي تقع إحدى بواباته الجانبية على نفس الشارع، ليتكامل مع تطوير وسط الخرج التاريخي للمنطقة المحيطة بقصر الملك عبد العزيز بعد صدور الأمر السامي بالموافقة على نزع ملكية 70 مترًا بالاتجاهات الشمالية والشرقية والغربية من القصر.
مشروع تطوير وسط تمير
تتوسط المنطقة التراثية بتمير مدينة تمير الحديثة بمنطقة الرياض، وتضم عددًا من المباني التراثية والأثرية.
ويهدف المشروع إلى إعداد مخطط شامل لتطوير وسط تمير التاريخي بما يحافظ على التراث ويحقق الجذب السياحي. كما يهدف إلى توفير الحد الأعلى من الخدمات الضرورية اللازمة للزوار ضمن المسافا ت المناسبة للمشاة، لتقليل استخدام السيارات للمحافظة على البيئة، إضافة إلى الحفاظ على الهوية التراثية للمنطقة، وتوفير الخدمات المناسبة لاستيعاب أعداد وكثافة الزائرين المتوقعة.
وقد تم البدء في الإعداد للمشروع من قبل هيئة السياحة من خلال إعداد تقرير عن وسط تمير، وإعداد أسس مرجعية ومواصفات لعمل رفع مساحي وتطوير الممرات وواجهات المباني القائمة كمرحلة أولى.
وتم تزويد بلدية تمير بالأسس المرجعية والمواصفات، حيث طرحت البلدية المرحلة الأولى من المشروع (المرحلة الإنقاذية) وجلب العروض، وتم تسليم الموقع للمقاول والعمل تحت التنفيذ حاليًا، ويشمل رصف الممرات، وترميم الواجهات والإنارة.
مشروع تطوير وسط المجمعة
يقع مركز المجمعة التاريخي إلى الجنوب الغربي من المدينة الحديثة، ويضم عددًا من المباني التراثية والأثرية، ومنها: مرقب جبل منيخ الأثري، وقصر الربيعة، ومدرسة أحمد الصانع التاريخية، وقصر العسكر وملحقاته (قصر الإمارة)، وجامع الملك عبد العزيز، ووقف الملك عبد العزيز وملحقاته.
ويهدف المشروع الذي تتعاون فيه بلدية المجمعة مع الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني (ممثلة بفرعها في منطقة الرياض) إلى إعداد مخطط شامل لتطوير وسط المجمعة التاريخي إلى الحفاظ على الهوية التراثية للمنطقة، والربط الفراغي والحركي لوسط المجمعة مع المنطقة المحيطة، وتطوير وتحسين بيئة المنطقة التاريخية من الناحيتين المعمارية والعمرانية، وتحسين الممرات، وخطوط شبكة المرافق.
وقد تم طرح المرحلة الثالثة من المشروع والمتمثلة في رصف الممرات ورفع وترميم واجهات المباني الخارجية، بعد أن تم رصف الطرق الرئيسة. كما تم إعداد تصور مبدئي لتطوير المخطط العام في ضوء البيانات المتاحة، وتقرير يتضمن مقترح لتطوير منطقة وسط المجمعة. حيث طرحت بقيمة تقريبية (7) ملايين ريال، وتمت ترسية المشروع واستغرق العمل سبعة أشهر انتهت في الربع الأول من العام 1436هـ، ويجري حاليًا العمل مع بلدية المجمعة من خلال فرع الهيئة لتحديد موقع وسط المجمعة يخصص كجادة سياحية، وسيتم تصميمه بمشاركة فاعلة من الهيئة ممثلة بمشروع أواسط المدن خلال الفترة المقبلة.
وحاليًا تم الانتهاء من المراحل (الأولى - الثانية - الثالثة) بتكلفة تقارب 19 مليون ريال، التي تشمل أعمال الرصف، والإنارة لكامل الوسط التاريخي مع بعض أعمال ترميم الواجهات. كما تم طرح المرحلة الرابعة التي تشكل استكمالاً لأعمال الترميم للمباني في الوسط التاريخي خلال العام المالي 1436هـ.
