آل الشيخ: تجديد الدين أمر عظيم لا ينفك عنه زمان.. وهو وظيفة كل طلبة العلم ">
الجزيرة - وهيب الوهيبي:
رعى وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد رئيس مجلس الدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ مساء أمس الجمعة حفل افتتاح ورشة عمل: ( التأصيل العلمي والعملي لدعوة الإمام المجدد الشيخ محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله- الذي أقيم بمقر الوزارة.
ألقى الوزير الشيخ آل الشيخ كلمة أكد فيها أن العلماء ورثة الأنبياء، الأنبياء قاموا بالدعوة إلى الله ببيان ما أنزل إليهم وبلغوا الرسالة وأدوا الأمانة وجاهدوا في الله حق الجهاد ثم جاء دور العلماء في كل زمن من الصحابة - رضوان الله عليهم - وعلى رأسهم الخلفاء الأربعة، والعشرة المبشرون بالجنة، ثم سائر الصحابة، ثم التابعون، ثم من تبعهم من أئمة الإسلام هؤلاء جميعاً يوضحون معاني الكتاب والسنة، ويبينونها للناس، ويجددون الرسالة والدين ويجددون أمر هذا الدين بتجديد معاني الكتاب والسنة في نفوس الناس، وأعظم ما في القرآن توحيد الله - جل وعلا- بأنواعه وأعظم ما في السنة توحيد الله - جل وعلا -بأنواعه.
وواصل: لذلك كانت الغربة شديدة خاصة فيما تنظرون في وسائل الاتصال المختلفة، والصحف والمجلات، وبعض الفضائيات في الخمس سنوات الأخيرة زاد الأمر حتى أصبح الخوف كبيراً في أن يغلب الجهل على العلم، وأن يكثر في الناس تصديق الشبهات والركون إلى عدم أهمية الرجوع إلى القرآن نفسه، وإلى السنة نفسها، وهذا ليس عجباً لأن المقصود من النيل من أصول هذه الديانة هو النيل من القرآن والسنة، والاتباع، من تكلم في الصحابة- رضوان الله - عليهم من أهل الزيغ في القرون الأولى فضحهم، وبين شأنهم أئمة الإسلام قالوا هم لا يريدون الصحابة ولكن يريدون الرسالة، يريدون القرآن، يريدون السنة لأن الصحابة هم النقلة.
وأكد أن الدعوة الاصلاحية للإمام المجدد هي دعوة تجديدية، حظ الإمام المجدد منها أن الله -جل وعلا - أنعم عليه بأن كان من الراسخين في العلم الذين جددوا لهذه الأمة دينها, وتجديد الدين أمرعظيم لا ينفك عنه زمان، وهو وظيفة كل طلبة العلم، وتجديد في الدين، وتجديد أمر الدين كلها بسواء هذه لا يقتصر أمرها على فرد وإن خص العلماء بعض الأئمة بالتجديد على رأس كل مائة بقولهم مجدد المائة أو على رأس المائة الأولى عمر بن عبدالعزيز، وعلى رأس المائة الثانية الشافعي، وعلى رأس المائة الثالثة وهكذا, فهذا تقريب، وإلا ليس للحصر فالمقرر، والمحقق عند المحققين من أهل العلم أن التجديد أمر عظيم يشمل الجميع، ويدخل فيه الجميع.
وأبان أن أهل العلم جميعاً مجددون، من يجدد أمر الديانة بالعلم بتوحيد الله - جل وعلا -وما أنزل في ذلك والاتباع ، اتباع محمد - صلى الله وعليه وسلم -، ولزوم أصول الدين هذا تجديد، والتعليم بأنواعه، والنهوض بأمر الدين علماً وعملاً هذا تجديد، والنهوض بأمر فقه الكتاب والسنة في المسائل العملية تجديد، والنهوض بأمر القضاء في تحاكم الناس إلى الكتاب والسنة وما قاله العلماء فهماً من الكتاب والسنة، وما دون في كتب الفقه وكتب التقاضي هذا تجديد وهكذا في غيره في السلوك والعلم فكل مجال من مجالات العلم والعمل التي دعا إليها النبي - صلى الله عليه وسلم - وجاءت في القرآن والسنة تحتاج إلى مجددين ، وهذا التجديد الشامل ينوب به العصبة من أولي العلم ولكن لابد من الاجتماع على تحقيق ذلك وهذا الاجتماع يكون بالتعاون على البر والتقوى كل في مجاله، وأن ينسى المرء ذاته مهما بلغ في سبيل تحصيل الحصانة العظيمة للدين، والحماية للتوحيد وللسنة، وهذا الأمر جاء مؤصلا في هذه الفكرة، فكرة هذه الورشة.
وأشار إلى أن هذه الورشة تأصيل علمي وعملي، يشارك فيها نخبة من ذوي التخصصات المختلفة، من هو حريص على نهضة هذه الأمة، وحماية الناس ورجوعهم إلى كلمة العدل والوسط والطريقة المثلى.. هذه الورشة تشمل مناحي شتى، مشدداً على أن هذه الورشة تتضمن برامج عملية منوعة كثيرة تخاطب كل فئات الناس في بلدنا، وليست مقتصرة على طلبة العلم، وليست للخطباء، وليست للمشايخ، وليست للرجال فقط، هي للرجال الكبار وللشباب، وليست للنساء فقط هي للنساء الكبار والصغار نريد أن تجعل الوزارة بما سيعينكم الله- جل وعلا - عليه أن يكون هناك برنامج عملي قابل للتطبيق.
