أحمد بن فهد الحمدان ">
عمل خسيس ارتكبه جبناء يطمعون في شق الصفوف وتدنيس الأراضي المقدسة, هم شرذمة ضعفت نفوسهم فيسقطوا في مستنقع الأجندات الخارجية, فلم يراعوا حرمة المكان والزمان.. ولكن هيهات تكسرت أفكارهم وانهارت مطامعهم على أعتاب الجنود البواسل الذين كانوا لهم بالمرصاد, فالعمل الإجرامي هو منهج الأعداء بالإجرام والإفساد واختراق صفوف الأمة، وهو إجرام وعار وإثم عظيم.
في جريمة أبها ثمة دم مسفوك جمع هذه المرة كل المحرمات وأزال كل المبررات فهم مصلون مرابطون وهو قاتل أرسله سيده ليفرق ما اجتمع وينفض عرى الأمن ليسود الظلام والفوضى التي يعشعش بها أمثال هؤلاء لكن السعوديين صرخوا هذه المرة في وجه الإرهاب ومن خلفه: «إن كنتم قتلتم 20 جنديا فنحن 20 مليون جندي نحمي وطن أعلى راية الدين وأعز المواطنين».
إن الحادثة الإرهابية التي استهدفت المصلين في مسجد الطوارئ بمحافظة أبها جريمة نكراء لا تصدر من مسلمين لأن الإسلام بريء من هذه الأفعال الإجرامية الجبانة، وشريعتنا السمحاء تنبذ أشكال العنف والإرهاب التي تهدف إلى ضرب وحدة الشعب السعودي، وزعزعة استقراره، فمن يقف وراء هذه الأحداث الإجرامية إرهابيون مجرمون لهم أجندات خارجية، وليس لهم ذمة ولا يراعون حرمة، وغاظهم أشد الغيظ قيام المملكة بواجباتها الدينية والعربية والإسلامية.
المصاب جلل والحادث الخطير يقصد المنفذون من ورائه إلى إيجاد فجوة بين أبناء الوطن ونشر العداوة والفتن في هذا الظرف العصيب, والمملكة تدافع عن حدودها الجنوبية فأرادوا بهذا العمل إشغالها بتنفيذ هذا المخطط الإجرامي الذي يهدف من وراءه إلى تفريق صفنا وكلمتنا وإحداث فوضى في بلادنا, ولكن ولله الحمد الأمة متماسكة مجتمعة متآلفة تحت دين الله جل وعلا ثم تحت راية قيادتنا المباركة الحكيمة التي تسعى وتبذل جهدا في توحيد المجتمع وتقوية روابطه فيما بيننا جميعا».
إن هذا العمل الآثم الجبان فعلٌ مجرّمٌ لا تفعله أو تُقرّه وترضى به إلا أنفسٌ ملأها الحقد والبغض لما تعيشه بلادنا من تآلفٍ ووحدةٍ أغاظت الأعداء ومرضى النفوس، مبديا استنكاره لمثل هذه الأعمال الإرهابية الآثمة التي تستهدف أرواح الأبرياء والآمنين التي لا يقرها ديننا الحنيف وشريعتنا الإسلامية، العمل الإجرامي الخبيث الذي ارتكبته شرذمة لاتقدر قيمة وكيان هذا الوطن الحبيب لأن ماحدث لا يمت إلى الإسلام والدين بأي صلة ولا يمكن تصور أن يرتكبه مسلم عاقل عالم بالحلال والحرام مدرك لحرمة الدماء وعصمتها، مما يدعونا للحذر بأن هناك أيادي خفية تسعى لزعزعة الأمن في بلادنا وإيجاد الفرقة وزرع بذور الطائفية البغيضة بين أبناء الوطن بإيقاد نيران الخلافات المقيتة، التي لها نتائجها الخطيرة في المجتمع وتؤدي إلى الشقاق والفرقة والخلاف ونشر البغضاء والكراهية، التي لها نتائجها السيئة على البلاد والعباد.
إن وعي الشعب السعودي سيكون أقوى رادع لهؤلاء الإرهابيين الذين نزع الإيمان من قلوبهم، ويطمعون أن يوقعوا الفتنة بين أفراد هذا الشعب الكريم الذي اجتمع على ولاة أمره وتحقق له الأمن والرخاء والاستقرار في محيط مضطرب تعصف به الفتن والحروب.
ولأننا في وطن المحبة والخير فالجميع من مواطنين وعلماء ومثقفين وجب عليهم التوحد و تقوية اللحمة الداخلية وتفويت الفرصة على الأعداء المتربصين الذين ما فتئوا ومنذ عقود يتحينون الفرصة لخلخلة أمن واستقرار بلاد الحرمين الشريفين، لكن الله تعالى لهم بالمرصاد ثم المواطن الذي هو رجل الأمن الأول ورجال أمننا البواسل الذين قدموا أرواحهم في سبيل الدفاع عن حرمات هذا الدين وحدوده وأمنه واستقراره، إن رجال أمننا البواسل وقفوا وقفة حزم وإصرار لشراذم التطرف والإرهاب حماية لأمن الوطن والمواطن، فبذلوا أنفسهم وأرواحهم دفاعاً عن مقدساتنا وأعراضنا وأموالنا وأنفسنا من هذه الفئة الضالة المجرمة الخبيثة التي خرجت لتهلك الحرث والنسل، وتقتل المصلين الركّع السجود، فلا أظلم ولا أخبث ممن سعى في خراب بيوت الله أو أن يذكر فيها اسمه».
وهذا الحادث الإجرامي لا يخدم إلا أعداء الإسلام ومن يريدون النيل منه وتشويهه بأعمالهم الشنيعة وجرائمهم النكراء، لأن هذا العمل ليس من الإسلام في شيء، وإنما هو ظلم وبغي وعدوان وإجرام تأباه الشريعة الإسلامية المطهرة وتنكره الفطر السوية وترده العقول السليمة.
نجدد ولاؤنا ومحبتنا لقائدنا وولي أمرنا الملك سلمان بن عبدالعزيز قائد مسيرة الخير والذي تحولت المملكة على يديه إلى واحة من الأمن والأمان لينعم بها المواطن والمقيم.. وكذلك صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف ولي العهد ووزير الداخلية رجل الأمن الأول وكذلك صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع حامي حمى الوطن حفظ الله مملكتنا ووقاها الشرور, ولانملك إلا أن نقول اللهم احفظ بلدنا من كل يد عابثة, أو نفس حاقدة, اللهم ووفّق ولاة أمورنا ومشايخنا وعلمائنا إلى كل خير وصواب إنك جواد كريم.
رئيس جمعية الناشرين السعوديين - نائب رئيس اتحاد الناشرين العرب