كما تم عمل آلية تنسيق مشترك بين البلدية والهيئة واللجنة السياحية بمحافظة المجمعة حول قيام المواطنين بتبني ترميم منازلهم وإعادة بنائها وتأهيلها بما يتوافق مع مشروع تطوير وسط المجمعة.
مشروع تطوير وسط حوطة سدير
يقع مركز حوطة سدير التاريخي جنوب المدينة، ويهدف مشروع تطويره إلى إعداد مخطط شامل لتطوير المنطقة للحفاظ على هويتها التراثية، وربطها مع المنطقة المحيطة، وتطوير وتحسين بيئة المنطقة التاريخية وخدماتها ومرافقها.
وقد تمت ترسية المشروع من قبل البلدية، ويتم تنفيذ أعمال المرحلة الأولى من المشروع التي تتمثل في إنشاء ممرات وساحات، وجارٍ العمل من خلال فرع الهيئة بالرياض والبلدية على مبادرة الأهالي بترميم منازلهم.
مشروع تطوير وسط مدينة شقراء
شهدت مدينة شقراء بمنطقة الرياض اهتمامًا كبيرًا من الهيئة في الفترة الماضية، تمثل في إعداد مخطط لتطوير المركز التاريخي الذي يقع شمال المدينة، إضافة إلى ترميم عدد من المباني التراثية المهمة.
ويهدف مشروع تطوير وسط مدينة شقراء إلى إعداد مخطط شامل لتطوير وسط شقراء التاريخي، والحفاظ على هويتها التراثية، وربطها بالمنطقة المحيطة.
وقد عملت الهيئة على إعداد مخطط عام للبلدة يشمل جميع الأهداف والأنشطة والمواصفات الخاصة بوسط شقراء التاريخي، وتم تسليم مخرجاته للمجتمع المحلي والشركاء بالمحافظة لبدء العمل. حيث تم العمل على المشروع من قبل بلدية شقراء بتكلفة 3 ملايين ريال، شمل إنارة مداخل البلدة التاريخية بفوانيس تراثية، بناء دكات وجلسات على جانبي مدخل البلدة، رصف الأرضيات بالحجر في المدخل وفي الممرات المؤدية إلى المنازل والبيوت التراثية، ترميم سوق حليوة التاريخي بالكامل الذي يتكون من 75 محلاً تجاريًا مع المنطقة المحيطة به.
فيما يجري حاليًا تفعيل دور مشاركة الأهالي ورجال الأعمال في تطوير وسط شقراء بالتبرعات ودعم الجمعيات، إضافة إلى أنه يتم العمل من خلال فرع الهيئة والبلدية على مبادرة الأهالي بترميم منازلهم.
مشروعات لترسيخ الهوية المعمارية التاريخية
وتشمل مشروعات تأهيل وتطوير أواسط المدن في مناطق المملكة الذي تقوم عليه وزارة الشؤون البلدية والقروية ممثلة بالأمانات والبلديات بالشراكة مع الهيئة العامة للسياحة والآثار عددًا من البرامج والأنشطة الثقافية والاقتصادية والاجتماعية، بما في ذلك إحياء ودعم الحرف والصناعات اليدوية والتراثية وتطويرها، مما يجعل أواسط المدن مقصدًا للسياح ووجهة جاذبة للزوار والمستثمرين.
وينبع اهتمام الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بأواسط المدن في جميع مناطق المملكة، ينبع من رؤية الدولة، وحرصها على تحقيق التوازن بين خطوات التحديث العمراني، وأهمية المحافظة على أصالة المدينة، وترسيخ هويتها المعمارية التاريخية، إلى جانب إعادة الحراك الاجتماعي والاقتصادي إلى أواسط هذه المدن، من خلال استثمار ما تزخر به من عناصر عمرانية مميزة، وتوظيفها اقتصاديًا وثقافيًا واجتماعيًا، مما يدعم الناتج المحلي ويسهم في تعزيز التنمية المتوازنة في مناطق المملكة كافة.
وتشمل مشروعات تأهيل وتطوير أواسط المدن التاريخية، حتى الآن أكثر من (30) مشروعًا، منها ما تم الانتهاء من مراحل تأهيله وتطويره، وما يجري تنفيذه حاليًا، وآخر تم طرحه للترسية تمهيدًا لاستكمال مراحله التأهيلية.