وكان حفل الافتتاح قد بدأ بآيات من القرآن الكريم، ثم ألقى عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية رئيس لجنة برنامج دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب ـ الإصلاحية، الدكتور عبدالعزيز بن محمد السعيد كلمة أبان فيها أن الشيخ محمد بن عبد الوهاب من أولئك الأئمة المقتدى بهم، الذين جدد الله بهم الملة الحنيفية، والشريعة الإسلامية, في المائة الثانية عشرة, في دعوة سنية سلفية في جميع مكوناتها: العلمية, والعملية, والتربوية, والدعوية, والسلوكية, دعوةٍ شعارها ودثارها الإسلام الخالص؛ إذ كانت قائمة على الكتاب، والسنة, بفهم سلف الأمة.
وشدد على أن دعوته كان لها أثر عظيم في توجيه الناس إلى الرجوع إلى المعين الصافي كتاب الله وسنة نبيه - صلى الله عليه وسلم - , وترك المحدثات والخرافات؛ حتى أضحت الجزيرة العربية ونجد على وجه الخصوص حاضنةً للعلم, ظاهرةً فيها السنن, قائمة بالشرع, بعلمائها وأمرائها وعامتها, ولا تزال المملكة كذلك.
عقب ذلك ألقى وكيل الوزارة لشؤون المساجد والدعوة والإرشاد الدكتور توفيق السديري كلمة قال في بدايتها: نجتمع هذا المساء المبارك لإطلاق ورشة العمل الأولى ضمن برنامج التأصيل العلمي والعملي لدعوة الإمام المجدد الشيخ محمد بن عبدالوهاب - رحمه الله - , وهذا البرنامج الذي يأتي انطلاقاً من رسالة هذه الوزارة في نشر الدعوة إلى الله وبث العلم الشرعي وترسيخ الوسطية بين الناس, هذه الوسطية التي قامت عليها هذه الدعوة المباركة وانطلق منها تأسيس الكيان الشامخ للمملكة
وأشار إلى أن الصراع بين الحق والباطل والخير والشر, هو سنة من سنن الله في الكون, فقد واجهت دعوة الأنبياء - عليهم الصلاة والسلام - وخاتمهم نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - أنواع الاذى والهجوم والمؤامرات والدسائس التي لا تخفى, وليس بدعاً أن تواجه دعوة الإمام المجدد- رحمه الله- قديماً وحديثاً نفس الوتيرة من الهجوم والإيذاء, كيف لا وهي دعوة ممتدة للدعوة النبوية وإحياء لها, والجميع يعرف ويرى السهام المغرضة الموجهة لهذه الدعوة في هذه الأيام, وهي سهام بقدر ماهي موجهة للدعوة فهي موجهة للدولة, فكل مايسيء لهذه الدعوة الهدف من ورائه زعزعة هذا الكيان والبناء, واستهداف مكوناته نظاماً وبشراً وأرضاً ومكتسبات ومقدرات, وذلك يحتم تضافر جهود جميع المخلصين أفراداً ومؤسسات؛ للدفاع والذّب عن الحق, وعن هذه البلاد ومنهجها وعقيدتها. وأبان الدكتور السديري إلى أن هذه البرامج والورش تهدف إلى نشر وترسيخ العقيدة الإسلامية والوسطية الصحيحة النقية من شوائب البدع والمحدثات, عن طريق تفعيل دور أهل العلم والدعاة في نشر الدعوة الصحيحة والاستفادة من المهتمين بالدعوة الإصلاحية في شتى القطاعات والمجالات, وتسخير الوسائل المناسبة؛ لبيان حقيقة هذه الدعوة لدى الفئات المستهدفة بسهام أهل الشر, وهذه الفئات تتمثل في: الأسرة, والشباب, والنساء, والمقيمين على أرض هذه البلاد المباركة, والمتخصصون في مجال الإعلام والتواصل, كما نهدف إلى ترسيخ التقنية الحديثة في ذلك, إضافة إلى تفعيل الشراكة المجتمعية بين الوزارة والمؤسسات التعليمية, وتفعيل دورهم في نشر الدعوة, وبيان حقيقتها, وتوضيح منهجها. وأضاف قائلاً: كما نهدف إلى تصحيح المفاهيم المغلوطة عن الدعوة, وكشف الشبهات عنها, وبيان براءتها من الجماعات التكفيرية والإرهابية وأفكارها, داعياً المشاركين في ورشة العمل هذه إلى أن يستحضروا ذلك كله في مناقشاتهم وأطروحاتهم, وأن يستحضروا قبل ذلك إخلاص النية لله سبحانه وتعالى في هذا العمل, وأنه من خير الأعمال وأبرها؛ لما فيها من نشر الحق والخير, ودفع الشر والباطل, ورحمة الخلق كما أراد الخالق سبحانه وتعالى.
ومن المقرر أن تبدأ جلسات الورشة اليوم السبت بمشاركة عدد كبير من الأكاديميين والمختصين والمهتمين في أنحاء المملكة لدراسة دعوة الإمام المجدد، والخروج بتوصيات تدعم العمل الدعوي وتطويره في ظل الأوضاع الراهنة.